press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar2602163

الخبر:


الجزيرة - 2016/02/22: يدفع الأطفال والمرضى وكبار السن الثمن الأكبر لسياسة الحصار التي ينتهجها النظام السوري بحق المدنيين في ريف حمص الشمالي، حيث يعاني عشرات الرضع من فقدان حليب الأطفال، ومئات المسنين المصابين بأمراض مزمنة من نفاد الأدوية في المشافي والمراكز الصحية و الصيدليات.

ورغم اتفاق الدول الكبرى في ميونيخ على فتح ممرات إنسانية لوصول المساعدات الغذائية والطبية إلى المناطق المحاصرة، يواصل النظام السوري - بدعم جوي روسي - محاولاته العسكرية لإطباق الحصار الكامل على أكثر من ثلاثمئة ألف مدني في مدينتي تلبيسة والرستن بريف حمص.

التعليق:


نعم بهذا الشكل يقاسي أهلنا في حمص و الشام كلها الأمرين جراء إجرام الأسد بدعم مباشر من روسيا وغير مباشر من أمريكا، يقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وطائرات عدوة الله روسيا تفجر وتقتل دون حسيب ولا رقيب، لا تميز بين البشر والحجر والشجر، ويتهاوى الأطفال قتلا وتشريدا وتجويعا ويقضون من البرد والمرض.

هكذا لا يجد أطفالنا في سوريا الحليب والماء النظيف، لا يجدون الطعام ولا الدواء، فمن لم يحصده القتل حصده الجوع أو البرد أو العطش أو المرض. ونحن في بلاد الإسلام نتفرج ونراقب وننتظر حتى تجهز أمريكا و روسيا و الأسد على فريستهم!

إن أمريكا تقول بلغة الفعل لا القول لأهلنا في الشام: إن أنتم لم تركعوا لي فلن يشرب أطفالكم الحليب، ولن يلبسوا لباسا يقيهم البرد. إن أنتم لم تركعوا لي فلن يجد أبناؤكم الدواء. لن يجد أطفالكم ونساؤكم وشيوخكم طعاما ولا شرابا ولا لباسا ولا دواء، إن أنتم بقيتم تركعون لله ولم تركعوا لي. نعم هذه هي لغة أمريكا الفعلية وليس القولية.

ولقد دعت أمريكا دول الجوار والدول الصديقة والممانعة لتلبية ندائها وللاستجابة إلى أمرها في تجويع وخنق أهلنا في الشام فاستجابوا ونفذوا الأمر وكأنه نزل من السماء على أسماعهم. فحاصروا الشام ومنعوا الحليب والقمح والدواء. ولم يكتف البعض بذلك بل بات يبعث طياريه ومقاتليه لشن غارات على أهلنا في الشام. قاتلهم الله أنى يؤفكون. وأما عن الطريقة التي استخدمها حكام العرب والمسلمين في استضافة أهلنا الفارين من بطش الأسد فلقد بكى الفؤاد والكبد قبل العين على الطريقة المهينة التي يعانيها إخوتنا أهل سوريا في دول الجوار أو على حدود أوروبا.

ولكن الشام عزيز، ولكن الشام أبيّ، ولكن الشام عصيّ، ولكن الشام ما زال يلقن حكام المسلمين الأوباش الدروس تلو الدروس. فلقد تنازل الشام عن الدواء وعن الطعام وعن الحليب وفي كثير من المناطق عن الماء. واختار أهله الركوع لله لا لأمريكا. ومن أراد الدليل فليتذكر، تلك الفتاة الشامية التي لم يتجاوز عمرها الخامسة عشرة، حينما كانوا يخرجونها من تحت الركام والهدم، وفي لحظة خروج رأسها من الركام تصرخ على المنقذ وتقول (حجابي عمو أرجوك رأسي مكشوف)، لم تقل أريد ماء ولا طعاما ولا دواء ولا هواء بل أرادت حجابها. هكذا يلقن الشام حكام المسلمين دروسا في الإباء والعزة والكرامة. فحكام العرب والمسلمين في أمس الحاجة لمثل هكذا دروس، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

الشام لن يركع إلا لربه يا حكام المسلمين ولن يركع أبدا لأمريكا، ولكن أنتم يا حكام العرب والمسلمين ستسجلون في صفحات التاريخ السوداء مع الخونة والعملاء والأوباش أو ستقتلون قتلة القذافي أو ستبحثون لكم عن ملجأ عند عميل مثلكم كما فعل زين العابدين أخزاه الله. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج أبو مالك

17 جمادى الأولى 1437هـ
2616م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35693