khabar2602165

الخبر:


حذّر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من صعوبة منع تقسيم سوريا إذا لم يتوقف القتال فيها قريبًا، وطالب بضرورة دعم الهدنة المقرر العمل بها في سوريا السبت المقبل. وقال كيري إنه "طالما يستمر القتل، فإن هذه الدائرة المدمرة ستغذي نفسها، ولهذا فإننا نحثّ جميع الأطراف على دعم الهدنة المرتقبة، ولهذا السبب أيضا، نجدد المطالبة بوجوب إيجاد حل دبلوماسي، لأنه من الضروري التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الحرب". وأردف كيري أنه "في حال لم تنجح عملية التفاوض فإن هناك خطة بديلة"، في إشارة إلى خطط طوارئ غير محددة يُعتقد أنها تشمل العمل العسكري، مضيفَا أنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد اتخاذ "قرارات جدية بشأن بلورة عملية تشكيل حكومة انتقالية". وأكّد كيري أنه "من الصعب جدًا الحفاظ على وحدة الدولة إذا لم يتوقف القتال في البلاد قريبًا".

التعليق:


تصدّر اتفاق الهدنة الذي أعلنته الولايات المتحدة وروسيا في سوريا اهتمام الصحف العربية، وقد توقع العديد من الكتّاب فشل الهدنة، فكان جواب كيري رئيس الحلف الصليبي سريعًا، حيث هدّد بتقسيم سوريا إن لم يقبل أهل سوريا بما يمليه الحلف الصليبي عليهم، وهو القبول "بحكومة انتقالية" يشكّلها الطاغية بشار، تضمن بقاء النظام العلماني وتحول دون تحرر أهل الشام بإقامة دولة العدل فيهم.

ويستمر كيري بتهديد أهل سوريا، من أنهم إن لم يقبلوا بالانصياع لما يحفظ للكفر مصالحه في الأرض المباركة الشام، فإنه سيلجأ إلى "خطط طوارئ"، وهي لا تعدو كونها استمرارًا للقصف الروسي، ودعمًا لبشار وشبيحته وأشياعه، لاستعار مزيد من القتل في أهل الشام حتى لو أدى ذلك إلى تشريدهم أو إبادتهم على أيدي الحلف الصليبي الجديد. والإضافة الجديدة هي تهديد كيري باستخدام عملائه في مختلف دول الضرار المحيطة بسوريا، في أعمال عسكرية برية، وخصوصًا الدول التي تخشى على أنظمة حكمها من الإطاحة بها، كما ورد في بعض التقارير الأمريكية، التي بشّرت بسقوط نظام آل سعود في بلاد الحجاز.

إن الحرب الدائرة في بلاد الشام ليست حربًا سورية، بل هي حرب القصد منها كسر إرادة الأمة الإسلامية في سعيها للتحرر من ربقة الاستعمار الصليبي، فهي من دون مبالغة حرب عالمية، طرفاها الصليبيون من جهة والأمة الإسلامية من جهة أخرى، ويؤكد ذلك قول كاثرين آشتون (متحدثة إلى وزير الخارجية الروسي): "إن سقوط العسكر في مصر سينهي الأزمة السورية لصالح الإسلاميين، وسيجعل الإسلاميين في ليبيا و تركيا و تونس أقوياء جدا، وهذا سيدفع الشرق الأوسط إلى سياسات وتحالفات لن تكون في مصلحة روسيا ولا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي."

لذلك لا أقول بأن على المسلمين في مختلف بلاد المسلمين نصرة إخوانهم في سوريا فحسب، بل أقول للأمة الإسلامية جمعاء أن تنتصر لنفسها ودينها، ففشل الثورة في سوريا هو انتصار لعملاء الصليب في الحجاز وإسلام أباد وإسطنبول والقاهرة ودكا، قبل أن يكون انتصارًا لأمريكا في سوريا، لذلك يجب أن تتركز جهود المخلصين على إحباط مساعي أمريكا لإحباط الثورة في سوريا، من خلال العمل الجاد مع حزب التحرير للإطاحة بالأنظمة المتآمرة على الثورة السورية في مختلف عواصم بلاد المسلمين، وخصوصًا في البلاد التي تستخدمها أمريكا وستزيد من استخدامها بريًا لإخضاع ثورة الشام المباركة لها، وإننا على ثقة من أن الله سبحانه وتعالى سيحقق لنا ما وعدنا به من نصر وتمكين، وأنه سبحانه وتعالى سيحبط عمل الظالمين.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خِرْ لِي بَلَدًا أَكُونُ فِيهِ، فَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَبْقَى لَمْ أَخْتَرْ عَلَى قُرْبِكَ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ ثَلاثًا»، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ ﷺ كَرَاهِيَتَهُ إِيَّاهَا، قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا يَقُولُ اللَّهُ فِي الشَّامِ؟ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: يَا شَامُ، أَنْتِ صَفْوَتِي مِنْ بِلادِي، أُدْخِلُ فِيكِ خَيْرَتِي مِنْ عِبَادِي، أَنْتِ سَوْطُ نِقْمَتِي، وَسَوْطُ عَذَابِي، أَنْتِ الَّذِي لا تُبْقِي وَلا تَذَرْ، أَنْتِ الأَنْدَرُ، وَإِلَيْكِ عَلَيْكِ الْمَحْشَرُ، وَرَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَمُودًا أَبْيَضَ كَأَنَّهُ لُؤْلُؤَةٌ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ، قُلْتُ: مَا تَحْمِلُونَ؟ قَالَ: عَمُودُ الإِسْلامِ أَمَرَنَا أَنَ نَضَعَهُ بِالشَّامِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، إِذْ رَأَيْتُ الْكِتَابَ اخْتُلِسَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ تَخَلَّى مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ بَيْنَ يَدَيَّ، حَتَّى وُضِعَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْتَقِ مِنْ غُدُرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ». أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق، والطبراني في مسند الشاميين.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر - باكستان

17 جمادى الأولى 1437هـ
2616م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35696