press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar2802164

الخبر:


أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثِلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة تبدأ من صباح السبت وتستمر لأسبوعين.

وذكرت الهيئة في بيان الجمعة أن "هذه الموافقة تأتي عقب تفويض 97 فصيلا من المعارضة الهيئة العليا للمفاوضات باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة".

وأشارت إلى ضرورة استيفاء الملاحظات التي أبدتها على مسودة مشروع الهدنة الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، موضحة أن عدم استيفاء هذه الملاحظات سيدفعها للإعلان عن هدنة من طرف واحد بصورة مؤقتة بهدف تسهيل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية.

التعليق:


في حين انشغال المعارضة بتشكيل لجنتها العسكرية برئاسة المنسق العام للهيئة "رياض حجاب" للمتابعة والتنسيق من أجل إنجاح تطبيق الهدنة، تُكثف روسيا غاراتها على مختلف المناطق السورية، وذلك قبيل ساعات من بدء سريان وقف إطلاق النار، في محاولة منها لإحراز تقدم ملموس لقوات النظام الغاشم والميليشيات الموالية له، لكسب المزيد من المناطق قبل دخول ساعة الصفر.

لقد أفادت مصادر ميدانية الجمعة 2016/2/26 بأن جلّ القتلى الذين سقطوا جراء غارات طائرات التحالف على حلب هم من الأطفال، إذ يتم استهداف المدنيين بشكل مباشر لتعمد تهجيرهم وتشريدهم والإمعان في إذلالهم، وذلك من أجل إخضاعهم لإملاءات الحلف الصليبي بزعامة أمريكا.

فمن لدماء هؤلاء الأطفال من نصير؟ أم أنها ساعات، حلال فيها قتل المسلمين دون حسيب ولا رقيب!! ألم يكفكم أيها المفاوضون خنوعاً وخضوعاً وأنتم ترون هذه المجازر حتى تعلموا حقيقة مزاعم الغرب بالقضاء على ثورة الشام ووأدها من أجل مصلحة هنا ومنفعة هناك؟! فمجازرهم لن تتوقف حتى بعد إعلان البدء بالهدنة وذلك حسب تصريحات المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" (أن الطيران الروسي سيواصل بالتأكيد عمليته في سوريا لأنه يدعم القوات المسلحة - السورية - ويستهدف - المنظمات الإرهابية - تنظيم الدولة وجبهة النصرة والمنظمات المندرجة على القائمة السوداء لمجلس الأمن). وأضاف أنه (حتى بعد بدء تطبيق وقف إطلاق النار فإن حملتنا ضد التنظيمات الإرهابية لن تتوقف) مشيراً إلى أنها إحدى نقاط الاتفاق بين الرئيس الأمريكي والروسي.

أبعد كل هذه التصريحات الواضحة باستباحة دماء أطفال و نساء سوريا، وارتكاب لجرائم الحرب والإبادات الجماعية التي تنتهجها أمريكا وحلفاؤها، وبعد إظهار نواياهم الخبيثة، نجد المعارضة مشغولة بإعلان استعدادها لرصد أي خروقات ستحدث، ولتحديد الجهات المسؤولة عنها، وقياس مستوى تحسن الوضع الإنساني خلال فترة الهدنة، مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن نفسها ضد ما وصفته بأي عدوان خارجي؟!!

فمن سيدافع عن المدنيين الأبرياء في داريا وحلب وحمص وغيرها الكثير من المناطق التي فضّلت الموت بكرامة على العيش بمذلة؟ ألن تعتبروا أيها المفاوضون وحسب لجنتكم العسكرية استهداف المدنيين خرقاً للهدنة؟! أم أن خرق الهدنة لا يحدث إلا إذا استُهدفت فصائلكم المسلحة، التي خضعت لهذه الهدنة العرجاء؟!

أيها الثوار المخلصون، اعلموا أن هذه الهدنة ليست لتمرير المساعدات الإنسانية ولا لتمكين الناس من تسوية أوضاعهم المعيشية، ولا رأفة أو شفقة من الجلّادين الذين نهشوا جسد الأمة الإسلامية بأكملها، بل إنها خطة للقضاء على ثورتكم المباركة، وإسلامكم لبشار وكلابه من جديد ينهشون لحومكم ويسومونكم وأهليكم سوء العذاب. فلا تركنوا للظالمين واعتصموا بحبل الله لا بحبل المستعمر، والله ناصر عباده المؤمنين ولو بعد حين.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

18 جمادى الأولى 1437هـ
2716م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35718