press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0203162

الخبر:


أورد موقع "العربية نت" حول ما أُطلق عليه الاتفاق الأمريكي الروسي لوقف إطلاق النار في سوريا ما يلي: "إن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا (ISSG)، وسعياً منهما لتحقيق تسوية سلمية للأزمة السورية، مع الاحترام الكامل للدور الأساسي، الذي تضطلع به منظمة الأمم المتحدة، عازمتان تماماً على تقديم أقوى دعم لديهما لإنهاء النزاع السوري وتهيئة الظروف لعملية انتقال سياسي ناجحة يقودها السوريون"، كما ورد: "تعلن الولايات المتحدة وروسيا، بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا ومجموعة عمل وقف إطلاق النار، في الـ22 من شباط، 2016، عن تبني شروط الهدنة في سوريا، المرفقة كملحق مع هذا البيان، وتقترحان أن يتم الشروع بوقف الأعمال العدائية"، وورد أيضا: "من أجل تعزيز التنفيذ الفعال لوقف الأعمال العدائية، تم تشكيل مجموعة عمل وقف إطلاق النار، التي تشترك في رئاستها الولايات المتحدة وروسيا، تحت إشراف الأمم المتحدة".

التعليق:


إن من يقرأ النصوص أعلاه وغيرها مما ورد في اتفاق أمريكا وروسيا حول وقف "الأعمال العدائية" في سوريا يكاد يصدّق أن الدولتين لا شأن لهما في الحرب على الإسلام والمسلمين في الشام، وبالتالي فهما تصلحان لتكونا حَكَمين بين عصابات بشار وبين الفصائل المسلحة المعارِضة.. نعم لقد بلغت الوقاحة بحكام كل من أمريكا وروسيا أن يقدّموا أنفسهم بمظهر الحريص على دماء أهل الشام وأنهم يسعون بكل جد لوقف النزيف الحاصل هناك، وأنهم فعلا يتألمون لما يجري من دمار وقتل وتهجير!!!

إن كل متابع لما يجرى في سوريا منذ 5 سنوات يدرك أن استمرار الصراع الدموي في سوريا وتصاعد وتيرة إجرام عصابات بشار بحق أهل الشام إنما هو بتوجيه أمريكي حتى يخضع أهل الشام للإرادة الأمريكية فتستطيع استبدال عميل بعميل. فأمريكا هي التي منعت كل قرار دولي يضعف عميلها في الشام، وهي التي منعت وصول أي سلاح نوعي يقلب موازين القوى لصالح الثوار، وهي التي عندما رأت بشار الأسد، عميلها في الشام، بدأ يضعف أوعزت لإيران وأحزابها للتدخل لحمايته من السقوط، وهي التي عندما رأت أن الأسد يزداد ضعفا وتراجعا أمام الثوار بالرغم من تدخل إيران وأحزابها لحمايته، اتفقت مع روسيا على القدوم إلى سوريا للدفاع عن بشار مقابل مصالح معنوية ومادية: فأمريكا قد أعطت لحاكم روسيا، فلاديمير بوتين، ما يرضي غروره، بأن تظهر روسيا بصفة المشارك لأمريكا في حل النزاعات الدولية، مع أن كل متابع لواقع النفوذ في المنطقة يدرك أنه ما كان لروسيا أن تنقل سلاحا إلى الشام بدون موافقة أمريكية، فالأجواء التي ستعبرها طائرات روسيا وصواريخها، والبحار التي ستمخر عبابها سفن روسيا لتصل إلى شواطئ المتوسط إنما هي خاضعة للنفوذ الأمريكي.. وأيضا فإن لروسيا مصالح اقتصادية في الشام قد ضمنتها لها أمريكا. ويُضاف إلى ذلك حقد حكام روسيا المتأصل تجاه الإسلام والمسلمين. ولذلك فإن أمريكا وروسيا تصرفتا ولا زالتا، تصرف العدو تجاه الشام وأهل الشام، فكيف تصلح تلك الدولتان لتكونا حكمين في صراع يشكلان فيه طرفا واحدا ضد أهل الشام؟؟!!

إن المسلم يفهم لماذا تقوم دول عدوة للإسلام والمسلمين بإظهار نفسها بمظهر الحريص على مصالح المسلمين، وأنها ليست ضد الإسلام والمسلمين، فهي تريد خداع الناس لتمرير مخططاتها، ولكن كيف لمسلم يؤمن بالله الذي حذره من أن يتخذ أعداء الإسلام والمسلمين أولياء من دون المؤمنين، وفي الوقت نفسه هو يرى مدى عداء أمريكا وروسيا للمسلمين كافة: في فلسطين وأفغانستان والشيشان والقرم والعراق وليبيا والشام وغيرها، فكيف لمسلم أن يصدق أو أن يتصرف على أساس أن أمريكا وروسيا ليستا دولتين عدوتين، فيسير في خططهما وينفذ ما تتفقان عليه؟؟!!

إن الواجب هو اتخاذ أمريكا وروسيا دولتين عدوتين والتصرف معهما على هذا الأساس، واستمداد العون منه سبحانه، لا السير في ركاب تلك الدول وتنفيذ مخططاتها التي هي في حقيقتها ضد الإسلام والمسلمين.

قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [آل عمران]


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

طالب رضا

22 جمادى الأولى 1437هـ
0216م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35781