press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0106163

الخبر:


روسيا اليوم 2016/5/30 - صرح وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، الأحد 29 أيار/مايو، بأن أنقرة تعرض على واشنطن القيام بعملية خاصة مشتركة في سوريا بدون قوات كردية. وقال جاوش أوغلو: "ما نتحدث بشأنه مع الأمريكيين هو إغلاق جيب منبج في أقرب وقت ممكن (...) وفتح جبهة ثانية"، في إشارة إلى منطقة يسيطر عليها تنظيم "داعش" في محافظة حلب شمال سوريا. وأضاف "إذا جمعنا قواتنا، لديهم (الأمريكيون) قواتهم الخاصة ولدينا قواتنا الخاصة". وتابع "نحن نقول نعم يجب فتح جبهة جديدة ولكن ليس بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي"، في إشارة إلى الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب القوة المسلحة الكردية التي تساند واشنطن في شمال سوريا وتعتبرها أنقرة "إرهابية".

من جهة أخرى، قال جاوش أوغلو إن معارضين سوريين عرب مسلحين ومدعومين من قبل القوات الخاصة التركية والأمريكية وكذلك من دول أخرى حليفة مثل ألمانيا وفرنسا، يمكنهم "بسهولة" التقدم باتجاه مدينة الرقة (شمال) التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية".

التعليق:


إن كل يوم يمر يؤكد حاجة المسلمين للتغيير. فهؤلاء حكام تركيا ومنذ اندلاع الثورة المباركة في الشام لا تفوتهم مناسبة إلا ويصرحون بدعم هذه الثورة، ثم يتبين في اليوم التالي أن التصريحات تلك، كلها كلام في كلام، فهل أوقفت تركيا أردوغان قصف الأسد للشعب السوري، وهل أوقفت قصفه للتركمان؟ بالطبع لا.

الجيش التركي لا يمكنه خوض المعارك في سوريا دفاعاً عن المسلمين! ولكن هذا الجيش يعرض خدماته الآن على الأمريكيين، من أجل التدخل في سوريا. قلة من المسلمين يتحدثون عن تبعية حكام تركيا لأمريكا، وكثير من المسلمين ومع الأسف، يظنون أردوغان من أحفاد العثمانيين، لذلك هم واثقون من دعمه للثورة السورية، ولكنهم يتفاجأون بأن كل ذلك، كلام خالٍ من أي مضمون.

وأما الكلام الفعلي المليء بالمضامين والأفعال، فهو موجه ليس للشعب السوري، بل لأمريكا، فحكام تركيا مستعدون للتدخل المشترك مع أمريكا في سوريا، طبعاً لقتل المسلمين، وليس لضرب الأسد، جزار سوريا المجرم، والمسنود من أمريكا، وتركيا تعلم ذلك علم اليقين. فأمريكا منعت أي تدخل لضرب الأسد، بل وأوجدت له موطئ قدم في جنيف، ليكون نظيفاً من الإجرام أمام الهيئات الدولية!

ربما لا يصدق كثير من المسلمين هذه الأخبار بأن تركيا أخيراً قررت التدخل في سوريا، ولكن في الاتجاه الخاطئ، أي لتساند أمريكا في قتل المسلمين، وليس ضد المجرم بشار. أهؤلاء هم أحفاد بني عثمان، الذين كانت أوروبا ترتعد منهم خوفاً، قبل أن يكون لأمريكا شأن أو وجود؟!

الكثير من الدول الكبرى، كفرنسا وبريطانيا، لا تمتلك الطاقات البشرية والمعنوية، التي تتمتع بها تركيا، ولكنها دول لها سياستها الخاصة. أما تركيا فقد قررت أن تكون في ذيل أمريكا، لأن التعلق بالذيل له خصائص يعرفها العملاء والأتباع، فهؤلاء لم يشتموا رائحة العزة والكرامة، ولا يعرفونها، ولا يجيدون إلا الانقياد، وتأمين مصالح الدول الكبرى كأمريكا، علها ترضى عنهم.

إن من يعلم حجم تركيا، وقوة جيشها، ليصاب بالصداع من تصريحات وزير الخارجية، ومن خلفه أردوغان، ولا يسعه إلا أن يتذكر كيف كانت بريطانيا الصغيرة تحكم الهند ذات مئات الملايين من البشر. وإلا من يمنع تركيا من تحقيق سياستها في سوريا، فهي الجارة الأقوى، وصاحبة الحدود، والتاريخ الإسلامي المشترك، و العقيدة الواحدة، من يمنع الجيش التركي من التخلص من الأسد في بضعة أيام، بل قل ساعات!!

سيقول لك المثبطون: روسيا، فقل: من كان يمنع تركيا من نجدة أهل سوريا قبل تدخل روسيا، والجواب الوحيد: هو أن أمريكا القابعة خلف المحيطات هي التي منعت، وتركيا استجابت، لأن حكامها لا يفكرون بناءً على مصلحة دينهم، أو بلدهم وشعبهم، أو حتى أنفسهم، لا يوجد هناك تفكير خارج عن دائرة رضا أمريكا.

لذلك تجد المسلمين اليوم في حلب قد تعرضوا لمئات الغارات الجوية بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقوية، التي تقذفها أسراب الطائرات الروسية وجيش المجرم بشار، وبدلاً من أن يخطر ببال وزير خارجية تركيا المشاهد المروعة للمدنيين تحت الركام في حلب، تراه يريد التدخل بشراكة أمريكا، وفي مكان آخر، ليس ضد النظام، ولا لنجدة حلب، وإنما فيما ترضى عنه أمريكا، أي مكافحة "الارهاب"، وهنا يدرك هؤلاء الحكام أن مكافحة النظام السوري المجرم لا تدخل في إطار عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية. وأما حجج التنظيمات التركية، فكل ذلك أمور صغيرة للغاية، قياساً بالإجرام الكبير الذي يمارسه الأسد ومَن وراءه ضد المسلمين في سوريا.

فعلاً هؤلاء الحكام بحاجة ماسة إلى من يرمي بهم في هاوية سحيقة، لتتنفس الأمة الإسلامية نسيم العزة و الكرامة، وأن تفكر بما يمليه عليها دينها، وليس أمريكا، فالحاجة للتخلص من حكام تركيا، وحكام العرب أشد منهم سوءًا، تصبح ضرورة ملحة.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/37486