press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar290616

الخبر:


منذ الأيام الأولى لهذا الشهر الفضيل ومن خلال شاشات التلفاز وأجهزتنا الخلوية رأينا التقارير الكثيرة حول القصف اليومي ومقتل أهلنا في سوريا. وإلى جانب الدعاء لهم في صلاة التراويح ومحاولة إرسال الصدقة لهم من خلال المنظمات الخيرية، ماذا يأمرنا القرآن أيضا في كيفية مساعدة الأمة في سوريا؟.

التعليق:


إننا نعيش في شهر القرآن. إننا الأمّة التي تؤمن وبكل فخر أن القرآن الكريم هو الرسالة الخاتمة للبشرية. نحن من نؤمن بأن القرآن يعالج مشاكل الإنسان، ولكن هل نتعامل مع الآيات القرآنية من هذا المنطلق؟ وخصوصًا في هذا الشهر الفضيل الذي أنزل فيه القرآن؟.

وقفت امرأة كانت تعي مسؤوليتها كمسلمة بعد خطبة لعمر بن الخطاب خليفة المسلمين مخالفةً رأيه في تحديد المهور. لقد علمت هذه المرأة أن الله سبحانه في القرآن الكريم والسنّة النبويّة لم يحدد المهر، لذا فقد شعرت بأنّها مجبرة على القيام وأمر الحاكم بتطبيق ما أمر الله به ورسوله وليس ما اقترحه الخليفة عمر. لقد نظرت إلى الوحي بأنه عبارة عن آيات تُقرأ وأفعال يجب أن تطبق من قِبل الحاكم على المجتمع.

لهؤلاء المسلمين الأوائل كانت آيات القرآن للقراءة وللعمل وللتطبيق من قِبل الحاكم على المجتمع. أما اليوم فإننا نركز على ما يبدو فقط على قراءة القرآن للحصول على الأجر أو في افتتاح جلسات البرلمان أو التعامل مع الآيات المتعلقة فينا بشكل فردي. ماذا بالنسبة للآيات التي تخاطبنا بوصفنا أمّة لتطبيق الإسلام في المجتمع في ظل دولة الخلافة الراشدة وحمل رسالة الإسلام العظيمة إلى العالم؟ هل نشعر بالرغبة الشديدة للتحدث عن وجوب تطبيق الإسلام من خلال إعادة دولة الخلافة الرّاشدة؟ هل نذكر أن الله سوف يسألنا عن التزامنا بجميع القرآن الكريم وليس فقط بجزء منه؟ هل أصبحنا نقبل العيش تحت أنظمة حكم تتجاهل تطبيق الشريعة وآيات القرآن؟.

في شهر رمضان هذا رأينا فيديوهات من سوريا لأناس يتساءلون أين أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين المسلمون؟. ولقد سمعنا عن قطع إمدادات المياه عن بعض المسلمين في فلسطين. إن حل حكام العرب والمسلمين لسوريا هو دعوة الأمم المتحدة للتصرف، أو إرسال وفود إلى مؤتمر المانحين في لندن في حين إن المشكلة تقع إلى جانبهم وليست في لندن!.

لقد وقفنا في هذا الشهر خلف الأئمة في التراويح وسمعنا قول الله سبحانه وتعالى ﴿وإنِ استنصَروُكُمْ في الدِّينِ فعليكُمْ النّصرْ﴾ [الأنفال: 72].

لذا على حكام تركيّا و الأردن و السعودية المتاخمين لسوريا إرسال جيوشهم الجرارة للإطاحة بقوات الأسد التي تقتل النّاس وتحاصرهم. ولكنهم يشاهدون القتل من خلف الحدود التي رسمتها القوى الاستعمارية. فطالما استمروا في عمل ذلك نحن من نقرأ ونتلو هذه الآية ونظن أنها تتعلق في سوريا أو فلسطين أو أي مكان آخر يعاني فيه المسلمون، يجب ألا نصمت بل علينا أن نطالب الحكام بتطبيقها. هذا ما فعله عمر – رضي الله عنه – عندما أمر الولاة بإرسال الطعام إلى المدينة في عام المجاعة. لو لم يقم بذلك، لم يكن الصحابة ليصمتوا عن عدم قيامه بمساعدة المحتاجين من الأمة لأنهم جميعا فهموا من الآيات القرآنية ما يجب على الحاكم تطبيقه بالنيابة عن الأمة.

اليوم، فإن نظرتنا إلى القرآن يجب أن تتغير من كونه كتاباً يُقرأ من أجل الثّواب أو من كونه يخاطبنا للقيام بواجبات فردية. يجب أن نرى القرآن على أنه دليل شامل وعلاجات يجب أن يطبقها الحاكم، الخليفة، وإذا لم يحصل ذلك، على الأمّة ألا تصمت وعليها المطالبة بتطبيقه من قِبل الحاكم – إذا لم نقم بذلك فماذا سنقول لله سبحانه وتعالى؟ جعلنا الله من الأصوات التي تنادي لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تطبق القرآن.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38075.html