press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar010716

الخبر:


يقوم الطيران الروسي منذ فترة باستعمال الفوسفور الأبيض و القنابل العنقودية في الشام، والفوسفور الأبيض هو سلاح يتمتع بقدرة بالغة على الحرق ويولد درجة حرارة كبيرة تؤدي إلى تفحم الأجسام والكائنات الحية المعرضة لها، ووفق خبراء فإن هذا السلاح شديد التدمير والمحرم دوليا يدمر كما أسلحة الدمار الشامل من غير إصدار إشعاعات، وأن بوسع القنابل الفوسفورية تدمير مساحات شائعة يحتاج تدميرها إلى عدد كبير من المدافع والصواريخ العادية.

التعليق:


لا يخفى على أحد حجم الانتصارات التي حققها المسلمون الأوائل في شهر رمضان المبارك يوم كان للمسلمين دولة همها الأوحد تطبيق الإسلام وحمله للعالم. ففي رمضان كان النصر المؤزر في غزوة بدر الكبرى، وفي رمضان كان الفتح المبين، فتح مكة، وفي رمضان كان النصر في معركة القادسية وحطين وعين جالوت وغيرها، وقد خَلَفَ من بعد ذلك حكام رويبضات عملاء لم ترَ الأمة في سنيّ حكمهم العجاف إلا الهزائم والمصائب. ففي رمضان تآمروا مع أمريكا يوم شنت حربا صليبية على العراق ودمرته، وفي رمضان تآمروا مع يهود في حربهم على غزة فدمروها، واليوم في رمضان يتآمرون مع أمريكا وروسيا في تدمير الشام، فتصول طائرات المجرم بوتين في سماء الشام وتمرح وتحرق الأخضر واليابس وجيوش المسلمين نائمة تعيش في عالم الواق الواق، مكتفية بحماية العروش وملء الكروش!!

أما الأعجب من ذلك فهو موقف المسلمين عامة في بلاد المسلمين القريبة من الشام مما يجري في الشام، فإخوانهم من أهل الشام محاصرون من قبل أعداء الأمة القريب منهم والبعيد ويُقتلون ويذبحون وتُفعل بهم الأفاعيل والمسلمون في الأردن وتركيا ودول الخليج يعيشون حياة طبيعية، وكأن ما يجري في الشام أصبح أمرا مألوفا عاديا! بتنا لا نرى أي موقف رجولي يشفي الصدور، وكأن الأمة أصابها الشلل، بل حتى الشجب والتنديد لم نعد نسمع به، فهل هذه هي أخوة الإسلام يا مسلمين؟!

أما الأغرب من كل ذلك فهو ما روته لنا كتب السيرة أنه عندما ضاقت قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم ذرعا، بعد أن رأت أن المؤمنين به يتزايدون يوما بعد يوم، عزمت على مقاطعة النبي وبني هاشم وبني عبد المطلب، وكتبت في ذلك صحيفة تتضمن ألا يزوجوهم ولا يتزوجوا منهم، ولا يبيعوهم شيئا، ولا يبتاعوا منهم شيئا، ولا يكلموهم، ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله، وعلقت هذه الصحيفة في جوف الكعبة، واستمرت المقاطعة مدة ثلاث سنين، عانى المسلمون خلالها معاناة شديدة، حتى إنهم أكلوا أوراق الشجر، إلا أن النخوة تحركت في خمسة رجال مشركين من أهل مكة، فكان الواحد منهم يسأل نفسه: كيف نأكل ونشرب وهؤلاء المُحاصَرون لا يأكلون ولا يشربون؟ كيف ينام أطفالنا شبعى وينام أطفال هؤلاء عطشى وجوعى؟ وكان بعضهم يحمل الطعام بنفسه سرا إلى حيث يُحاصَر النبي في شعب أبي طالب، وقرروا أخيرا نقض الصحيفة، وواجهوا أبا جهل مواجهة شديدة حتى قال: إن هذا أمر دبر بليل، وانتهى الحصار الظالم بعدما أعلمهم النبي أن الأرضة قد أكلت الصحيفة ولم تُبق إلا اسم الله عز وجل.

واليوم يُحاصَر الشام وأهله لأكثر من خمس سنين من قبل أتباع أبي جهل، ومن قبل دول الكفر، أُغلقوا الحدود دونهم، ومنعوا عنهم الطعام والشراب، وطائرات الروس والنظام تقصفهم دون رحمة، ولم تتحرك جيوش المسلمين بعدُ لنصرتهم، لم تخرج ولا حتى طائرة واحدة لمواجهة طائرات مَن يقصفون أهل الشام، أيُعقل هذا؟! أيُعقل أن تكون في قلوب أهل الشرك نخوة تجاه المسلمين وقلوبكم يا جيوش المسلمين خالية من أية نخوة؟! أيُعقل أن نكون في زمان يتمنى فيه المرء أن تكون أخلاقكم يا جيوش المسلمين كبعض أخلاق بعض الكافرين؟َ أولستم مسلمين؟! أوليس أهل الشام أيضا مسلمين؟! ألا تحرك الدماء التي تُسفك منذ سنين مشاعركم؟! ألا يحرك ذلك الدمار شيئا في نفوسكم؟! ألا يغلي الدم في عروقكم وأنتم ترون أجساد الشيوخ والنساء والأطفال مقطعة إلى أشلاء؟! إن لم تتحركوا الآن فمتى ستتحركون؟!

ألا فاحزموا أمركم يا جيوش المسلمين، واجعلوا من العشر الأواخر من شهر رمضان شهر الانتصارات بداية توبتكم إلى الله، واقلبوا الطاولة في وجوه حكامكم العملاء الذين ما ورَّثونا وورثوكم إلا الذل والهوان، وقِفوا مع إخوانكم في الشام وأسقطوا الطاغية، وشردوا به مَن خلفه، وأعلنوها خلافة راشدة على منهاج النبوة يرضَ عنكم ربكم ويَتُبْ عليكم، وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38123.html