press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0607161

الخبر:


قال مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية في بث مباشر لقناة TRT Haber "قالوا أنه من الممكن أن يلتقي بوتين مع السيد رئيس جمهوريتنا قبل قمة العشرين ربما، أي في بداية شهر أيلول. في الواقع نحن نرى هذا الأمر سيتحقق أيضا. وسيكون هناك لقاء بين بوتين والسيد رئيس الجمهورية في نهاية شهر تموز أو على الأرجح في بداية شهر آب". [وكالة DHA 2016/07/03]

التعليق:


إن تركيا ليست بدولة مبدئية. فإن سياستها الخارجية تتحدد بناء على تعليمات وتوجيهات أمريكا، وليس بناء على أحكام الإسلام. وبناء على ذلك فإن أعداء الأمس من الممكن أن يكونوا أصدقاء اليوم، وأعداء اليوم من الممكن أن يكونوا أصدقاء الغد. إن أصدقاء وأعداء الدول القائمة في العالم الإسلامي اليوم ليسوا ثابتين بالنسبة لعدم تحركهم وفقا لمفهوم العداوة التي يحددها المبدأ، وإنما هم متغيرون وفقا لأوامر أسيادهم ولمصالح القوى الكبيرة التي يخدمونها.

على سبيل المثال، كان هناك أعداء مختلفون داخل البلاد وخارجها في الفترات التي كانت فيها حكومات علمانية موالية للإنجليز تهيمن على السلطة في تركيا. وكان مسلمو الداخل هم الأعداء رقم واحد للحكومات الموالية للإنجليز وللدول الموالية للأمريكان في الخارج أيضا. تغير تصور تركيا للعدو تماما مع وصول حزب العدالة والتنمية الموالي للأمريكان ومع سياسة صفر مشاكل التي تم اتباعها. دول مثل سوريا واليونان وما شابههما والذين هم أعداء الأمس أصبحوا في لحظة وبشكل عفوي أصدقاء. في حين إن بعض المسلمين داخل البلاد وليس جميعهم أصبحوا أصدقاء للنظام، وأصبح العلمانيون والكماليون والقوميون تلقائيا أعداء له!

يوجد هناك ألعاب عبودية يتم لعبها بهدف تضليل عامة الناس في حين إنه هو نفسه عبد السيد. على سبيل المثال، مصر وتركيا وسوريا هي دول موالية لأمريكا، ولكن يلعبون دورهم الذي ينبغي عليهم لعبه كدول معادية للأمريكان من أجل تضليل وخداع المسلمين. إيران و السعودية ينطبق عليهما الأمر نفسه أيضا.

مفهوم العدو وفقا للإسلام ثابت وليس هو مفهوما نسبيا مبنيا على المصالح. وفي الأصل لا يتغير وفقا للحالة أو للظرف. مع ذلك يتم الفصل بين الكفار الحقيقيين والكفار الآخرين من زاوية العلاقات وأولوية الهجوم. ولكن طبيعة العداء لا تتغير. لأن الكفر هو سبب العداء في الإسلام. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتالي: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾ [النساء: 101]

بالعودة إلى موضوعنا، فبعد إسقاط المقاتلات التركية لطائرة الحرب الروسية في 24 تشرين الثاني 2015، تم قطع جزء من العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين تركيا وروسيا وليس جميعها. وكانت العلاقات تسير ببطء شديد، في حين لم يأت رد إيجابي من قبل الروس على الرغم من العديد من المحاولات من جانب تركيا، واستمرت هذه الحالة حتى قبل يومين اثنين.

حسنا، ما الذي تغير منذ 24 تشرين الثاني، ولماذا دخلت تركيا و روسيا في عملية تطبيع للعلاقات بينهما بعد توترها؟

أولا: تغير رئيس الوزراء في تركيا. مع هذا التغيير، تم اعتماد مبدأ "زيادة الأصدقاء قدر الإمكان، وتقليل الأعداء قدر الإمكان". في ضوء هذا المبدأ، أرسل كلٌّ من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء رسالة إلى روسيا كلا على حدة، وشهدت هذه الرسائل ردا إيجابيا.

ثانيا: طبق الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية جزئية على روسيا بسبب مشاكل أوكرانيا والقرم، ولعب على عزل روسيا دوليا وإبقائها في حالة من الوحدة. وتضررت العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وبشكل خاص إنجلترا وألمانيا.

وتوترت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي أيضا بسبب التصريحات الحادة الأخيرة التي صرح بها إردوغان وبسبب "ثورة القصر" كذلك. لهذا السبب، وانطلاقا من مبدأ "عدو عدوي هو صديقي" أصبح الأعداء أصدقاء بسبب أنّ لديهم نفس الأعداء.

ثالثا: إن كلا البلدين في حالة صعبة من الناحية الاقتصادية بسبب العقوبات الاقتصادية أو بسبب التحذيرات من السفر. تقارب الطرفان من أجل تجاوز هذه الصعوبات. فقد أرادت تركيا موازنة عدد السياح الذي تناقص بسبب تحذير السفر إلى تركيا الذي أجراه الاتحاد الأوروبي، وأرادت روسيا التخلص من العزلة وخرق الحظر عبر تركيا، وبالتالي أرادا تعويض خسائرهما.

باختصار، تحتم ظروف ومصلحة البلدين عليهما الآن أن يكونا أصدقاء، ولكن بالنسبة للمستقبل الأمر ليس واضحا.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إرجان تيكينباش

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38237.html