press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar020816

الخبر:


تناقلت وسائل الإعلام تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي) جون برينان التي رجح فيها عدم بقاء سوريا موحدة كما كانت مرة أخرى، وقوله "لا أعرف ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سوريا موحدة مرة أخرى". ونشرت جريدة الشرق الأوسط تقريرا بتاريخ 2016/7/31 تحت عنوان "كلام مدير سي آي أي عن وحدة سوريا ومستقبلها يثير الالتباس - المعارضة تضعه في إطار التحذير ومحللون يتحدثون عن "سايكس بيكو" جديدة".

 

التعليق:


هذا التصريح ليس الوحيد في هذا السياق في الفترة الأخيرة، وقبل أشهر كان هنالك تصريح للرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية مايكل هايدن، يفسر هذا التصريح الجديد، حيث قال فيه إن الاتفاقيات العالمية التي عقدت بعد الحرب العالمية الثانية بدأت تنهار، ما سيغير حدود بعض الدول في الشرق الأوسط (سي ان ان في 2016/2/26)، وقال أيضا "سوريا لم تعد موجودة، والعراق لم يعد موجودا، ولن يعود كلاهما أبدا، ولبنان يفقد الترابط وليبيا ذهبت منذ مدة".

وهي تصريحات تسلط الضوء على رؤية أمريكية متجذرة لدى ساستها واستراتيجييها تعرف بمشروع حدود الدم، والذي يقوم على محو خطوط سايكس بيكو القديمة التي فصلتها أوروبا حسب مصالح "الاستعمار القديم"، من أجل إعادة ترسيم الحدود السياسية في المنطقة حسب مصالح الاستعمار الأمريكي الجديد، وبما يحقق رؤية أمريكا "للشرق الأوسط الجديد"، وكانت أمريكا قد بلورته بداية كرؤية فكرية - بحثية عبر الدراسات الاستراتيجية منذ الثمانينات من القرن الماضي، ثم استفاض الحديث حوله في دوائر صنع القرار الأمريكي، وهو مشروع لا يختص بسوريا وحدها.

ولا تخفى الدوافع الأمريكية الاستعمارية - على المستوى السياسي والفكري - من إعادة التقسيم ضمن هذا المشروع الطائفي: وخصوصا "تفتيت المفتت" من بلاد المسلمين، واستثمار الطائفية البغيضة لتكون عائقا أمام مشروع الأمة الوحدوي المتمثل في إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة.

ولذلك يتوجب على الأمة الإسلامية عموما وعلى الفصائل الثورية خصوصا الحذر من هذه المؤامرة السياسية المتسارعة، التي تجمع بين دبلوماسية المؤتمرات والمؤامرات ودموية الأعمال العسكرية. ويتوجب على كل حركة وفصيل مخلص عدم الانجرار خلف الخطابات الطائفية والمذهبية، وخلف المصالح الإقليمية الباطلة، إضافة للحذر من تكوين وقائع جيوسياسية جديدة على الأرض تسهم في بلورة خطوط التقسيم الأمريكي الجديدة بالأمر الواقع، وتناقض مفهوم الوحدة العقدي والسياسي. ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/38644.html