press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar2908161

الخبر:


على إثر دخول القوات التركية بلدة جرابلس داخل الحدود المرسومة لسوريا، قال وزير الخارجية التركي جاووش أوغلو يوم 2016/8/24 إن "هدف تركيا هو طرد داعش نحو الجنوب، خططنا لذلك منذ البداية مع الولايات المتحدة". (الأناضول)

 

التعليق:


يا أهل الشام الواعين؛ قد خبرتم خداع أردوغان لكم على مدى ست سنوات تقريبا، وهو الذي قال لن نسمح بحماة ثانية! فكم من حماة ارتكب النظام بعد هذا التصريح، بل وفي كل مدينة وبلدة وقرية في سوريا؟! وهو الذي انتقد ما يسمى بالمجتمع الدولي لعدم تدخله ضد نظام بشار أسد وقد قتل مئات الآلاف من البشر بينما تدخل فورا ضد تنظيم الدولة! وهو، أي أردوغان، يفعل الشيء نفسه الآن. فهو يتكلم كثيرا ويخدع الناس بكلامه، ولكن عند الفعل فلا ينفذ إلا الأوامر الأمريكية.

إن تدخل تركيا الآن في سوريا بدخولها بلدة جرابلس في خطوة أولى لتعقبها خطوات تالية، وفي هذا الوقت بالذات، كان بأوامر أمريكية محضة، فقد اعترف بذلك وزير خارجيتها بكل صراحة بأن التخطيط كان منذ البداية مع أمريكا، أي أن أمريكا هي صاحبة التخطيط والقرار. ولذلك جاء نائب الرئيس الأمريكي بايدن إلى أنقرة ليشرف على تنفيذ القرار فقال: "نحن نعتقد أنه ينبغي أن تكون الحدود التركية تحت رقابة الأتراك، وينبغي أن تكون سوريا موحدة، ونريد أن نعمل مع تركيا من قرب في هذه العمليات، ونحن ندعم هذه العمليات"، واجتمع مع الرئيس التركي أردوغان في اجتماع مغلق لمدة ساعتين و25 دقيقة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن "الولايات المتحدة تشجع الأتراك على القيام بعمل حاسم لإغلاق الحدود التركية السورية، خاصة هذا القسم من الحدود" (رويترز 2016/08/25)

فظاهر الكلام ومفهومه يدل على أن أمريكا تستخدم النظام التركي لخنق الثورة حيث خططت له بالتدخل وتطالبه بإغلاق الحدود، وقد أقام جدارا فاصلا في تاريخ سابق وأطلق النار على الذين أرادوا تجاوز الحدود وقتل منهم أعدادا. فالخطة التي تريد أن تنفذها تركيا لصالح أمريكا تهدف إلى تحقيق نجاح لإدارة أوباما قبل أن يغادر البيت الأبيض وليصب ذلك في خانة الديمقراطيين وهم يخوضون الانتخابات أمام الجمهوريين الذين ينتقدونهم ويعيرون إدارتهم بالفشل في سوريا وفي غيرها. ولذلك نفذ أردوغان أوامر أمريكا بالتصالح مع روسيا والاعتذار لها في موقف مخز على إسقاط طائرة مقاتلة تركية لطائرة روسية كانت من ضمن الطائرات التي تقتل أبناء المسلمين في سوريا منذ سنة تقريبا، وذلك لتنفيذ الخطة الأمريكية بتشكيل قوة مشتركة لإيقاف الثورة بذريعة تأمين وقف إطلاق النار، ومما يؤكد ذلك قول أردوغان: "إن تركيا مستعدة لاتخاذ خطوات مشتركة مع التحالف الدولي وروسيا بشأن سوريا".

وتأتي الخطوة الثانية ألا وهي إخضاع الثوار لقبول النظام العلماني الإجرامي والتصالح معه، وقد أعلن رئيس وزراء تركيا يلدريم يوم 2016/08/20 أن "تركيا ترغب بالقيام بدور أكبر في الأزمة السورية خلال الأشهر الستة المقبلة". وقال "شئنا أو أبينا، الأسد هو أحد الفاعلين اليوم... ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية". فهكذا خادعت تركيا أهل الشام بعدما كانت تقول إنه لا مكان للأسد في اللعبة السياسية وعليه أن يرحل فصارت تقول عكس ذلك!

وأنتم يا أهل الشام الواعين لقد خبرتم الخداع الأمريكي، وكان آخر من صحا عليه قبل شهر ونصف أحد الغافلين من قادة المعارضة التابعة لأمريكا وهو ميشيل كيلو الذي قال يوم 2016/7/12: "إن صديقنا الأمريكي المخلص نجح في الضحك علينا وخداعنا طوال السنوات الخمس الماضية التي كنا أثناءها في غفلة أوقعنا في حال من الغباء وسوء التقدير والفهم". فلم تضحك أمريكا إلا على أمثال هؤلاء الذين يثقون في هذا الشيطان ووعوده الكاذبة ولم تخدع غيرهم، فلم تتمكن من أن تخدع عموم أهل الشام الواعين.

كنا وما زلنا نذكركم، لأن الذكرى تنفع المؤمنين، وأنتم الواعون على مخططات أمريكا وأتباعها وأدواتها من روسيا إلى إيران وحزبها وأشياعها، ومن السعودية إلى تركيا وسائر دول المنطقة. وقد خبرتموهم ورأيتم كيف عملوا على منعكم من إتمام نجاحكم ونجاح ثورتكم ثورة الأمة المباركة بدخول العاصمة لتطهيرها من رجس النظام العلماني الغادر، ومن ثم إعادة النظام الذي كان فيها قبل الاستعمار الفرنسي البغيض، وهو النظام الذي ينبثق من دينكم الذي ارتضاه الله لكم، وقد تداولتم بينكم أحاديث رسولكم الكريم ﷺوبشاراته المتعلقة بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في أرضكم، أرض الشام المباركة، فواصِلوا عملكم الصالح هذا حتى تمامه، ولا تقبلوا بوقف إطلاق النار الذي يعني وقف الثورة والذي ستعمل أمريكا على فرضه عليكم بواسطة قوات مشتركة من تركيا وروسيا، وهم فاشلون بإذن الله أمامكم، والنصر معقود على نواصيكم ويحوم فوق رؤوسكم، وينتظر منكم أن تصدقوا الله حتى النهاية مهما أصابكم، فملائكة النصر باسطة أجنحتها فوق الشام تنتظر المخلصين الثابتين الذين ينصرون دين الله حتى ينصرهم الله:

﴿يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أقْدَامَكُمْ * وَالَذِيْنَ كَفَرُوا فَتَعْسَاً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39092