press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar310816

الخبر:


برلين (رويترز) - قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لصحيفة ألمانية إن على الاتحاد الأوروبي أن يعفي الأتراك من تأشيرة الدخول اعتبارا من تشرين الأول/أكتوبر وإلا فإن تركيا ستصرف النظر عن العمل باتفاق الهجرة الذي تعهدت فيه بوقف تدفق اللاجئين غير الشرعيين على أوروبا.

 

التعليق:


ما زالت الحكومة التركية بقيادة أردوغان ووزير خارجيته مولود تشاووش يتوددون للاتحاد الأوروبي تارة، ويهددونه تارة أخرى متاجرين بقضية اللاجئين المشردين من سوريا، ملوحين بنقض الاتفاقية التي تحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وتلزم تركيا بإرجاع المهاجرين "غير الشرعيين".

فرق بين الأمس واليوم، لا يحتاج إلى إمعان نظر، ففي 11 رجب 932هـ الموافق 23 نيسان/إبريل 1526م سار السلطان سليمان القانوني من اسطنبول على رأس جيشه، الذي كان مؤلفًا من نحو مائة ألف جندي، وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة، حتى بلغ بلغراد، ثم عبر نهر الطونة (الدانوب) بسهولة ويسر، وبعد أن افتتح الجيش العثماني عدة قلاع حربية على نهر الطونة وصل إلى "وادي موهاكس" بعد 128 يومًا من خروج الحملة، قاطعًا 1000 كيلو من السير.

في صباح يوم اللقاء بتاريخ 21 ذي القعدة 932هـ الموافق 29 آب/أغسطس 1526م دخل السلطان سليمان بين صفوف الجند بعد صلاة الفجر، وخطب فيهم خطبة حماسية بليغة، وحثهم على الصبر و الثبات.

ثم دخل بين صفوف فيلق الانكشارية وألقى فيهم كلمة حماسية وكان مما قاله لهم: "إن روح رسول الله ﷺ تنظر إليكم"، فلم يتمالك الجند دموعهم التي انهمرت تأثرا مما قاله السلطان.

وفي وقت العصر هجم المجريون على الجيش العثماني الذي اصطف على ثلاثة صفوف، وكان السلطان ومعه إبراهيم باشا الصدر الأعظم ومعهم مدافعهم الجبارة، وجنودهم من الانكشاريين في الصف الثالث، فلما هجم فرسان المجر وكانوا مشهورين بالبسالة والإقدام أمر إبراهيم صفوفه الأولى بالتقهقر حتى يندفع المجريون إلى الداخل، حتى إذا وصلوا قريبًا من المدافع، أمر إبراهيم بإطلاق نيرانها عليهم فحصدتهم حصدًا، واستمرت الحرب ساعة ونصف الساعة في نهايتها أصبح الجيش المجري في حالة تقهقر، بعد أن غرق معظم جنوده في مستنقعات وادي موهاكس، ومعهم الملك لايوش الثاني وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار، ووقع في الأسر خمسة وعشرون ألفًا، في حين كانت خسائر العثمانيين ألفاً وخمسمائة شهيد، وبضعة آلاف من الجرحى.

معركة موهاج أدت إلى إحكام سيطرة المسلمين على المجر وفتح عاصمتها بودابست والقضاء على ما كان يعرف باسم مملكة المجر.

حتى هذا اليوم، يعتبر المجريون هزيمتهم في هذه المعركة شؤما عليهم ونقطة سوداء في تاريخهم. على الرغم من انقضاء ما يقارب 500 عام إلا أن هناك مثلاً شائعاً لدى الهنجاريين "أسوأ من هزيمتنا في موهاكس" ويضرب عند التعرض لحظ سيئ.

أما بالنسبة لنا نحن المسلمين، فإن يوم الشؤم هو يوم تسلم العلمانيين الحكم، متجاهلين تاريخنا العظيم، وأمجادنا التليدة، معرضين عن ذكر الله، في حسم أمورهم، ورعاية شؤونهم.

أليس حريا بنا أن نعيد أمجاد هذا التاريخ العظيم، فنتقدم نحو أوروبا فاتحين، بدل أن نستجديهم ليمنّوا علينا بالفيزا لنعمل عندهم كنّاسين؟!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39142