press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0109162

الخبر:


تحت عنوان "داريا تنضم إلى سلسلة المصالحات: خروج المسلحين وتسليم الأسلحة للجيش" كتبت جريدة النهار ما يلي: توصلت الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في مدينة داريا المحاصرة قرب دمشق إلى اتفاق يقضي بخروج آلاف المسلحين والمدنيين من هذه المدينة المحاصرة منذ العام 2012، وقد نص الاتفاق على خروج 700 مسلح مع سلاحهم الفردي من المدينة إلى مدينة إدلب فضلا عن خروج 4000 من الرجال و النساء وعائلاتهم إلى "مراكز الإيواء"، وتسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل إلى النظام.

 

التعليق:


ما زلنا نتذكر فرحة المسلمين العارمة يوم فُكّ الحصار عن مدينة حلب، يوم توحدت الفصائل المقاتلة ووحدت كلمتها لإنهاء ذلك الحصار الظالم الذي فتك بحلب وأهلها، وحوّل حياتهم إلى جحيم، بعد أن منع النظام الأسدي عنهم الطعام والشراب والدواء، فرح المسلمون بذلك الإنجاز وحُقَّ لهم أن يفرحوا، فالمؤمنون كالجسد الواحد، فرحهم واحد ومصابهم واحد، إن اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وكم تمنى المسلمون في الشام وسائر بلاد المسلمين أن يكمل ثوار الشام المسيرة ويحرروا بقية المدن الشامية من قبضة النظام وخاصة دمشق والساحل، فيوجهوا له ضربة قاضية تقصم ظهره فلا تقوم له قائمة وتجعل منه ومن نظامه وشبيحته أثرا بعد عين وتشرد بهم مَن خلفهم.

إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل! بل استفاق المسلمون قبل أيام قليلة على خبر وقع على مسامعهم وقع الصاعقة، إذ تم تسليم مدينة داريا للنظام بعد حصار دام أربع سنوات عجاف، وبعد أن صبر أهل داريا صبرا تعجز عنه الجبال وتحملوا كل أنواع ضنك العيش، صابرين محتسبين يرجون ما عند الله، بعد كل هذا تم الاتفاق على صفقة مذلة مع النظام يتم بموجبها خروج المدنيين والمقاتلين من المدينة وتسليم أسلحتهم للنظام الفاجر، وبهذا يسجَّل للنظام انتصارٌ آخر على ثوار الشام بعد تسليم حمص له من قبل مع أنه في الرمق الأخير من حياته!

إن ما جرى في داريا لهو عار على ثوار الشام الذين تركوا داريا تواجه مصيرها بمفردها وأشغلوا أنفسهم بجبهات لا فائدة منها، فكان بمقدور ثوار الشام أن يتوحدوا وأن يقفوا مع داريا وقفة رجل واحد كما فعلوا مع حلب فيردوا النظام وأعوانه خائبين خاسرين، إلا أن ما نراه وللأسف أن الوحدة والتوحد لها مواسم وفصول! وهذا يعني أن على المسلمين أن يحضّروا أنفسهم لمصيبة كلما حقق الثوار شيئا من الانتصارات، وليس بعيدا أن تسقط حلب من جديد ومدن أخرى بيد النظام إن لم يدرك ثوار الشام عقم ما يقومون به.

آن لكم يا ثوار الشام أن تسمعوا منا قولا ثقيلا: لقد أصبح واضحا أكثر من ذي قبل أن الدول التي تقدم لكم المال والسلاح هي التي تتحكم ببندقيتكم وتوجه وتحدد حربكم، وهي التي تملي عليكم الأوامر، فإن لم تسمعوا لها وتطيعوا، قطعوا عنكم المال والسلاح، وقد حذركم المخلصون من الاستعانة بحكام دول الضرار، لأن هذه الاستعانة هي الانتحار بعينه وستؤدي إلى إجهاض الثورة التي علقت عليها الأمة الآمال، ولكنكم لم تسمعوا للمخلصين، ووضعتم أصابعكم في آذانكم، فأشغلوكم بمعارك وهمية مع تنظيم الدولة واستنزفوا طاقاتكم وتركتم قتال النظام الأسدي المتهاوي، وها أنتم اليوم ترون بأم أعينكم ما جرّه المال السياسي القذر عليكم وعلى ثورتكم، ها أنتم تخسرون الموقع تلو الموقع، لأنكم لستم أصحاب القرار، وتجار الحروب يلعبون بكم، وإن بقيتم على هذه الحال فستنتهي ثورة الشام إلى ما انتهت إليه ثورات أخرى، وما الثورة المصرية والتونسية والليبية واليمنية عنكم ببعيد.

إن حكام دول الضرر والضرار هم العدو فينبغي عليكم أن تحذروهم، فهم إن أصابتكم حسنة تسؤهم، وإن أصابتكم مصيبة يفرحوا بها، وإنه من السطحية بل من السذاجة بمكان أن تظنوا أنهم حقا يقفون إلى جانبكم لإسقاط النظام الأسدي، وهم الذين لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة، وهل يختلفون هم عن بشار بشيء؟ إنهم سواء لو كنتم تعقلون، إن ارتباطكم بهم يعني تسليم رقابكم وثورتكم لهم، وفي هذا تضحية بالدماء الزكية التي أهرقت في سبيل الله ولإعلاء رايته وإقامة دولته، حاسبوا أنفسكم يا ثوار الشام لتروا أين كنتم وأين أصبحتم، فإن أصررتم على هذا الارتباط بهؤلاء الرويبضات فاعلموا أنكم أنتم المسؤولون عما آلت إليه ثورة الشام من تراجع، وأنكم ستقفون أمام الله سبحانه الذي حذركم من الركون إلى الظالمين، وستحاججكم دماء الأبرياء و الشهداء يوم القيامة، فأعدوا لذلك اليوم العظيم جوابا.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39158