press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0609161

الخبر:


دخلت عملية درع الفرات للقوات المسلّحة التركية يومها الحادي عشر، إذ دخلت الدبابات وحاملات الجند التركية إلى قرية الراعي السورية من منطقة إلبيلي التابعة لمدينة كيليس ضمن إطار هذه العملية التي بدأت بهدف ضمان أمن الحدود وتنظيف المنطقة من تنظيم الدولة. (المصدر: وكالة الأناضول، 2016/09/03)

 

التعليق:


إن عملية درع الفرات التي بدأت من أجل تطهير مفترض لمدينة جرابلس التابعة لمحافظة حلب السورية من عناصر تنظيم الدولة هي عملية عسكرية تشمل أيضا قوات من المعارضة السورية التي تنفذ أوامر القوات المسلحة التركية.

وقال مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية: "إن هدف العملية هو أن نطرد داعش من حدودنا، وعلى قوات وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) أن تنسحب إلى شرق الفرات...". (صحيفة تركيا، 2016/08/24) وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية أيضاً: "إن هدف العملية هو تنظيف حدودنا من جميع العناصر الإرهابية، بما فيها داعش ووحدات حماية الشعب الكردي (YPG)". (a haber، 2016/08/24)

على الرغم من أن تصريحات المسؤولين جاءت في هذا السياق، إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك تماما. إن هدف عملية تركيا في سوريا ليس تطهير منطقة الحدود من تنظيم الدولة، لأنه حتى الآن لم يحدث أي صدام ساخن مع التنظيم. أجل، لقد خسرت تركيا دبابة واحدة وقُتل لها جندي واحد، ولكن هذا لا يدخل ضمن نطاق الصراع الساخن. وعلى العكس من ذلك، قُتل جندي واحد وجُرح ثلاثة آخرون نتيجة استهداف دبابتين بصواريخ تم إطلاقها من قبل مليشيات وحدات حماية الشعب الكردي (YPG). ووفقا للمصادر فقد تم ضرب الدبابات التركية بصواريخ كورنيت روسية الصنع. إذاً مكافحة تنظيم الدولة ليست سبباً لهذه العملية، وإنما هي مجرد ذريعة.

عندما ارتبط الأمر بموضوع حماية وحدة أراضي سوريا ودحر قوات وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) إلى شرق الفرات، وعندما تم تجميد العلاقات التركية الروسية بسبب أزمة الطائرة، قامت روسيا بدعم قوات وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) من أجل الضغط على تركيا. أما الآن فقد رجعت العلاقات إلى سابق عهدها، لذلك في هذه المرحلة روسيا لم تعد تدعم وحدات حماية الشعب الكردي (YPG). من ناحية أخرى، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) سياسياً وعسكرياً ضماناتٍ ببقاء وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) شرق الفرات.

وتحدث الجنرال فوتيل قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في مؤتمر صحفي له تم عقده في البنتاغون قائلا: "إن قسماً كبيراً من الأكراد والقوات الكردية التي تمثل قوات سوريا الديمقراطية جزءٌ كبيرٌ منها موجود الآن شرق الفرات. والتزموا بالتعهدات التي قدموها لنا." (وكالة الأناضول، 2016/08/30)

وفي هذه الحالة فإن وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) ليست هي سببا للعملية، وإنما هي ذريعة أيضا. إن العملية المزعومة "درع الفرات" هي موجهة لخداع الرأي العام. في الواقع، إن كلا الذريعتين هما فقط خدعة من أجل الحصول على الدعم الموجه للعملية من الرأي العام الداخلي والرأي العام العالمي كذلك. فبعد هجوم غازي عنتاب الإرهابي، وبعد الأخبار التي انتشرت في الصحافة الخارجية وخاصة في الصحافة الأوروبية حول دعم تركيا لتنظيم الدولة، جاءت هذه العملية للقوات المسلحة التركية ضد التنظيم من أجل الحصول على دعم كل من الرأي العام الداخلي والخارجي ومن أجل تجنب الانتقادات اللاذعة.

إذن، ما هو الهدف الحقيقي للعملية وفتح جبهة ثانية؟ هل هو لقتال تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردي (YPG)، أم شيء آخر؟

بعد قمة إردوغان وبوتين في التاسع من شهر آب/أغسطس، ومع تزامن العملية مع زيارة بايدن نائب الرئيس الأمريكي لتركيا، يتبين أن تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردي (YPG) ليستا هما سبب العملية وأن العملية غير متعلقة بهما. لأن روسيا تقاتل المجاهدين في سوريا، وليس التنظيم أو وحدات حماية الشعب الكردي (YPG)، ولم تقاتل وحدات الشعب الكردي (YPG) وأمريكا أيضا أثناء قتالها للمجاهدين. أما تنظيم الدولة فهو مجرد ذريعة، تماما كما هي الحال الآن في العملية التي تقوم بها تركيا.

في هذه الحالة، يكون الهدف الحقيقي للعملية هو تجنب حصار حلب، وانتزاع حلب من سيطرة المجاهدين وتسليمها لمجموعات معتدلة والذهاب إلى المفاوضات في جنيف. أي الهدف هو حلب والمجاهدون الصادقون. وفقاً للأخبار الواردة في الصحافة العربية، سيتم أخذ حلب من المجاهدين وتسليمها للنظام السوري. وفي هذا الصدد ذُكر أن هناك اتفاقاً بين تركيا والنظام السوري. وفي هذا السياق أشير إلى أنه تم في أنقرة عقد عدد من الاجتماعات بين المخابرات التركية ومخابرات كل من دمشق وبغداد والجزائر.

إن قصف النظام السوري للأكراد قبل بدء العملية، وإبلاغ تركيا للنظام السوري بالعملية، وبقاء النظام السوري صامتاً حيال العملية على الرغم من انتهاك الحدود، ورغبة تركيا بتأسيس قاعدة لها في جرابلس على غرار قاعدة بعشيقة، وسكوت النظام السوري حيال هذا الأمر، كل ذلك يؤكد أن هناك مثل هذا الاتفاق والتفاهم.

من المحتمل أن تبقى تركيا في سوريا حتى تقرر أمريكا التوصل إلى سلام في سوريا ومن أجل أن تساعد تركيا في ذلك. كلمات مثل: منطقة عازلة، ومنطقة آمنة، وتأسيس قاعدة في جرابلس، هي من أجل خدمة الحلّ الأمريكي.
خلاصة الكلام، يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ [يوسف: 21]

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إرجان تيكنباش

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39229