press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar041016

الخبر:


اقترح وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" على وفد سوري معارض اجتمع به على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، المُشاركة في الانتخابات التي ستشمل الرئيس السوري بشار الأسد.

وكشفت تسجيلات صوتية نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن كيري اشتكى "مراراً وتكراراً بأن جهوده الدبلوماسية لإنهاء النزاع في سوريا لم يتمّ دعمها بعمل عسكري تشنّه الولايات المتحدة"، خلال الاجتماع الذي ضمّ 20 شخصاً بينهم ممثّلون لأربع جماعات سورية تُوفّر خدمات التعليم والإنقاذ والإسعافات الطبية في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة، ودبلوماسيون من ثلاث أو أربع دول، في مقرّ البعثة الهولندية في الأمم المتحدة في نيويورك في 22 أيلول الماضي.

وفي الاجتماع الذي استمرّ 40 دقيقة، وعُقد بعد أيام من انهيار الهدنة في سوريا، قالت الصحيفة إن كيري أذهل الحضور عندما اقترح عليهم المُشاركة في الانتخابات التي ستشمل الأسد، "بعد خمس سنوات من مطالبة أوباما بتنحيه". (جريدة السفير 1 تشرين الأول 2016)

 

التعليق:


لم يعد سراً تمسك أمريكا بنظام بشار أسد، ودعمه سياسياً وعسكرياً طوال سني ثورة سوريا. ولم يعد هذا الإسناد خافياً على الصغير قبل الكبير. ولكن هل كان هذا الإسناد مكشوفاً قبل أربعة عقود خلال فترة حكم الأسد الأب، وخلال جعجعات الهجوم على الإمبريالية و الاستعمار الأمريكي؟!

في الحقيقة كانت العلاقة بين نظام أسد و أمريكا يحوطها الكثير من التضليل حتى ظن الكثيرون أن أسد، كما هو حال عبد الناصر، في معسكر معادٍ لأمريكا وعملائها الرجعيين في المنطقة. إلا أن حقيقة العلاقة كانت واضحة لدى حزب التحرير.

فمن أقدم الإشارات التي وردت في آراء الحزب بشأن علاقة أسد بأمريكا، ما جاء في تعليق سياسي للحزب نشر في 6 آذار 1971، حيث قال "لقد تم الآن ترشيح حافظ أسد لرئاسة الجمهورية العربية السورية من قبل القيادة القطرية ومن قبل مجلس الشعب، وعين يوم 12 آذار موعداً للاستفتاء، ولم يبق على تنصيبه رئيساً سوى حدوث الاستفتاء. ولما كانت نتائج مثل هذه الاستفتاءات معروفة فإنه يمكن أن يقال إن حافظ الأسد قد أصبح رئيس الجمهورية العربية السورية إلا إذا حدث ما ليس بالحسبان. والسؤال الذي يردده الكثيرون ولا سيما في سوريا هو: كيف يصير حافظ أسد رئيساً للجمهورية العربية السورية وهو علوي من الأقليات، وهذا ما لم يجرؤ عليه أحد حتى ولا حزب البعث ولا أي رجل عسكري من العسكريين؟ فكان خبر تنصيبه مثيراً للدهشة والاستغراب عند الكثيرين ولا سيما أهل سوريا.

والجواب على هذا التساؤل هو أن حافظ أسد وإن قام بإبعاد الأتاسي وجديد بناءً على اتفاق معهم، ولكن الأمور قد تحولت بعد ذلك وتحول حافظ أسد من ذيل لعملاء الإنجليز إلى ذيل لعملاء الأمريكان أو ربما عميلاً للأمريكان. فحافظ أسد حين ذهب إلى مصر ودخل في الاتحاد الرباعي رجع من مصر إلى سوريا على غير الوجه الذي ذهب به. فإن المصريين وربما غيرهم قد أقنعوه بأن يكون رئيس الجمهورية العربية السورية وأن جماعتهم في سوريا تؤيده، وربما أُقنع لأن يسند لا من مصر وحدها بل من أمريكا نفسها، فسال لذلك لعابه وضرب بجميع الاعتبارات عرض الحائط، وأخذ يعمل تدريجياً ليكون رئيساً للجمهورية، ‎فقام بزيارة الشمال، ثم قام بالاتصالات الشعبية، ولما رأى أن الشعب يسير مع الحاكم وأن لا معارضة ظاهرة له، أقدم على العمل لذلك عملياً فكان ما كان من ترشيح القيادة القطرية له".

إن مفتاح الوعي السياسي المتقدم والمبكر لحزب التحرير، هو إدراكه بأن بلاد المسلمين أضحت بُعيد هدم الخلافة منطقة نفوذ قوى غربية كبرى، تتوزع ولاءات الأنظمة فيها بين تلك القوى عمالةً أو سيراً في الفلك. معرفة هذا المفتاح والمحافظة عليه تفتح للمتابع باب فهم الأعمال السياسية المعقدة في المنطقة، دونما انخداع باستقلالات مزيفة هنا وعنتريات هناك أو شياطين كبار هنا أو أحلاف ممانعة هناك!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني - دائرة الإعلام / الكويت

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39709