press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar131016

الخبر:


وكالات - قال أبو زهير الشامي القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها لـ"إيلاف"، إن صراعات الفصائل المسلحة كلفت سوريا حوالي "700 شهيد في الغوطة"، وسط تكتم شديد من الفصائل على الأعداد الحقيقية، في حين تنطلق مظاهرات حاشدة في عدة بلدات في ريف دمشق غدًا الجمعة تنديدًا بصراع الفصائل.

وكانت قد أوقعت اشتباكات عنيفة مستمرة منذ مطلع الشهر الجاري دون توقف، رغم المبادرات والمناشدات، نتيجة صراع على النفوذ بين فصائل جيش الإسلام وفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، عشرات القتلى من المقاتلين كما سقط مدنيون، واستغل النظام السوري هذا الاقتتال ليحقق تقدمًا على الأرض.

كما تدور اشتباكات بين جماعة "جند الاقصى" الجهادية من جهة و"حركة أحرار الشام" الإسلامية وفصائل متحالفة معها من جهة ثانية في ريف إدلب الجنوبي.

 

التعليق:


إن اقتتال الفصائل فيما بينها هو تطبيق لما اتفق عليه شياطين الشرق والغرب على شيطنة الثورة ومنع قيام مشروع الخلافة الذي وافقت عليه معظم الفصائل عام 2012، ويدرك الأعداء أن توحد الفصائل على مشروع الخلافة على منهاج النبوة الذي نص عليه حزب التحرير مشروعا محدد المعالم وقابلاً للتطبيق يوقف تبعية سوريا لأمريكا خاصة ولدول الغرب عامة، ويدرك الأعداء أن وحدة الفصائل على مشروع الخلافة يطرد الغرب ليس من سوريا فقط ولكنه يطردهم من العالم الإسلامي كله، ويهدم الأنظمة العميلة له القائمة للحفاظ على مصالحه.

من هنا اتخذ الأعداء قرار شيطنة الثورة وتأليب الفصائل على بعضها بعضاً مستخدمين المال لشراء الذمم والولاءات، لذلك اتفق الأعداء على اختلاف مصالحهم على إيقاع الكراهية والضغينة بين الفصائل باغتيال قادة كل منهم واتهام الفصائل بالاغتيال واعتقال العناصر والهجوم على المقرات ومصادرة سلاحهم، كما تم عقد هدن مع النظام لتجميد بعض الجبهات ليتفرغ النظام للقتال على جبهات أخرى. وإذا ما أطلق عناصر أي فصيل مهادن النار على النظام قام قائد الفصيل بمعاقبته بحسم راتبه أو قتله أو سجنه مما يضطر العناصر أن تظل أسيرة للقائد منفذةً لأمره وهو بدوره ينفذ أمر الداعم.

وهكذا يستمر قتال الفتنة بين الفصائل... ولا يقطعها إلا طاعة الله وحده ومخالفة أوامر القادة والخروج عليهم وخلعهم. فما خرج المسلمون في سوريا لخلع بشار ليضعوا بدلا منه كلابا كثيرة يذلون لها الرقاب لقاء بعض الليرات، يبيعون دماء إخوانهم وأعراضهم مقابل أن يجد طعاما وشرابا... أنسيت أيها الثائر قول الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: 58] وقوله تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾ [الذاريات: 22-23] عندما سمع أعرابي هذا القسم صاح قائلا: سبحان الله، مَن الذي أغضب الجليل حتى حلف؟! ألم يصدِّقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين؟!

إن من يظن أن رزقه بيد القائد الفلاني والفصيل العلاني وأنه يجب أن يلتزم بأمره حتى لا يحرمه راتبه هو أولا: لم يؤمن بأن الرزق بيده الله وحده... ولا يتوكل على الله ثانيا... ولا يدرك أن الجهاد هو لإعلاء كلمة الله وليس لإعلاء كلمة الداعم ثالثا... ولا يفرق بين الجهاد وقتال الفتنة رابعا، ولا يدرك أهمية دم المسلم وحرمة إراقته خامسا، وينسى قول الله تعالى ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]، وقاتل مرتزق سادسا يبيع روحه وهي أغلى ما عنده بثمن بخس.. وينسى الصفقة الرابحة مع الله ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]

كفاكم تكفيرا لبعضكم، واستباحة دمائكم وأموالكم بدعوى التكفير، فقد نبه الله إلى هذا الأمر. تأمل قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: 94]

إن طاعة الداعمين تخرجكم من إيمانكم وتؤدي بكم إلى الكفر والعياذ بالله لأن الداعم لا يملي عليك إلا ما يمليه الغرب الكافر عليه من اليهود والنصارى، وإن طاعتهم هي طاعة لليهود والنصارى، وقد حذرنا الله من طاعة هؤلاء والاستجابة لأمرهم في قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ﴾ [ال عمران: 100]

فالحذر الحذر أن تنزلقوا للكفر بعد أن أكرمكم الله بالإيمان، وإن استشهاد البعض بقوله تعالى ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا...﴾ فهو خاص بالمؤمنين عندما يقتتلون على تأويل لتطبيق شرع الله ويكون خروجهم ذاتيا ليس بمال الفرس والروم وليس بدسيسة منهم، فلا ينطبق نص الآية على الفصائل في سوريا، لأنها تتقاتل على المصالح والسلطة والثروات أي تتقاتل على الدنيا، واستجابة لقوى الكفر والطغيان العالمي التي تسعى لضرب المسلمين فيما بينهم والقتال على أرضهم وبأيديهم وبسلاحهم نيابة عن دول الكفر التي أدركت أنها لا تستطيع الصمود أمام قوة المسلم.

إن اتحاد الفصائل على مشروع الخلافة على منهاج النبوة وتركها أموال الداعمين وخلعها للقادة وشنها هجوما موحدا على النظام دون توقف ونقل المعركة إلى أرضه في دمشق والساحل وعدم الراحة والتوقف إلا بعد تحقيق الانتصار الساحق هو الذي ينصر الثورة ويسقط النظام البعثي الكافر ويقضي على مؤسساته الأمنية والعسكرية التي تسعى شياطين الغرب والشرق للإبقاء عليها لتنتقم من الشعب السوري وتعيده إلى عهود الظلم والظلام...

إن تنصروا الله ينصركم، اطلبوا النصر من الله لا من العبيد، اطلبوا الرزق من الله لا من الممولين، كونوا عبيدا لله وحدة لا عبيدا للعبيد.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين – ولاية الأردن

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/39896