press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar301016

الخبر:


تناولت الأخبار هذا الصباح مرةً أخرىِ المجزرة المستمرة في حلب. وتحدث طبيب عما يعانيه الناس من إصابات مروعة. وقد استأنف الطيران الروسي قصفه، ما أدى إلى قتل و حصار وتجويع الآلاف من الناس. إن صور المباني المدمرة التي نراها على شاشة التلفزيون تجعل من الصعب أن نتصور أن الناس ما زالوا على قيد الحياة وسط هذا الدمار وأن الأيام تمر دون أي مساعدة من العالم الإسلامي لوقف قتل الرجال و النساء و الأطفال. فهل تخلت الأمة عن حلب؟

 

التعليق:


قال رسول الله ﷺ، «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

بينما نعلن جميعا أن الناس في حلب (أو بورما أو كشمير) هم إخواننا، إلا أننا نفشل في تقديم واجب الأخوة: مساعدتهم وتخفيف معاناتهم عن طريق إرسال الجيش الذي بإمكانه إيقاف جيش الأسد من الاستمرار في قتلهم. إن الحياة في معظم أنحاء العالم الإسلامي تسير طبيعياً وبقليل من التشويشات رغم الأحداث الرهيبة في سوريا. وبمعزل عن بعض الذكر لسوريا في نشرات الأخبار أو خطب الجمعة، إلاّ أن المهرجانات، والمسابقات والأعياد الوطنية والسياحة وغيرها من جوانب الحياة العامة وحديث الناس يسير كالمعتاد. ويقال للناس بأن يقوموا بالدعاء وكأن طلب النصر من الله يكمن فقط بالدعاء بدلاً من الدعاء مع رفع أصواتنا بثبات وعزيمة للمطالبة بإرسال جيوش البلاد الإسلامية لمساعدة أمتنا في سوريا. أليس قتل إخواننا وأخواتنا هو قضية حياة وموت، ما يقتضي من الحكام حشد وإرسال جيوشهم لتحريرهم؟

ولزيادة تفاقم الوضع، يشعروننا بالعجز والضعف ويقولون لنا إن علينا مجرد الدعاء وتمني الأفضل. إن حكام السعودية و تركيا وبلدان أخرى يفعلون ذلك بالمطالبة علناً من الأمم المتحدة أو "المجتمع الدولي" لحل هذه الأزمة، مما يعني أنهم لا يقدرون على العمل وأنه يمكن وقف سفك الدماء فقط عن طريق قوى أجنبية! في الواقع، إن القوى الأجنبية تجعل الأمور أكثر سوءًا ولا تخدم إلاّ مصالحها عندما تتدخل في بلاد المسلمين والقوى الأجنبية ذاتها هي تدعم بشار اليوم. إن سوريا في قلب بلاد المسلمين والقدرة على إخماد الحريق هناك تقع على عاتق البلاد الاسلامية المجاورة مثل تركيا والسعودية و الأردن، وليس في البلاد الأجنبية.

إن الحكام قادرون على إرسال قوات وطائرات لتحرير أمتنا في سوريا. فقد قام حكام السعودية بإرسال طائرات لقصف الناس في اليمن، بينما يرفضون إرسال طائرات لقصف قوات بشار الأسد في سوريا. وأرسل حكام تركيا قوات وطائرات إلى سوريا لمواجهة الأكراد ولكن ليس لتحرير الناس من الأسد. لماذا؟ كل الحكومات تستشهد بـ"المصلحة الوطنية". ولذلك فمن الواضح أنهم لا يهتمون بالحديث النبوي الذي يأمر المسلم بمساعدة أخيه المسلم. ولذلك فمن الواضح أن الحكام قد تخلوا عن أمتنا في حلب (سوريا وبورما وغيرها).

فهل هذا يعفينا من خطاياهم؟ لا. لقد أُمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذلك ما دام لدينا صوت وهواء في رئتينا، يجب علينا رفع صوتنا لكشف تقاعس الحكام وحشد جميع المسلمين للمطالبة بصوت عال لهؤلاء الحكام أن يطلقوا سراح الجيوش لإنقاذ أمتنا في سوريا، ولا يهدأ لنا بال حتى يفعلوا ذلك أو يتم استبدالهم. وإلا، فماذا عسانا نقول لله سبحانه وتعالى؟ لا يمكننا أن نكون مجرد متفرجين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/40201-