press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar2511161

الخبر:


في كلمته الترحيبية برئيس الهيئة التركية الدكتور محمد كورماز رئيس الشؤون الدينية التركية، أثناء زيارته إلى مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، أشار د. القرضاوي رئيس الاتحاد إلى أهمية تركيا ودورها في العالم الإسلامي، مشيدا بدور قطر وتركيا في العمل على عودة العرب والأتراك كي تجتمع الأمة مرة أخرى. وقال إن قطر تقوم بدور كبير لمصلحة الأمة الإسلامية، مشيدا بدور العلماء واتحادهم في حمل رسالة الإسلام الكبرى.

واختتم قائلا: "لولا قطر وتركيا لضاع العالم الإسلامي". وأشار إلى دور العرب في بداية الإسلام ثم دور الأتراك ابتداء من السلاجقة الذين حفظ الله بهم بلاد المسلمين بعد غزو الصليبيين حيث كاد الإسلام أن يضيع بهجومهم لولا تصدي السلاجقة لهم. الشرق

 

التعليق:


أشاد الدكتور القرضاوي، بدور قطر وتركيا في العمل على عودة العرب والأتراك كي تجتمع الأمة مرة أخرى، إن قوله "كي تجتمع الأمة مرة أخرى" يعني أن سماحته يقصد أن الأمة كانت مجتمعة قبل ذلك، وهذا كلام صحيح، لكن وعبر تاريخ الأمة الإسلامية منذ نشأتها، منذ حوالي أربعة عشر قرنا، لم يجتمع العرب والترك، بل والأمة جمعاء، ولم تتوحد دولتهم وكلمتهم، ولم تكن رايتهم واحدة، وحربهم وسلمهم واحدة، إلا في ظل الدولة الإسلامية الأولى التي أنشأها رسول الله ﷺ، ومن ثَمَّ في ظل دولة الخلافة إلى أن هُدمت عام 1924م. والسؤال، ما الذي فعلته وتفعله تركيا وقطر كي تجتمع الأمة مرة أخرى، هل هما تسعيان لأن تستأنفا الحياة الإسلامية في واقع حياة المسلمين ودولتهم ومجتمعهم؟!، هل هما تسعيان لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي لن يتوحد المسلمون إلا بها، ودلائل ذلك ثابتة شرعا وعقلا؟! وهل هما تسعيان لأن تكون دولة المسلمين واحدة، ورايتهم واحدة، وخليفتهم واحداً، وحربهم وسلمهم واحدة من دون الناس؟!، والجواب قطعا لا. بل كلتاهما تعملان على تكريس الدولة القطرية الوطنية، التي نهانا عنها رسول الله ، وعلى ترسيخ حدود سايكس بيكو التي فرضها علينا الغرب الكافر المستعمر، بعد هدمه لدولة الخلافة العثمانية. إذًا، فأين هو دور قطر وتركيا في العمل على عودة العرب والأتراك كي تجتمع الأمة مرة أخرى، الذي يشيد به الدكتور يوسف القرضاوي غفر الله لنا وله؟!!.

ثم أين هو الدور الكبير الذي تقوم به قطر لمصلحة الأمة الإسلامية؟!، فهل هي تحكم بالإسلام، وتطبق أنظمته؟!. بالطبع لا، وهل هناك مصلحة للأمة الإسلامية أولى وأفضل وأعظم من أن تحكم بنظام الإسلام المنبثق من عقيدتها؟!، ثم هل جيشت قطر جيشها لتحرير الأقصى وكل فلسطين من رجس يهود، أم أنها اعترفت بكيان يهود على أكثر من 80% من أرض فلسطين؟!، وهي إن لم تكن قد اعترفت بكيان يهود قولا فقد اعترفت به عمليا، على الأقل من خلال اعترافها بالسلطة الفلسطينية، أي إقرارها بأن فلسطين هي الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، أم لعل المساعدات التي تقدمها قطر لأهل فلسطين من فتات موائدها هو ما يعتبره سماحته الدور الكبير الذي تقوم به قطر لمصلحة الإسلام والمسلمين؟!، أم تُراها قد استنفرت قواتها لنصرة المسلمين في ميانمار و كشمير و أفغانستان و العراق وتركستان الشرقية و أفريقيا الوسطى وغيرها... وغيرها من البلاد التي يُظلم المسلمون فيها، ويُعتدى فيها على معتقداتهم ومقدساتهم، وتُمتهن كرامتهم؟!، ثُمَّ أليست قطر هذه تشارك أمريكا في حلفها الصليبي على سوريا، وكذلك تغدق المال السياسي القذر على بعض الفصائل المسلحة هناك لإجهاض الثورة، ومنع إقامة الخلافة على منهاج النبوة في سوريا؟!

نعم إن قطر تقوم بدور كبير، لكنه ليس لمصلحة الإسلام والمسلمين، وإنما لمحاربة الإسلام والمسلمين، دور رسمه لها الغرب المستعمر، وهي تلعبه بإتقان وإخلاص، حتى باتت تكنى بوكر المؤامرات الغربية الاستعمارية على الأمة الإسلامية.

أما تركيا وإن كان حقا كما تفضل الدكتور يوسف القرضاوي، أنها قدمت للإسلام خدمات جليلة وعظيمة طوال 400 عام، ولكن ذلك كان زمن الخلافة العثمانية، أما منذ أن هدمت الخلافة فحدث ولا حرج، حيث قد تغيرت الحال وتبدلت الأحوال، وأصبح النظام في تركيا نظاما علمانيا معاديا للإسلام؛ وذلك منذ عهد الهالك مصطفى كمال لعنه الله وإلى يومنا هذا في عهد صِنوه أردوغان، وما قلناه عن قطر ينطبق تماما وحرفيا على تركيا؛ وإضافة إلى ذلك أن تركيا تعترف بكيان يهود علنا، وتقيم معه علاقات سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى، وأنها تشارك في حلف الناتو، وترأسته وهو يكيل جام حقده على المسلمين في أفغانستان، ودخلت إلى شمال سوريا بقواتها بأوامر أمريكا، لقتال أهل سوريا، وإرغامهم على الخضوع لمشاريع أمريكا السياسية، وهي أيضا تملك من العدة والعتاد أضعاف ما تملكه قطر، ما يمكنها من رفع الظلم والضيم عن أهل سوريا، ولكنها لا تفعل بل تكرسه، ويمكنها من تحرير فلسطين كل فلسطين، ولكنها لا تفعل بل تعترف بالمحتل الغاصب، وتقيم معه علاقات صداقة ومودة.

فصحيح أن لتركيا دورا كبيرا لكنه للأسف في الكيد على الإسلام والمسلمين، وليس لمصلحتهم، وتوحيدهم.

أما الإشادة بدور العلماء واتحادهم في حمل رسالة الإسلام الكبرى، فلعمر الحق إنها إشادة ليست على سواء، لأن رسالة الإسلام الكبرى إنما هي في تعبيد الناس جميعهم لرب الناس، اعتقادا وحكما، وإلا فحكما؛ وذلك لا يكون إلا إذا كان للإسلام سلطان، وسلطان الإسلام لن يكون إلا بإقامة دولة الإسلام، وعليه فإن رسالة الإسلام الكبرى التي يجب على العلماء حملها، هي الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وإلا فستبقى تأدية الأمانة، وتبليغ الرسالة في أعناقهم، يحاسبهم الله عليها يوم القيامة.

وأختم فأقول إنه بسبب قطر وتركيا، وأضرابهما من دويلات الضرار، كاد الإسلام يضيع، لولا أن تغمد الله سبحانه وتعالى المسلمين برحمته، ويسر قيام حزب التحرير، الذي يغذ الخطى واصلا ليله بنهاره، في العمل على عودة العرب والأتراك كي تجتمع الأمة مرة أخرى، فعلا لا قولا.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/40679