press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar2812162

الخبر:


قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التعاون الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا هو الطريق الأكثر فعالية لتسوية الأزمة السورية، وأضاف أن موسكو و طهران وأنقرة قد وضعوا وثيقة تهدف إلى حل الأزمة.

وقد أجرى وزير الخارجية الروسي لقاءً في موسكو يوم الثلاثاء مع نظرائه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. [المصدر]

 

التعليق:


يقول البعض إن الضحية الأولى للحرب هي الحقيقة. وهذا صحيح، فأحيانًا تكون القضايا واضحة وضوح الشمس، ولكن من خلال التشويه والتضليل تغيب الحقيقة عن جماهير الناس إلا من رحم الله سبحانه وتعالى. إنها تشبه المناورات في لعبة الملاكمة، والتي تهدف إلى تشتيت وتضليل الخصم بجعله يظن أن حركة ما ستتم، ولكن في الحقيقة، يكون الهدف القيام بحركة مختلفة تمامًا أو عدم القيام بأي شيء على الإطلاق. فهذا التوصيف ينطبق، في الواقع وبلا أي شك، على تحالف تركيا وروسيا وإيران والذي يهدف "لحل" القضية السورية، وخاصة الدور الذي تلعبه تركيا.

فإيران، ليست عندها أية مشكلة على الإطلاق في سفك دماء المسلمين الأبرياء في سوريا لدعم نظام المجرم بشار. ودور روسيا واضح أيضًا، فدورها يتمثل في قصف الثوار لإخضاعهم وإجبارهم على القبول بالمفاوضات وباتفاقيات جنيف التي أعدتها أمريكا. فكما عبّر عن ذلك الدور لافروف في وقت سابق، فهو لمنع إقامة دولة الخلافة الحقّة التي يدعو لها الثوار بعد سقوط نظام المستبد بشار.

وعلى الرغم من وضوح الدور التركي في الأزمة السورية، فإنها لا تزال قادرة على تشويه الحقائق وخداع الناس.
لنذكر بعض الأمور حتى تتضح المسألة.

منذ بداية الثورة السورية، أظهرت تركيا انطباعًا بأنها تدعم بعض قوى المعارضة. صحيح أنها قد قدمت قدرًا ضئيلًا من الدعم المالي واللوجستي لبعض فصائل المعارضة، إلا أنها قد فعلت ذلك بهدف السيطرة عليها وإيجاد موطئ قدم لها بينهم بحسب الإملاءات والخطط الأمريكية. فقد كان الهدف الأمريكي منذ البداية يتمثل في كسب ولاء بعض فصائل المعارضة لتضمن الانتقال لحكم علماني بعد بشار. فلم تكن تركيا إلا وكيلًا أمريكيًا يقوم بالأعمال القذرة نيابة عنها.

فقد قدم أردوغان نفسه كمنقذ لأهل شرق حلب عندما دافع عما يسمى بوقف إطلاق النار بين روسيا بالإضافة لقوات النظام التي تدعمها المليشيات الإيرانية وغيرها من جهة، وبين قوات الثوار من جهة أخرى حتى يتم فتح ممر آمن لإخلاء المدنيين والمقاتلين وأسرهم.

ولكن الحقيقة هي أن تركيا لعبت دورًا كبيرًا من خلال سحب قوى المعارضة التي تدعمها من محيط حلب للمشاركة في قتال بسيط مع تنظيم الدولة وحزب الاتحاد الديمقراطي في جرابلس ومنطقة الباب ضمن ما يطلق عليه عملية "درع الفرات". فمن خلال تفريغ حلب من المقاتلين بشكل متعمد، أصبحت المقاومة في المدينة ضعيفة وهو ما أدى إلى سيطرة قوات النظام على المدينة ووقوع مجازر جماعية بحق المدنيين. فأي ممر آمن يمكن الحديث عنه؟! ممر آمن بعد إيجاد الظروف التي ستؤدي بلا شك إلى هذه الحالة الطارئة!

وما هو وقف إطلاق النار الذي نتحدث عنه في الوقت الذي تلقت فيه قوات النظام دعمًا دوليًا وجرى فيه إضعاف قوات الثوار بشكل متعمد ومدروس؟ ما الذي تقوله تركيًا حقًا؟ التخلي عن محاربة هذا النظام المستبد المجرم وتسليم باقي المناطق لأنكم ضعفاء؟! فلو كان أردوغان يهتم حقيقةً لمصير المسلمين في سوريا، فيجب عليه إذن بدلًا من الدعوة بل الصراخ لوقف إطلاق النار، كان عليه بدلًا من ذلك إرسال الجيش التركي الذي يستطيع حل القضية في غضون أيام. ولكن ذلك بالطبع ليس جزءا من الخطط الأمريكية.

فالخطط الأمريكية تهدف أيضًا إلى إحداث مزيد من الضعف في صفوف الثوار وتشتيتهم من خلال تصنيفهم بين "معتدل" و"متطرف". وبناء على ذلك، فقد حثّت تركيا "المعتدلين" للنأي بأنفسهم والابتعاد عن "المتطرفين". ورغم أن تركيا تتحالف مع النظام الإيراني المتعطش للدماء والكفار الروس الوحشيين بحسب الخطط الأمريكية من أجل سحق الثورة الإسلامية، فهي إضافة لذلك تطالب المسلمين بالتمزق والتشرذم حتى يضعفوا ويسهل القضاء عليهم!

كما أن خطابه، أي أردوغان، القوي عن وقوع حماة ثانية لقي ترحيبًا عند الكثير من المسلمين. ولكن حتى يتحقق ذلك فقد وقعت حماة ثانية وثالثة ورابعة، فقتل مئات الآلاف من الأطفال والنساء، ورغم ذلك فلم يتقدم شبرًا واحدًا لإنقاذهم!

إن مسلسل الخداع الذي يمثل فيه أردوغان طويل، وأستطيع بسهولة أن أضيف قائمة طويلة لخداعه وتضليله، ولكني سأكتفي بهذا القدر. وسأنهي بحديث للنبي محمد ﷺ: «الحرب خدعة». والسؤال هو: من الذي يجري خداعه هنا، هل هو العدو كما ينبغي، أم المسلمون وخاصة مسلمو تركيا؟ وهل يجب علينا أن نعامل المسلمين كالأعداء؟


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41264