press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0201171

الخبر:


تحت عناوين مختلفة ذكرت رويترز 2016/12/30 الأخبار التالية:

حثت روسيا مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة على دعم وقف إطلاق النار الهش في سوريا وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا لمدة ساعة لبحث مشروع القرار المقترح لدعم وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا وتركيا يوم الخميس.

من جهة أخرى ذكرت رويترز بأن وزارة الخارجية الروسية قالت "إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو تحدثا هاتفيا وبحثا أمورا تتعلق بالوثائق التي وقعتها الحكومة السورية و المعارضة".

وكذلك أوردت انتقاد فصائل في سوريا للاتفاق وإصدار فتح الشام بياناً يصف الحل السياسي في ظل هذا الاتفاق بأنه "يثبت أركان النظام". وأضاف المتحدث في البيان "الحل هو بإسقاط النظام المجرم عسكريا".

 

التعليق:


فشلت كل مشاريع أمريكا لوقف الثورة السورية عبر وقف إطلاق النار في سوريا، وإن نجحت في كسر المحرمات، أي جعل التفاوض بين القاتل والمقتول ممكناً، وقد استعملت أمريكا لذلك أوراقاً خبيثة، كان منها السعودية وتأسيس هيئة المفاوضات لمفاوضة النظام على حل في جنيف، وأخيراً عبر تركيا وتشديد ضغطها على الفصائل الموالية لها لمفاوضة العدو الروسي في أنقرة.

وبالنظر في حقيقة المواقف حول الاتفاق وتنفيذه، فهو يحمل بذور فشله فيه، فالفصائل الموالية لتركيا تعلن أنه شامل ولا يستثني إلا المقار العسكرية لتنظيم الدولة، وتعلن سوريا وروسيا أنه يستثني الجماعات "الإرهابية" كتنظيم الدولة والنصرة ومن تحالف معها، بل ومن لم يوقع وقف إطلاق النار. وسوريا التي تعج ساحتها بالفصائل والألوية والكتائب لم يوقعه منها إلا سبعة فصائل، بل إن تلك الفصائل لا تلتزم بعض أجنحتها به.

ولعل هذه المخاطر الكبيرة هي التي دفعت وزير خارجية تركيا للاتصال بنظيره الروسي لبحث ما استجد، وتأكيدهم على أن الفصائل الموقعة يجب أن تثبت حسن نيتها قبل الذهاب إلى أستانة عاصمة كازاخستان. وإذا كان الأهل في سوريا يتطلعون إلى وقف المذبحة الدولية التي تشارك فيها تركيا ضدهم، وأنهم بحاجة إلى استراحة المحارب، كما كان الوضع قبل شهر آب الماضي، أي قبيل معركة الراموسة وفك الحصار عن حلب، فإن دعوة روسيا لقرار من مجلس الأمن تشير وبقوة إلى خوف روسيا الكبير من صمود وقف إطلاق النار هذا لن يكون بأحسن من سابقه.

بل إن روسيا مع الإعلان عن وقف إطلاق النار في ظل الضمانات التركية لقادة الفصائل التي باعت دينها وشعبها في أنقرة، روسيا هذه تستعجل وقف المعارك وقد أعلن وزير دفاعها شويغو عن توفر الظروف لبدء رحيل القوات الروسية عن سوريا. ولعله صدق ضمانات أردوغان، بأن الشعب السوري لا يريد إسقاط النظام، غير ملتفت إلى المظاهرات العارمة التي تعم سوريا وتطالب بإسقاط النظام ورموزه وإقامة حكم الإسلام في عقر داره (الشام).

ولعل البعض يتوهم، كما المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية التي ردت على مسؤول غربي طالب بتنحي الأسد، فقالت "هذه تصريحات عتيقة". لعل هؤلاء قد توهموا بأن أهل الشام قد بدلوا وغيروا. وذلك بعد أن رأوا قادة بعض الفصائل قد انصاعت لهم أمام عروض المال القذر المقدمة من السعودية وتركيا. فهؤلاء يظنون أن خيانة البعض تعني أن الشعب قد غير وبدل، وإلى هؤلاء نقول بأن أهل الشام قد ضحوا بالغالي والنفيس من أجل ثورتهم، وأن مسألة التخلي عنها غير واردة بتاتاً، وأنها كما كان أولها "هي لله ... هي لله" فهو آخرها، ولن ينتج عنها إلا ما يسوء وجوه روسيا وإيران وتركيا وأمريكا، فهي الكاشفة الفاضحة عبر سنواتها، ولن تتغير، وما يسمع من مظاهرات الأهالي وحركة تصحيح مسار قادة الفصائل لتدل بما لا يدع مجالاً للشك بأنها وإن استغلت "استراحة المحارب" فإنها نفسها، لا تغيير ولا تبديل. وأن هذه الثورة التي ثارت ضد ظلم المجرم الأسد، قادرة على صب نيرانيها على كل متخاذل يلتف عليها في غرف فنادق أنقرة، والمظاهرات العارمة فيها هي طلقات تحذير قبل العاصفة التي لن تبقي ولن تذر.

ولن يستمر مبعوث أمريكا الدولي في تبجحه بأنه لولا جهوده لوصلت الرايات السود إلى دمشق. فإنا نبشره بأنها واصلة إلى دمشق وعموم الشام، وفيها ستستقر الرايات السود، رايات محمد ﷺ. وأما وسائل الإعلام العربية الخبيثة من فضائيات الخليج والتي تبحث في الشام في كومة المظاهرات المعتزة براية نبيها، عن واحدة تحمل علماً آخر للاستعمار، فنقول لن يستمر خبثكم، ولن تتمكنوا من الاستمرار في طمس الإسلام، وإظهار ما يريده سادة أسيادكم، فالشمس في الشام لن يغطيها غربالكم، بل ويجب عليكم أن تعلموا بأن دين الله ظاهر بقوة صاحبه ذي الجلال والإكرام، وقد اخترتم بأن لا يكون لكم من النصر القادم حظ، بل لكم ولأسيادكم ولأسيادهم في الغرب من السوء ما تستحقون من زلزال الشام القادم، فهيهات هيهات أن ينطلي على أهل الشام ما كان ينطلي على عموم الناس قبل الثورة، فقد بددت الدماء والإيمان كل غشاوة صممتها أجهزة إعلامكم، بل وتبدد من الطريق الضباب الذي وضعه من يضع لكم سياساتكم الإعلامية، ويشير على أجهزة أمنه بقذف الثوار بنقودكم المخزية، فأهل الشام يقولون لتركيا و السعودية وقطر لا بارك الله في دعمكم، وسيكون عليكم وعلى سادتكم حسرة، ثم تغلبون.

وسينبلج من الشام نور الإسلام، ونحن بهذا واثقون، وبربنا ثم بأمتنا مطمئنون.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41347