press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0601171

الخبر:


تحدث الرئيس أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف. وتناولا موضوع وقف إطلاق النار الذي سيتم طرحه للتأثير هذه الليلة، وعملية أستانا. في البيان المحرز في هذا الموضوع قال المتحدث باسم الرئاسة، كالين: "إن وقف إطلاق النار، بطبيعة الحال، لا يشمل المجموعات التي ينظر مجلس الأمن إليها في الأمم المتحدة كمنظمات إرهابية. هذا النظام يهدف إلى نشر وقف إطلاق النار المحافظ عليه في حلب إلى مناطق أخرى، لتأمين حركة الناس ولإحياء العملية السياسية".

 

التعليق:


لن أستعرض خيانة ورياء قادة تركيا لحلب، ولن أتناول الجبن والتردد من الجيش التركي. ولكنني سأستعرض وسائل الإعلام التركية المنزوعة الحساسية وغير المبدئية التي لا يوجد لديها أساس. وسوف أستعرض قصر نظر وتقلب المنظمات غير الحكومية والقادة أصحاب القرار في حلب. فللإعلام والمنظمات غير الحكومية وأصحاب القرار مسؤولية كبيرة لتقديم المسؤولين للمساءلة.

وسائل الإعلام في تركيا تروج للجمهور أخبارا كالتي ذكرتها للتو أعلاه ومشتقاتها لتحقيق أردوغان نصرا دبلوماسيا. وليس فقط وكالات الأنباء المملوكة للدولة أو الإعلامية المقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان. فأيضا وسائل الإعلام اليسارية والعلمانية الكمالية مدحت أردوغان على الدبلوماسية التركية-الروسية في سوريا. وهو مشهد في الواقع نادر جدا في تركيا وهو توافق وكالات الأنباء المملوكة للدولة والإعلامية المقربة من الحكومة، مع وسائل الإعلام الكمالية العلمانية اليسارية. الآن وسائل الإعلام الكمالية العلمانية اليسارية ووسائل الإعلام المحافظة تستخدم اللغة نفسها بخصوص حلب و سوريا. هدفهم هو عدم الحصول على الأخبار ووصول الحقيقة إلى الناس. بل غرضهم الوحيد هو المشاركة بالاستمتاع ببطولة أردوغان الوهمية.

فهذا الإعلام أظهر أردوغان بطلا عندما أطلق النار على مقاتلة روسية فى تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015، وعندما قال "ما هو شأن روسيا في سوريا"، والآن، يعلنونه بطلا أولا لأنه ترك حلب للنظام، والآن لأنه يدير العملية الدبلوماسية للتخلي عن كل سوريا للنظام. أعلن عن أردوغان بطلا عندما قال بأنه لن يسمح بمجزرة حماة أخرى، وقيل عنه أيضا بأنه بطل عندما صمت أذناه وعميت عيناه عن نداءات الاستغاثة من أهل حلب وسوريا. كما أنه كان بطلا عندما بدأت عملية درع الفرات وقال "لقد دخلنا جرابلس لأن الشعب المظلوم دعانا"، ولكن عندما دعاه أهل حلب، لم يتحرك بوصة واحدة، وأصبح بطلا مرة أخرى عندما دعا أهل حلب للمغادرة. في حين إن أردوغان لم يعط الأمر بإسقاط المقاتلة الروسية ولا هو يسيطر على الحركة الدبلوماسية السورية المشتركة بين روسيا وتركيا. ولا حتى قرار دخول جرابلس وإخلاء حلب ينتمي إلى أردوغان...

الآن دعونا نلقي نظرة على دور المنظمات غير الحكومية وقادة الرأي في صناعة البطل. لقد حذر الرئيس أردوغان فتح الله غولن، عندما علق على قول أمريكا بأنه "كان ينبغي أخذ إذن من السلطات"، مبينة بأنه كان ينبغي أخذ الإذن من كيان يهود، بعد وقوع حادث مافي مرمرة وقال: "إذا كان هناك سلطة فهي نحن واتخذ الإذن منا". والآن، اسمح لي بأن أذكرك أيها الغاضب أردوغان، والكلمات التي تهدد بصراحة الـ IHH (مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية) والمنظمات غير الحكومية بعد بدء المفاوضات مع كيان يهود. قال لـ IHH التي اعترضت على شروط حادث مافي مرمرة في الاتفاق بين تركيا وكيان يهود، وإن كان ذلك بمهارة: "هل تنتظر حتى نسأل رئيس الوزراء في ذلك الوقت لشحن هذه الإغاثة الإنسانية؟" لاحظ، بأن كلا التصريحات تنتمي إلى أردوغان، لكنه تمت الإشادة به من قبل المنظمات غير الحكومية وقادة الرأي بعد كل من تصريحاته على أي حال. لو تم جلب كلمات أردوغان هذه للحساب ذلك اليوم من قبل جميع قادة الرأي العام الإسلامي والمنظمات غير الحكومية، لما تركت دماء المسلمين على الأرض للعلاقات الدبلوماسية ولما سقطت حلب من خلال خيانة تركيا. أقول بأن حلب لم تكن لتسقط لولا المنظمات غير الحكومية وقادة الرأي الذين لديهم دور في سلوك أردوغان المرتخي تجاه سوريا وحلب، وجلوسه على طاولة المفاوضات مع روسيا وإيران لخدمة خطة الولايات المتحدة في حل المشكلة وحتى ابتداؤه بلقاء النظام من خلال المؤسسات الحكومية. لأنها لم تأت لحساب أردوغان والحكم عليه. بقوا صامتين بقولهم بأن الرجل يعرف ما هو الأفضل. للأسف فهم لا يعرفون بأنه ليس هناك شهرة وسلطة وقدرة أكبر وأوسع من قوة الله وحكمته ورحمته.

دماء شهداء مافي مرمرة تركت على الأرض وعملهم الذي يعتبر من فعل الرجال أصبح شيئا من الماضي. فالأقنعة تتساقط والمسلمون الآن يرون الوجوه الحقيقية.

ربما سقطت حلب ولكن الحمد لله أقنعة القادة سقطت أيضا. فالمسلمون في البلاد الإسلامية من الآن فصاعدا، لن يذكروا أردوغان، إلا وسوف يتذكرون خيانته لحلب. فهم لن يتذكروا غضب أردوغان ضد بوتين. بل سيتذكرون غضبه ضد ضابط الشرطة مولود الذي أجج قلوب المسلمين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41435