press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

khabar051017

الخبر:


تداول ناشطون من سوريا على مواقع التواصل الإلكتروني مشهدا مؤثرا لطفلة عالقة تحت أنقاض منزلها الذي تم تدميره في قصف روسي - سوري على بلدة حارم بريف إدلب في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، وهي تستنجد بأبيها لإنقاذها "بابا ما بدي موت، أبوس إيدك يا بابا"، كما تداولوا فيديو لأب أبكم يشكو فقد أبنائه في نفس القصف، إضافة إلى صور لأطفال وقعوا ضحايا لهذا القصف الوحشي، والعديد من مقاطع الفيديو المؤثرة. جاء ذلك في إطار حملة أطلقها الناشطون عبر هاشتاغ أوقفوا قتل الأطفال للمطالبة بوقف القصف الروسي - السوري العنيف الذي تتعرض له البلاد في إدلب وريفها خاصة حارم وأرمناز وفي دير الزور و حماة و الرقة وغيرها من المناطق.

 

التعليق:


تقف الكلمات عاجزة عن التعبير أمام هكذا صور ومشاهد تتكرر مع كل قصف وحشي لقوات النظام أو لروسيا أو للتحالف على أهلنا في سوريا وتبقى الصورة أبلغ من ألف كلمة، وتختلط المشاعر ما بين الحزن والأسى والتعاطف والشعور بالعجز وقلة ذات اليد، فنلجأ إلى الله بالدعاء ليرفع الغمة ويخفف المصاب...

ومع كل صورة أو مقطع فيديو أو صرخة تصلنا من أرض الشام أو من أي بلد من بلاد المسلمين المنكوبة تتزاحم الأسئلة في الذهن، وفي كثير من الأحيان نعجز عن إيجاد إجابات أو تفسيرات مقنعة لها. وأبرز هذه الأسئلة:

1- هل ماتت الإنسانية والمشاعر الحية في قلوب البشر، حتى لم تعد مثل هذه المشاهد تؤثر فيهم، أم أننا أصبحنا نراها شيئاً عادياً لتكرارها؟!

2- هل انعدمت الغيرة و النخوة والحمية في قلوب الجنود والضباط في جيوش المسلمين، حتى لم تعد صرخات المستضعفين واستغاثات النساء و الأطفال تستثير هممهم، وتجعل الدماء تغلي في عروقهم؟ أيعقل أن مسلماً قادراً على نصرة إخوانه يتخاذل عن نصرتهم؟ أيطيع المخلوق ويعصي الخالق؟ ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.

3- هل باتت المصالح السياسية والاقتصادية أغلى من دماء المسلمين؟ وهل بات التعاون وإقامة العلاقات والتحالفات مع قتلتهم أمراً طبيعياً؟! نحن هنا لا نتحدث عن الحكام فعمالتهم باتت مكشوفة، ولكن نتحدث عن بعض الحركات الإسلامية، التي تتبادل الزيارات مع روسيا فتقيم معها علاقات واتفاقات، مع أنها تقتل أهل الشام وتهجرهم، ومن قبلُ قتلت الملايين في الشيشان و أفغانستان و القوقاز و سيبيريا، حتى التصقت صورة الروس بالإجرام والحديد والنار بحق المسلمين. بل الأدهى والأمر أن حركات إسلامية في فلسطين قبلت بأن تكون روسيا راعية للمصالحة بينها وبين السلطة، وما ينطبق من الحديث عن روسيا والعلاقات معها ينطبق على باقي أعداء المسلمين الذين يقتلون المسلمين ويتآمرون عليهم في الشام وبورما والعراق وغيرها من بلاد المسلمين. والجرم أعظم بحق فصائل الثوار الذين اشترتهم روسيا وأمريكا وعملاؤهم بالمال السياسي القذر! فما بال هذه الحركات وقادتها؟ أيوادّون من حادّ الله وكفر به؟! أيوالون أعداء الأمة وقتلتها؟! أيرجون خيرا من ألد أعداء الإسلام وأكثرهم جرما؟!

وإني والله لا أسأل هذه الأسئلة من باب اليأس أو القنوط، ولكنه حديث نفس واستغراب من الحال الذي وصلنا إليه من الذل والهوان، فإنني على ثقة بأن الذي أنجى سيدنا موسى من فرعون وقومه فأغرقهم في البحر سينجي أهل الشام من بطش المجرمين، وإني على ثقة أن الذي أنجى سيدنا محمدا ﷺ من بطش قريش وأيده بأنصار نصروه ونصروا الدين سينصرهم وينصر المسلمين المستضعفين في كل مكان، وإنا لنرجو الله أن يكون ذلك اليوم قريباً.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/46843.html