khabar020218

الخبر:


شهد ريف حلب الجنوبي، مساء يوم الاثنين دخول رتل عسكري تركي؛. وقد تمركز في النقطة الرابعة بريف حلب الجنوبي خلف "تلة العيس" المطلة على نقاط مليشيات النظام في منطقة الحاضر. والرتل العسكري مؤلف من أكثر من 100 آلية على متنها مجنزرات، ودخل من منطقة كفر لوسين بريف إدلب الشمالي. (وكالات).

 

التعليق:


هذه المرة الأولى بعد سبع سنوات من انطلاق الثورة في الشام، يتدخل النظام التركي بجيشه ليكون في مواجهة مباشرة مع نقاط تمركز النظام المجرم، فهل ستبدأ المعركة بين النظام التركي ونظام أسد بشكل مباشر؟ أم أن هذه المجنزرات والآليات العسكرية لها مهمة أخرى؟ إن من المعلوم أن تركيا نشرت نقاط مراقبة في قلعة جبل سمعان بحلب وقرية صلوة بإدلب، حيث تدخل أرتال عسكرية بشكل مستمر إلى المحافظتين، ضمن إطار تنفيذ اتفاق "تخفيف التصعيد" المتفق عليه في محادثات "أستانة 6".

 

وهذا التدخل أيضاً لا يخرج عن تنفيذ هذا الاتفاق المشؤوم في أستانة، وقد رافق دخول هذا الرتل قصف شديد من قبل النظام على منطقة ريف حلب الجنوبي، ثم استهداف للرتل بعبوة ناسفة، وذلك لإلهاء الناس عن الهدف الأساسي من دخول هذا الرتل وتمركزه بين نقاط بين مناطق النظام ومناطق الثوار، حيث إن هذا مقدمة لتنفيذ كامل الاتفاق والذي يقضي بتحكم الأتراك بالجبهات مع النظام بشكل مباشر والإشراف على وقف العمليات العسكرية ضد النظام، تمهيداً للحل السياسي الأمريكي والذي بدوره سيُعيد الثائرين إلى حظيرة أسد المجرم وهذه المرّة باستخدام الجيش التركي.

 

أيها المسلمون في الشام، إن أعداء الثورة ومنذ اليوم الأول لانطلاقها لم يتوقفوا يوماً عن المكر بها، وقد استخدموا لذلك أساليب كثيرة، وأسلوبهم الجديد لا يقل خطراً عن غيره، إلا أنهم وباستخدامهم للجيش التركي يحاولون خداع المسلمين في الشام، فيضعونهم أمام خيارين أحلاهما مرّ، فإما القبول بدخول الجيش التركي ليُنفذ ما عجز عنه نظام أسد، وإما المواجهة مع الجيش التركي ومعه التحالف الدولي ووضع مناطق الثوار في قائمة المناطق التي تحوي (إرهابيين)؛ وما يجب أن يعلمه المسلمون في الشام، أن هذه الخيارات ليست قدراً عليهم، بل بوسعهم أن يختاروا ما أمرهم الله به، وذلك يكون باجتماعهم خلف قيادة سياسية واعية تجمع طاقاتهم وتوظفها في مشروع الإسلام العظيم، فتوجهها حيث تُسقط النظام، وتُقيم حكم الإسلام خلافة راشدة على منهاج النبوة، وهذا الأمر يجب أن يُعلم أنه فرضٌ من الله وليس للمسلمين أن يختاروا غيره فقد قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾. وقد قضى الله في كتابه أن نكون صفاً واحداً وأن نعتصم بحبله المتين، وأن لا نركن للظالمين، وأن لا نسعى لرضا أحد سوى رضا ربِّ العالمين، وبهذا يكون الفوز العظيم في الدارين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49424.html