press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar130218

الخبر:


قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن أمريكا تؤيد تمامًا حق كيان يهود في الدفاع عن نفسه ضد التهديدات، وذلك في إطار تعليقها على إعلان كيان يهود قصف أهداف إيرانية وسورية قرب دمشق عقب إسقاط طائرة حربية لكيان يهود من طراز (F-16)، وأكّد المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين غالواي أن وزارته لم تشارك في هذه العملية العسكرية، وقال: "إن (إسرائيل) أقرب حليف أمني لنا في المنطقة، ونحن ندعم تمامًا حقها الأصيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تواجه أراضيها وشعبها" (الجزيرة نت "بتصرف").

 

التعليق:


إن هذا الحدث الذي سارعت وسائل الإعلام بنشره وتسليط الضوء عليه في الأيام الماضية يكشف أموراً عدة؛ أولها أن أحداث إدلب ودمشق أصبحت محرجة للمجتمع الدولي ووسائله الإعلامية، فلم يعد تجاهلها خيارًا، وتصدّر ذكرها الأخبار بعد أن عمّت المفاوضات والتنازلات هنا وهناك بشأن مسألة الثورة السورية، فاحتاج الإعلام إلى خبر جديد يصرف الرأي العام عمّا يحدث في الشام، فجاء هذا الخبر تغطيًة على تلك الأحداث. ثانيها هو أن خطط أمريكا للشام تحتاج إلى عذر حتى تُفرض في الداخل على الشعب السوري وتلقى قبولًا بين الناس في الخارج، ولا يمكن ذلك دون تلميع للنظام السوري العميل وإظهاره البطل ليعيد بعضًا من الثقة به وبمن يعمل معه في التنكيل بالشعب السوري كذلك. وثالثها هو تزعزع جبهة النظام السوري وأعوانه من حزب إيران و المليشيات الأخرى في دورهم الإجرامي المعلن، لهذا فإنهم بحاجة - كل فترة - إلى شيء جديد يتلقفه المتآمرون على الشعب السوري من أجل استمرار زخم المساعدات التي يقدمونها للنظام بأشكال عدة... لهذا كانت هذه الأخبار ليست سوى زوبعة مصطنعة في فنجان من قبل النظام والحكام العملاء وأسيادهم في البيت الأبيض من أجل تغطية جرائمهم وتوطين مشروعهم الجديد الذي يخططون له.

أمرٌ آخر لا بد من الإشارة إليه، وهو أن إنهاك النظام السوري على مدار سبع سنوات من الثورة السورية، وإمكانياته التي أصبحت محدودة، وموقفه الذي تسيطر عليه أطراف متعددة (إيران، وروسيا، وتركيا)، كلها تجعل النظام عاجزًا هذه الأيام عن إيقاف صعود الأمة، وقد كان عاجزًا في الماضي عندما كانت قدرته ضخمة، فكيف به اليوم بعد أن أصبح عبارة عن مليشيا مسلحة تقتل الأبرياء من الشعب السوري المسلم؟! ما يؤكد أن هذا الفعل ما كان ليكون بمعزل عن أوامر ومساعدات خارجية لها أجندة دنيئة وأهداف خبيثة في حق الثورة السورية المباركة.

أخيرًا: إن هذه التصريحات من قبل البيت الأبيض لا تعدو كونها للاستهلاك المحلي، والهدف منها هو إرضاء ربيبتهم كيان يهود، فلا يُعوّل عليها شيء، وما علينا سوى قراءتها بشكل صحيح من وجهة نظر العقيدة الإسلامية وبفكر سياسي ناضج لندرك، بل نقطع أن أمريكا لن تؤيد اعتداءات كيان يهود إلا إذا كانت بما يخدم مصلحة خاصة وهدفاً ترسم له وتريد تحقيقه؛ وأحيانًا لإرسال رسائل لأهداف معينة ترمي إليها، أو لتغطي حقائق، وعليه ندرك أن الكفار المستعمرين ملتهم واحدة، وهدفهم واحد، وهو القضاء على الإسلام وأهله، والقضاء على أمل الناس بالخلاص من الاستعمار والتحرر من القيود التي سُلسلت بها أعناقهم. أما المستعمر فعليه أن يدرك أن الأمة الإسلامية تتطلع لنهضتها وريادتها وتبوئها مكانتها القديمة، ولن تردعها مثل هذه المسرحيات المفضوحة، وأن النصر سينزل على الأمة طال الزمان أم قصر، فالعاقبة للمتقين.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49678.html