26122018muhajer

 

الخبر:

نقلت وكالة (أسوشيتد برس) عن مسؤولين أمريكيين وأتراك قولهم إن قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا جاء على عجل بدون التشاور مع فريق الأمن القومي أو الحلفاء. وقال مسؤولان أمريكيان ومسؤول تركي للوكالة الأمريكية إن ترامب فاجأ أعضاء إدارته والمشرعين الأمريكيين وكثيرا من دول العالم برفضه نصيحة كبار مساعديه واتخاذ قرار بسحب القوات خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 14 كانون الأول/ديسمبر الجاري. وبحسب الرواية، ذكّر أردوغان ترامب بأنه قال مرارا إن السبب الوحيد لبقاء القوات الأمريكية في سوريا هو التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، وأضاف أن تنظيم الدولة هزم بنسبة 99%، ثم سأله "لماذا تبقون هناك؟"، وأخبره بأن الأتراك يستطيعون التعامل مع من تبقى من مقاتلي التنظيم، وبينما أردوغان لا يزال على الخط تحول ترامب إلى مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان يستمع إلى المكالمة وسأله لماذا تبقى القوات الأمريكية في سوريا إذا كان ما يقوله الرئيس التركي صحيحا، وذلك بحسب رواية المسؤولين. (الجزيرة نت).

التعليق:

بعد انتشار الأخبار وتسريبها عن أية جهة سياسية عالمية كانت عبر مختلف الطرق، وأصبح من شبه المستحيل التكتم عليها أو إخفاؤها، لجأ السياسيون إلى طريقة خطاب بينهم يفهمونها هم ويصعب على كثير من المتابعين فهمها إلا السياسي الحقيقي منهم، فإن الذي يقرأ الخبر بسطحية وبدون معلومات سابقة عن واقع أردوغان الوكيل الأمريكي الذي وصل حدّ العمالة في المنطقة، يظنّ أن أردوغان هو الذي أقنع ترامب، بينما الحقيقة هي أن أردوغان الوكيل في الشركة الأمريكية، أكّد لرجل الأعمال الذي يحاول توفير النفقات بالقدر الذي يمكنه على الشركة التي يملكها، أكد له أنه يستطيع أن يقوم "بالواجب" الذي يحفظ فيه مصالح أمريكا، في الحفاظ على نظام الجزار بشار وقمع الثورة، من دون إنفاق مال من الخزينة الأمريكية، ودون سيل قطرة دم واحدة من جندي أمريكي لا يعلم إلا أحد أبويه على أحسن تقدير. عليه كان قرار ترامب سريعاً وليس متسرعاً، وهذا القرار يتطابق تماما مع سياسة ترامب صاحب سياسة الاعتماد على الآخرين والإنفاق من جيوبهم لتحقيق المصالح الأمريكية، فها هو في أفغانستان يعتمد على باكستان والجيش الباكستاني للقيام بالأعمال القذرة بالنيابة عنه، في ملاحقة المجاهدين في المقاومة الأفغانية، والتمكين لحكومة كابول، وها هو يستخدم جيش بني سعود للقيام بتدمير اليمن، وسوريا أوكلها لأردوغان عسكريا واستخباراتيا، ولمشايخ الخليج ماليا لشراء ذمم كثير من قادة الفصائل في الثورة السورية المباركة.

إنّ حصول الاستقالات الأخيرة في الإدارة الأمريكية وعلى رأسها استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس والمبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بريت ماكغورك تؤكد على الانقسام الحاصل في الدوائر الأمريكية وعدم وجود انسجام بينها. لذلك فإن حكام المسلمين وعلى رأسهم أردوغان هم من أغبى الحكام الذين عرفتهم البشرية على الإطلاق، وهم أسوأ حالا مما كان عليه الغساسنة والمناذرة، عملاء الفرس والروم، فهم في موقع يجعل الغرب كله محتاجاً إليهم، ويظنون أنهم هم المحتاجون للغرب! ولا أمل في علاجهم أو عظتهم، إنما هم كالخلايا السرطانية في جسم الأمة لا ينفع معها إلا استئصالها، فيجب على أهل القوة والمنعة في بلاد المسلمين استئصال هؤلاء العملاء من جسم الأمة وإعطاء النصرة للحزب السياسي الواعي المخلص حزب التحرير لإقامة دولة العز والظفار على أنقاض عروشهم البائدة، وحينها سيعلم ترامب وحلفه الصليبي أي منقلب ينقلبون.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – باكستان

 

المصدر: https://bit.ly/2ENaQp2