press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

112019ttbeeea

 

الخبر:

هيئة الطيران الإماراتية ستستأنف رحلات الطيران إلى دمشق، وذلك بعد تعليقها منذ سنة 2012. (الجزيرة نت)

التعليق:

استئناف رحلات الطيران إلى دمشق هو حلقة من مسلسل التطبيع الذي تقوم به الأنظمة العربية تمهيداً لإعادة نظام الإجرام في دمشق لحظيرة منظومة الخيانة العربية المتمثلة بالجامعة العربية.

فقد لوحظ في الفترة الأخيرة وتزامناً مع إعلان الرئيس الأمريكي ترامب الانسحاب من سوريا بأن الكثير من الأنظمة العربية قد تقدمت خطوات لإعادة نظام الإجرام السوري للمنظمة الخيانية العربية، ومن ذلك زيارة مسؤولي الأمن السوريين إلى مصر بشكل علني، ثم زيارة وفود تجارية أردنية لدمشق لنقاش فتح معبر نصيب الحدودي بين البلدين، وبعدها إعلان دولة الإمارات عن إعادة فتح سفارة أبو ظبي في دمشق، وإعلان البحرين بعد ذلك أنها لم تقطع أبداً علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، ويأتي استئناف رحلات الطيران الإماراتية في هذا السياق.

والمدقق يجد أن هذه الأنظمة تقوم بمثل هذه التصرفات بناء على أمور عدة، أولها إرضاء أمريكا التي تريد تطبيع العلاقات العربية مع دمشق واعتبار ذلك إعلاناً لانتصار مجرم دمشق على شعبه وانتهاء الثورة السورية، وهؤلاء الحكام مستعدون للقيام بكل شيء لإرضاء أمريكا التي تعلن جهاراً نهاراً بأنها لو رفعت دعمها وحمايتها عن هذه الأنظمة لانهارت خلال أسبوعين. وهذا يشير بشكل واضح بأن هذه الأنظمة لا علاقة لها بشعوبها، إنما هم نواطير لأمريكا والغرب ضد الأمة التي يحكمونها.

والأمر الثاني الكامن وراء تطبيع الأنظمة العربية مع مجرم دمشق أنها ترسل رسالة لشعوبها بفشل أي حملة شعبية لتغيير الأنظمة، وأن هذه الأنظمة قدر مقدور على هذه الأمة، وما عليها إلا الانصياع لها، وأن أي تجربة في الثورة لن تكون بأفضل حالاً مما آلت إليه ثورة سوريا من قتل ودمار وعدم تغيير النظام. وهذا يؤكد النظرة الشرعية لهذه الأنظمة باعتبارها أنظمة جبرية، تغتصب الحكم من الأمة، وهذا يؤكد من زاوية أخرى وجوب تغييرها، فلا يقبل مسلم أبداً أن يكون محكوماً بالقوة من أنظمة ليس فيها من النظرة الرعوية شيء، بل هم حراس للكفار على أرضنا التي يعتبرها الغرب الكافر مستعمرات لهم. ومن زاوية أخرى فإن هذا الواقع يدعو المسلمين للنظر بجدية إلى أهل النصرة، أهل القوة القادرين على التغيير، حسب الطريقة الشرعية التي أقام بها محمد عليه الصلاة والسلام دولته الأولى في المدينة المنورة، وليس بأي طريقة أخرى تستهوي المخلصين المتطلعين إلى هدم هذه الأنظمة.

وأما الأمر الثالث، فهو كذلك النظرة الأمريكية التي برزت أخيراً في تصريحات الرئيس ترامب الذي أعلن بأن السعودية قد وافقت على تمويل إعادة إعمار سوريا (تحت حكم بشار) نيابةً عن أمريكا، إذ يرى ترامب أن أمريكا البعيدة خمسة آلاف كيلومتر عن سوريا لا يجدر بها بذل جهودها وأموالها لتحقيق الأهداف الأمريكية ما دامت الأنظمة الجبرية قادرة على القيام بذلك. فالنظام التركي سيقوم نيابة عن أمريكا بمكافحة الإسلام، والسعودية ستقوم بالتمويل، وباقي الدول العربية عليها مؤازرة ذلك عبر التطبيع وإعادة احتضان بشار في دمشق باعتباره يمثل انتصار الحكام الجبريين على شعوبهم، وعليهم اعتباره بطلاً لأنه خاض التجربة الأولى الأكثر حدةً وأملاً للمسلمين بالتخلص من الأنظمة الجبرية، فكان حرياً بهم دعمه، كل من موقعه، فالنظام التركي يقوم باحتواء الفصائل المسلحة ودفعها باتجاه الحرب بعيداً عن جبهات النظام ليسهل على بشار وروسيا وإيران استئصال المخلصين الذين انكسرت عندهم سياسة الاحتواء التركية والسعودية.

ولكن هذه الأنظمة الجبرية لا تعلم، ولعلها لا تؤمن بأن الله غالب على أمره، فعسى أن تكون دبابات المسلمين جاهزةً للدوس على هذه الأنظمة ورؤوسها ودفنهم في مزابل العصر الجبري، بحيث ينسى المسلمون هذه الحقبة وإن امتدت، لتبدأ بعدها حقبة أخرى من إعلاء كلمة لا إله إلا الله وإذلال الكفر وأعوانه، وما ذلك على الله بعزيز.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام البخاري

 

المصدر: https://bit.ly/2ArXfk3