2412019omrana

 

الخبر:

أفادت وكالة إس بي سي بأن ما لا يقل عن 15 طفلا سورياً لاجئا توفوا بسبب برودة الأحوال الجوية الشتوية الباردة ونقص الرعاية الطبية اللازمة، وأفاد المدير الإقليمي لليونيسيف غيرت كابيلير؛ "أن انخفاض درجات الحرارة والظروف المعيشية القاسية في الركبان (مخيم اللاجئين في جنوب شرق سوريا) يعرض حياة الأطفال للخطر بشكل متزايد، وفي شهر واحد فقط، توفي ما لا يقل عن ثمانية أطفال معظمهم دون الأربعة أشهر من العمر وأصغرهم عمره ساعة واحدة فقط". يوثق كل من النداء الحالي بالفيديو وموقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على الإنترنت المشاكل الهائلة وأقتبس منها ما يلي: "الرياح العاتية والأمطار الغزيرة (عاصفة نورما) تعرض حياة اللاجئين السوريين في لبنان لخطر جسيم، حيث يعيش العديد منهم في مخيمات غير رسمية، في منازل واهية توفر حماية ضئيلة من العناصر، وفي غضون أيام قليلة، سبب الطقس القاسي في لبنان أضرارا بأكثر من 66 خيمة، منها 15 غرقت أو انهارت بالكامل، ولا يزال أكثر من 50,000 شخص، يعيشون في 850 خيمة، معرضين لخطر الفيضانات".

التعليق:

إن العيش في مخيمات اللاجئين كابوس في أي موسم، ولكن أشدها سوءا في الشتاء حيث يجلب مستوى استثنائياً من الخطر والكرب والمحن، حيث الموت بسبب البرد والفيضانات، والمرض أيضا، كلها أعباء إضافية يواجهها المسلمون الذين أصيبوا بصدمات نفسية بالفعل، ومن المعروف أن مخيمات اللاجئين مهملة وتفتقر إلى الاحتياجات الأساسية للسكان التي يتم إغفالها تماما، ومعظم أطفالنا لا يحصلون على الملابس المناسبة والفراش ولا حتى المأوى، ويضاف إلى ذلك أن نقص التغذية والحصول على الأدوية والعلاج يترك حياة الشباب المعرضة بالفعل للخطر مهددة بعواقب وخيمة، فكيف يمكن للطفل السليم أن يموت بمجرد ولادته، فقط لأنه يريد بطانية؟! حملته أمه داخلها 9 أشهر، حملته كل هذه المدة وتحملت كل هذا الألم ووصلت هذه المرحلة لتفقد طفلها السليم! في هذا الشهر، تدمرت العديد من الخيام، ما يقرب من 360 خيمة غير رسمية تأثرت بسبب الفيضانات. 60 خيمة سكنية، تدمرت بالكامل وبالتالي ترك ساكنوها دون مأوى من البرد القارس. إن عيش أناس كغير مواطنين في "مخيمات غير رسمية" ذات ظروف لاإنسانية لسنوات في وقت ما، هو أمر بغيض بالنسبة للنظام السياسي الإسلامي. ففي النظام السياسي الإسلامي لا يوجد مواطنون وغير مواطنين، بل الجميع يجب أن تتوفر لهم حقوقهم الإنسانية الأساسية من مأوى وملبس وغذاء، والرعايا غير المسلمين الذين يعرفون بأهل الذمة تجب رعايتهم وحمايتهم تحت ظل الدولة الإسلامية واحترام حياتهم الشخصية، قال رسول الله r«مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَاماً». حياة غير المسلمين مصانة، فما بالك بالمسلمين؟ ومع ذلك فإنهم يموتون دون أن يحسبوا.

نظام الزكاة هو أحد الأمور التي توجب أحكام الشريعة الإسلامية جمع المال وإعطاءه للمحتاجين حيث إنه يجب على الخليفة أو الحاكم أن يشرف على تلبية الحاجات الأساسية. أمر الرسول عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل بالذهاب إلى اليمن وقال له:«فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ»، بدون الخلافة الراشدة، ستقوم الجمعيات بالتوزيع على القليل وترك المتبقين، ولكن في ظل الخلافة، كل النظم الاقتصادية تعمل معا. ولا يمكن أن يكون هناك عدل لأولئك الذين لديهم الحق في احتياجاتهم الأساسية بدونها، وهذا هو السبب في أننا نرى الملايين من اللاجئين سنة تلو الأخرى لا يزالون في البؤس نفسه، ولا يزال الحكام في البلاد الإسلامية يفعلون كل ما يستطيعون لمنع عودة الخلافة التي ستنهي وجودهم وتزيلهم.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المصدر: https://bit.ly/2sMOLj6