2712019hanafi

 

الخبر:

صرحت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان مكتوب حول اجتماع أردوغان وترامب، والتصريح عن وفاة المواطنين الأمريكيين في منبج التي أعرب فيها الرئيس أردوغان عن تعزيته، وذكرت ما يلي: "شدد الرئيس ترامب على أهمية هزيمة العناصر المتبقية من (الإرهاب) في سوريا، وقد توصل الرئيسان إلى تفاهم بشأن مواصلة إيجاد حل تفاوضي والقضاء على المخاوف الأمنية المتبادلة في شمال شرق سوريا".

التعليق:

قال الرئيس السابق باراك أوباما إن قضية سوريا تشيب شعره وترك هذه المهمة في ظل هذه الظروف، وفي فترة ما بعد أوباما أي حكم ترامب، لا تزال سوريا تتصدر جدول الأعمال العالمي، وعلى الرغم من وجود بعض أبعاد الاهتمام فيما يتعلق بقضية سوريا من أمريكا وروسيا وبريطانيا وإيران والسعودية، وحتى من دول المنطقة، فإن الوضع في تركيا يختلف كثيرا عن الآخرين، وخلافا لأي بلد آخر، فإن تركيا هي الحدود المباشرة مع سوريا، وعلى الرغم من أن العراق ولبنان والأردن لها حدودها أيضا مع سوريا، إلا أن تركيا تبقى مميزة.

هناك القليل من النقاط التي يجب ذكرها حول أهمية سوريا بالنسبة لتركيا، ولعل أهم هذه المناطق هي شمال سوريا التي تبدأ من شرق الفرات إلى حدود العراق. وبدعم من أمريكا، "حليف" تركيا مع أكثر من 20 ألف طائرة وشاحنة تهيمن على هذه المنطقة وحدات حماية الشعب، وعلى الرغم من أن جميع رؤساء ومسؤولي تركيا وخصوصا أردوغان انتقدوا دعم وحدات حماية الشعب من قبل أمريكا، إلا أنه كان عبثا، أمريكا سارت في طريقها دون أي شك، وذلك لتقول، لعبت لعبة القط والفأر مع المسؤولين الأتراك، فقد فتشت للتو ما إذا كانت قد أوفت بالواجبات المعطاة أم لا، وحذرتها أو حتى هددتها فيما يتعلق بالقضايا.

وخلال الشهرين الماضيين، عقدت خمسة اجتماعات بين أردوغان وترامب، والتي بدأت باجتماع ثنائي حول مجموعة العشرين في 1 كانون الأول/ديسمبر، ثم في 14-24 كانون الأول/ديسمبر و15-20 كانون الثاني/يناير، وعقدت آخر هذه الاجتماعات في 20 كانون الثاني/يناير وقدمت أمريكا الشرح المذكور أعلاه، وعلى الرغم من وجود ملاحظات إيجابية حول المكالمة الهاتفية بين أردوغان وترامب، لم يمض وقت طويل بعد أن برزت في جدول الأعمال ملاحظات المعارضة الأمريكية والأعمال التي تقوم بها تجاه تركيا.

في الوقت الحاضر، قد كشفت أمريكا أن هناك إنشاء "المنطقة الآمنة" التي هي 20 ميلا على طول الحدود من تركيا وشرق الفرات، المنطقة الآمنة ومنطقه حظر الطيران والمنطقة العازلة لها إيماءاتها المميزة في القانون، إذا كان هناك اهتمام بهذه المصطلحات خاصة، ويمكن القول إن المنطقة الآمنة ستجعل المسؤولين الأتراك أكثر غضبا.

ونظرا لأن طلبات المنطقة الآمنة التي قدمتها تركيا قد أهملت أثناء عمليات القصف في سوريا، فلماذا وضعت الآن موضع التنفيذ بشكل خاص؟ ما الذي تخطط له أمريكا في المنطقة الآمنة؟ الجواب على هذا وجميع الأسئلة الأخرى هي أن أرباح أمريكا تستدعي ذلك، هذا هو السبب. وأيضا هناك كثافات سكانية كردية، لا سيما في الأماكن المشار إليها بوصفها مناطق آمنة، ووفقا لذلك، فإن إعلان أمريكا المنطقة الآمنة يعلن فعلا أن تركيا لا يمكن أن تقاوم ضد وحدات حماية الشعب أو حزب العمال الكردستاني، وهذا لأن الأمر متروك لأمريكا لتقرر ما إذا كانت منظمة إرهابية أم لا، وهذا الوضع يجعل المسؤولين الأتراك يشعرون بالقلق إزاء الأشياء التي ستحدث في الفترة المقبلة.

عقب المكالمة الهاتفية مع ترامب في 24 كانون الأول/ديسمبر، قال أردوغان: "أخبرنا ترامب: هل يمكن أن تزيلوا (داعش) من هنا؟ لقد قمنا بذلك، وقمنا بإزالتها وسنقوم مرة أخرى طالما أنك تدعمنا لوجستياً، ومره أخرى، يمكننا تحييد جميع الجماعات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب مع الجيش السوري الحر وقواتنا المسلحة، وخلال اجتماع مجموعة الحزب، أجاب أردوغان عن السؤال المتعلق بالمنطقة الآمنة على النحو التالي: "إذا سيطرت أمريكا على المجال الجوي، وما إلى ذلك، يمكننا الاهتمام بجميع أمور الأمن على الأرض في هذه المرحلة ونحسن الظروف المعيشية لهؤلاء الناس هنا، ولسوء الحظ، لم يتخذ أوباما الخطوات اللازمة فيما يتعلق بهذا الموضوع".

وتنشأ النتائج التالية من جميع هذه التفسيرات:

1- مبادرة سوريا هي تماما في يد أمريكا، وتركيا هي مجرد مقاول من الباطن.

2- السلطات الأمنية في المنطقة ستكون في أيدي أمريكا، وتركيا لن يكون لها أي تأثير.

3- خلال المكالمة الهاتفية بين أردوغان وترامب،: "شدد الرئيس ترامب على أهمية إزالة جميع المنظمات الإرهابية"، وبما أن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس منظمة إرهابية بالنسبة لأمريكا، فإن الهدف الوحيد هو المسلمون.

4- مع الشرح الذي أدلى به بعد المكالمة الهاتفية التالية المذكورة: "توصل الرئيسان إلى شروط مع استمرار التوصل إلى حل عن طريق التفاوض والقضاء على المخاوف الأمنية المتبادلة في شمال شرق سوريا" وبهذا أمريكا لم تعد أي شيء حول شرق الفرات، لأنه تم توضيح أن الحلول ستستمر.

5- وقد تكون تصريحات أردوغان، التي تدعم المنطقة الآمنة، ذات مغزى في السنوات الماضية، ولكنها بالتأكيد ليست ذات مغزى في الوقت الراهن، لأن هذه التصريحات مرتبطة بالكامل بالمصالح الخاصة بحزب الاتحاد الديمقراطي / وحدات حماية الشعب ولا تخدم مصلحة تركيا بأي شكل من الاشكال.

6- من الصادم أن بلدا مثل تركيا مع جيش قوي يعلن الحرب ضد تنظيم الدولة أو مجموعات من هذا القبيل.

7- قدم أردوغان تفسيرا في 24 كانون الأول/ديسمبر بأنه سينهي حزب الاتحاد الديمقراطي / وحدات حماية الشعب، ولكن يمكننا رؤية أنه لا يستطيع المضي قدما ولو قليلا إذا لم ترد أمريكا ذلك.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حنفي يغمور

المصدر: https://bit.ly/2G3fHDm