press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

522019adanaa

 

الخبر:

قام وزير الخارجية التركي بتقييم وإجابة الأسئلة المتعلقة بسوريا. حيث تحدث جاووش أوغلو عن اتفاقية أضنة، والتي قام الرئيس بوتين بإعادتها إلى الواجهة أثناء زيارة الرئيس التركي أردوغان لموسكو. وأعطى جاووش أوغلو، والذي أعلن عن آخر التطورات بما يتعلق باتفاقية أضنة، الضوء الأخضر لنظام الأسد من خلال قوله: "على الرغم من انقطاع العلاقات مع النظام، إلا أن الاتفاقية لم يتم استثناؤها قط. إذا وقفت الحكومة السورية أمامنا عندما يكون هناك حل سياسي، عندها ستقوم بالكثير". وكان قد قال جاووش أوغلو سابقا: "بحال فوز الأسد بالانتخابات، على الجميع الأخذ بعين الاعتبار العمل معه".

التعليق:

كما هو معروف، فإن أردوغان قد قام بزيارة رسمية إلى روسيا الأربعاء الماضي. وكما تم الإعلان عنه، فإن الزيارة كانت تتعلق بسوريا، حيث تمت مناقشة قرار أمريكا الانسحاب من سوريا، والمنطقة الآمنة في شرق نهر الفرات، والوضع الحالي لإدلب. وبعد عودة أردوغان إلى تركيا، أعلن عن أن اتفاقية أضنة والتي تمت بين تركيا وحافظ الأسد، قد تمت إعادتها إلى الأجندة.

وحسب اتفاقية أضنة التي عقدت بين تركيا وسوريا في عام 1998، فقد وافقت سوريا على اعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ووعدت تركيا بأنه لن يسمح بأي نشاطات للمنظمة على الأرض السورية. وبعد هذه الاتفاقية طرد عبد الله أوجلان من سوريا وألقي القبض عليه في كينيا بمساعدة الاستخبارات الأمريكية حيث نقل إلى تركيا. ومن وجهة النظر هذه، يمكننا القول إن أمريكا تقف وراء اتفاقية أضنة، حيث إن حسني مبارك رئيس مصر آنذاك وهو عميل أمريكي مخلص، دخل المفاوضات مع كل من حافظ الأسد وتركيا. وليس أمرا خاطئا القول إن أمريكا تقف وراء حقيقة عودة اتفاقية أضنة إلى الأجندة مرة أخرى. على الرغم من أن بوتين هو من ذكر أردوغان بذلك، حيث إن أمريكا هي من وضعت هذه القضية على الطاولة، مما سيطمئن تركيا سياسيا في القضية السورية. حيث إنه وحسب اتفاقية أضنة والتي عادت إلى الأجندة للمرة الأولى منذ بداية الثورة السورية في 2011، فقد هدفت إلى اعتراف تركيا بالقاتل الأسد والقيام بتواصل رسمي مع النظام السوري.

إن حكام تركيا يعلمون أن أمريكا بنفسها أرادت الاعتراف بهذه الاتفاقية التي تمت في 1998. ويدركون تماما أيضا أن الاتفاقية لا تعني شيئا اليوم لأمريكا. حيث إنها ستستخدمها فقط كعامل مساعد لتسهيل اعتراف تركيا بالأسد. وبكلمات أخرى، فإن تركيا ستتواصل مع النظام السوري بسبب هذه الاتفاقية. وإلا فما الذي يفسر عودة الاتفاقية على الطاولة بعد كل تلك السنوات؟

وماذا ستطلب تركيا من سوريا حسب الاتفاقية؟ هل ستطلب منها منع نشاطات مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب، وهم الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، أو ستطلب منها تسليم مسلحي وحدات حماية الشعب إلى تركيا.

إن هذا لهو أمر مضحك. حيث يجب علينا أن نتساءل: ألم تكن اتفاقية أضنة موجودة عندما سلم نظام الأسد شرق نهر الفرات لحزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني في 2012؟ ألم تكن اتفاقية أضنة موجودة عندما عبرت قوات نظام البارزاني البشمركة إلى كوباني عبر الحدود التركية؟ ألم تكن موجودة عندما حضر صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، إلى أنقرة لمقابلة وزير الخارجية؟ بلى، فقد كانت هذه الاتفاقية موجودة.

إذاً فما الذي يجعلهم يخرقون اتفاقية أضنة ذلك الوقت، ويلتزمون الصمت أمام دعم الأسد لقوات حماية الشعب وتسليمهم المنطقة الشمالية ثم توضع اتفاقية أضنة على الطاولة مرة أخرى؟ إن أمريكا ترسم طريقة اعتراف تركيا بنظام الأسد من خلال إعادة اتفاقية أضنة إلى الأجندة مرة أخرى، لا شيء آخر... وبيان وزير الخارجية جاووش أوغلو يؤكد ذلك.

إن أمريكا تريد سوريا مع الأسد، ومن أجل سوريا مع الأسد يجب الاعتراف بها من الدول المجاورة. أما روسيا وإيران فقد أقرتا ذلك، وتبقى تركيا هي الدولة الوحيدة التي لم تقم بذلك بعد. ولهذا على تركيا وبكل صراحة الإعلان عن أن النظام السوري الوحشي هو حكومة شرعية، وذلك من خلال التحدث عن اتفاقية أضنة. ولولا ذلك فإن النظام السوري لن يمنع نشاطات وحدات حماية الشعب ضمن إطار اتفاقية أضنة، كما ولن يسلم مسلحيها إلى تركيا. حيث إن أمريكا بنفسها تدعم وحدات حماية الشعب هناك. فهل يمكن توقع شيء مثل هذا دون موافقة أمريكية؟ وذلك دون أن ننسى أن النظام السوري نظام مخلص وداعم لأمريكا، وأن تركيا تتبع سياسة ضمن إطار عمل السياسات الأمريكية عندما يتعلق الأمر بالقضية السورية.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

المصدر: https://bit.ly/2SeOjJJ