3132019girl

 

الخبر:

شهدت مناطق سيطرة النظام السوري وبشكل خاص العاصمة دمشق انتشاراً كبيراً لظاهرة إدمان شم مادة "الشعلة" اللاصقة بين الأطفال وطلاب المدارس، وسط غياب أي دور لنظام الأسد بوضع حد لها ومعالجة مدمنيها. وسأل مصور التسجيل الطفلة عن سبب شمها للشعلة والمنطقة التي تنحدر منها، لتجيبه بأنها من حي الشاغور الدمشقي، ووالدتها متوفاة ووالدها في المعتقل، وعقب كلامه معها ألقت بنفسها بنهر بردى، حيث قام عناصر من الشرطة وبعض المارة بإخراجها. (نداء سوريا)

التعليق:

كثيرة هي أوجاعنا وآلامنا، عندما نستيقظ كل صباح ونسمع أخباراً مؤلمة ونشاهد صورا مفجعة من انتهاك ونهب وظلم وقهر ودماء...

هذه ليست رواية من فيلم سينمائي وليست حلقة من مسلسل تركي، هذه الرواية رواية من واقع الحياة والألم لطفلة دفع بها الظلم إلى الشارع فشاء بها القدر أن تكون ضحية وشاهداً على معاناة أطفال الحروب.

فها هي أنظمتهم تمطر علينا هذا الكم الهائل من الأحداث وصار ما كان يحتاج شهراً للتعامل معه واستيعابه يكاد لا يمضي عليه نهار واحد فقط حتى نستيقظ غدا على غيره، فهذا ليس بغريب! منذ أن مرضت دولة الإسلام، من حينها إلى الآن ولم تجف جراحنا، ولم يتوقف دمعنا بل أصبحت تنهمر كالوديان لا أب يحمينا ولا إمام يداوينا. ولا خليفة يرعى شؤوننا.

طفلة والدتها متوفاة ووالدها في معتقلات حكام الجور، طفلة لا تعي ما هو الصواب من الخطأ، لم تُرَبَّ في أحضان ذويها لتعلم أن هذا الفعل حرام أم حلال، ما هو مفهوم اليأس عندها؟ وما هو مفهوم الفقر لديها؟

طفلة تعيش في جنبات الطريق لا أحد يرعاها، ولا أحد يعتني بها، وها هي مبعثرة في ساحات النظام الظالم الذي يسيطر على كرسيه بشتى الوسائل ليسير على مبدأ "الكل يموت إلا أنا"!

شهدت الحياة الغربية التي نعيشها وسيطرة الرأسمالية مظاهر من التشرد وشيوع الجرائم تحت وطأة تحول هذه المجتمعات في ظل انحلال أخلاقي وقيمي بعيد عن الدين حتى أصبح للأطفال وحوش ترعاهم، نعم هذه المأساة التي صنعت تلك الطفلة وغيرها الكثير فلا تلوموها...

إن غياب الإسلام عن الأمة وغياب شرع الله عن حياتنا لا يؤدي بنا إلا إلى الهلاك، فنحن جميعنا مثل هذه الطفلة ومصيرنا كما مصيرها إن لم نقف وبإصرار وقفة واحدة ونوحد أفكارنا ونرسم الهدف الذي خلقنا الله من أجله، فلا ولن نعيش بعزة وكرامة، فوالله وتالله لا كرامة ترد ولا عز يعاش إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وتحت خليفة يرعانا ويرعى قضايانا.

هذه الحادثة ليست رواية نقرأها للاستمتاع بها أو للحزن لأجلها، هي واقع، بل قضية تستهدف أمتنا وحضارتنا الإسلامية وإذا قمنا بالاستمرار في السكوت قد يدفع الثمن أبناؤنا يوماً ما! لأن هؤلاء الحكام الظلمة من أجل المحافظة على كرسيهم ومن أجل المال مستعدون لفعل أقذر ما يمكن بالمسلمين وأطفال المسلمين!

انهضي ابنتي لا تجعلي ظلمهم يودي بك إلى اليأس ولا تجعلي غناهم فقرا لك... قفي على قدميك ولك الله الذي يرعاك ريثما يأتي وعد الله فلا أضامك الله ولا أحزنك.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

 

المصدر: https://bit.ly/2YEFkB1