3102019russi

 

الخبر:

أسفرت الأعوام الأربعة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، عن آلاف الشهداء من المدنيين وملايين المشردين عن منازلهم. بدأ التدخل الروسي في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر 2015، تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة، ويعد هذا التدخل من أهم نقاط التحول في الثورة السورية، لصالح النظام.

التعليق:

لقد جاء التدخل العسكري لروسيا في سوريا قبل أربع سنوات في مرحلة كان نظام أسد بأشد الحاجة إلى من يقف معه ويمنع سقوطه، وبما أن الحكم في سوريا يُعد عميلا لأمريكا فقد سبق التدخل لقاءات بين بوتين وأوباما لتنسيق هذا التدخل والسماح به وذلك لتحقيق هدف أمريكا بالحفاظ على عميلها نظام أسد، وهذا ما صرّح به بوتين مرارا منذ التدخل عسكريا فكانت تصريحاته تدور حول أن سبب التدخل هو تهيئة الأجواء لتطبيق الحل السياسي.

والمتابع المدقق يجد أن التدخل الروسي سار بخطوات بالتنسيق مع أداة أمريكا الإقليمية في المنطقة تركيا، كانت هذه الخطوات تؤسس للحل السياسي الأمريكي، فبعد التدخل بقرابة السنة تم تسليم مدينة حلب بمؤامرة لم تعد تخفى على أحد، ثم تبعها إبعاد الخطر عن مركز النظام في دمشق، ثم الجنوب وبعدها ريف حمص، لتشكل بذلك واقعا جديدا في سوريا.

هذا الواقع الجديد يُسهل كثيرا عملية الحل السياسي بخلاف الواقع القديم الذي يمكن لكثير من القوى أن تتفلت عن المسار السياسي، فبعد تجميع الرافضين لحكم أسد في الشمال، أصبح من السهل التفاوض والمساومة، صحيح أن الشمال تحت نفوذ حكومتين أو جهتين إلا أنهما جهة واحدة إذ إن كلتيهما تتناغم مع تركيا وما تتفق عليه مع الروس في المؤتمرات المتتابعة الساعية لفرض الحل السياسي.

ورغم مرور أربع سنوات على التدخل الروسي إلا أن الحل السياسي ما زالت عقباته كثيرة، وما زال من الصعب فرضه على أهل سوريا، فروسيا وإن كانت قد استطاعت أن تعيد للنظام سيطرته على كثير من المناطق فإن هذا تم بتخاذل قادة الفصائل وخضوعهم ولم يكن بقوة روسيا أو دهائها، وحتى إن المناطق التي خضعت لسيطرة النظام ليس للنظام فيها القبضة المحكمة كما في غيرها من المناطق، لذلك حاولت روسيا كثيرا أن تُعلن انتصارها ثم انسحابها دون أن تحقق الهدف من تدخلها.

أيها المسلمون في الشام: لقد استخدمت أمريكا كل أساليبها لإنقاذ نظامها في سوريا سواء من الناحية السياسية أو الناحية العسكرية التي تحقق الأهداف السياسية، وما تزالون أنتم العقبة الأكبر في وجهها بوعيكم وثباتكم، فرغم كل الجراح والمصائب التي بُليتم بها فإياكم والركون لعدوكم، ولا تزال أمامكم الفرصة سانحة بأن تنفضّوا عن قادات خضعوا لأوامر الداعمين، وتلتحموا خلف قيادة واعية مخلصة تقودكم نحو إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام خلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

منير ناصر

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://bit.ly/2o2iLJd