press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

17102019salam

 

الخبر:

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد 2019/10/13م أن التهديدات الغربية بفرض عقوبات على بلاده وحظر تصدير الأسلحة إليها لن تدفعها لوقف عملية "نبع السلام" المستمرة ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

من ناحية أخرى، شدد أردوغان على أن بلاده ترفض التفاوض مع ما وصفها بـ"المنظمات الإرهابية"، كما ترفض الوساطة التي طرحها زعماء بعض البلدان في هذا الإطار. (الجزيرة نت)

التعليق:

منذ أن أعلن النظام التركي إطلاق عملية "نبع السلام" شرق نهر الفرات شمال سوريا يوم الأربعاء الماضي 2019/10/9م بمشاركة الفصائل العاملة في الريف الشمالي لمدينة حلب للقضاء على ما يصفه النظام التركي بـ"الممر الإرهابي" هناك، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم... منذ ذلك الحين لا تزال التصريحات الدولية المختلفة بل والمتناقضة والتي تحمل طابع التهديد تارة وطابع الوساطة تارة أخرى تنهال ليل نهار؛ لتخلط الأوراق وتضفي على المشهد المزيد من التعقيد، وحتى تتضح الصورة وتنكشف الحقيقة كان لا بد من الاستناد إلى مجموعة الوقائع والأحداث والتي من أهمها:

إن النظام التركي يسير منذ انطلاقة ثورة الشام وحتى يومنا هذا وفق السياسة الأمريكية بما يحقق له مصالحه الإقليمية ولا يوجد عنده أية اعتبارات أخرى.

لقد أخذت ما يسمى المنطقة الآمنة الكثير من الوقت؛ والكثير من البحث حتى تم إقرارها مؤخرا؛ وأخذ الضوء الأخضر من أمريكا بالبدء بإيجادها على الأرض، وهذا واضح من انسحاب القوات الأمريكية من بعض المناطق تمهيدا لدخول القوات التركية وقوات الفصائل التي تعمل تحت إمرتها.

لم يكن البدء بالسيطرة على مناطق شرق الفرات؛ التي كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ليتم لولا التنسيق العالي بين النظام التركي والولايات المتحدة من جهة؛ وبين النظام التركي وروسيا من جهة أخرى.

إن عملية "نبع السلام" تحقق مصالح جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة؛ فهي من جهة تحقق مصلحة للنظام التركي من خلال تأمين حدوده الجنوبية، وتحقق مصلحة لنظام طاغية الشام؛ حيث أجبرت "قسد" على الارتماء في أحضانه وتسليمه الكثير من المناطق بحجة عدم السيطرة عليها من النظام التركي وفصائله السورية؛ وهذا يمهد لنزع سلاح "قسد" مستقبلا والسيطرة المطلقة عليها، كما تسهّل عملية "نبع السلام" الحل السياسي الأمريكي الذي يعمل على إعادة جميع المناطق لسيطرة عميلها طاغية الشام، وهذه مصالح دولية ثابتة على حساب مصالح أهل الشام المؤقتة في حال اعتبرها البعض مصالح تحققها هذه العملية.

إن ما يحصل لقوات سوريا الديمقراطية حصل سابقا للفصائل العاملة في الجنوب السوري؛ وتحديدا في حوران عندما رفعت الولايات المتحدة الغطاء عنهم؛ وتركتهم وحيدين يواجهون آلة الموت الروسية، وهو ما سيحصل لباقي الفصائل عندما سيرفع النظام التركي الغطاء عنها بعد انتهاء صلاحيتها وتنفيذ ما يطلب منها على أكمل وجه.

يجب أن يدرك الجميع أن النظام التركي لن يحميهم من بطش طاغية الشام ولن يقف سدا في وجه عودتهم إلى حظيرته، بل على العكس تماما فهو لم يتوان عن العمل لتثبيته وحفظه من الانهيار، وهذا بات معلوما للجميع.

وبناء عليه وجب على الجميع التحرك سريعا لقلب الطاولة؛ واستعادة زمام المبادرة من جديد وإلا سيجدون أنفسهم بين أنياب وحوش على هيئة بشر ولات حين مندم!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد عبد الوهاب

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://bit.ly/2MMAdtD