خبر وتعليق حقائق بين يديد العشائر

 

 

الخبر:

عنب بلدي - أصدرت قبيلة "العكيدات" الثلاثاء 11 من آب، بياناً إلى "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية التوتر والفلتان الأمني الذي تشهده مدن وبلدات في ريف دير الزور الشرقي.

وذكر البيان أن سلسلة اغتيالات بدأت في المنطقة، منذ سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عليها، آخرها حادثة مقتل أحد وجهاء قبيلة "العكيدات" مطشر الهفل وقريبه، دون فتح "قسد" لأي تحقيق.

ويأتي البيان بعد اجتماع لقبيلة "العكيدات" كان قد دعا إليه الشيخ مصعب خليل الهفل لجميع ممثلي العشائر في القبيلة وقبائل وعشائر وادي الفرات، للاجتماع وتدارس أوضاع المنطقة، من عمليات اغتيال وفوضى أمنية وسوء خدمات.

التعليق:

بعد حادثة اغتيال أحد وجهاء قبيلة العكيدات توالت البيانات من العشائر والقبائل تندد بهذه الجريمة؛ وتدعو إلى وحدة الصف والكلمة لمحاسبة المتورطين، وهذا بلا شك فيه كل الخير إن كان مبنيا على أسس الإسلام؛ وكانت غايته ليست فقط نصرة المظلوم بل نصرة دين الله عز وجل حتى يظهره الله أو نهلك دونه.

وهنا لا بد لنا من وقفات نبين فيها حقائق ربما غابت عن أذهان البعض؛ نتيجة زحمة المؤامرات وكثرة الضغوطات، ومن أهمها:

إن الغرب الكافر وتحالفه الدولي لا يودون أن ينزل الخير على المسلمين عموما؛ ولا تهمهم دماءهم ولا أعراضهم، فهل يصح أن ننتظر منهم الخير؟ وهل يصح مطالبتهم بتسليم إدارة المناطق لأهلها وهو ما جاء إلا لاحتلالها ونهب خيراتها؟! قال تعالى: ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾.

إن الغرب الكافر وتحالفه الدولي في حرب دائمة ومفتوحة ضد الإسلام والمسلمين، فهل ننتظر منهم الرحمة والأمن والأمان؟! وهل يصح تحميله المسؤولية بوصفه يمثل القوى الفاعلة على الأرض؟ أم يجب أن نخاطبه مخاطبة العدو المحارب فعلا؟ قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾.

إن الغرب الكافر وتحالفه الدولي يعمل جاهدا لإبعاد المسلمين عن دينهم وأحكامه وإخضاعهم لملته وقوانينها؛ وهذا ما يرضيه ويغضب رب العالمين، فهل ننتظر منهم تطبيق شرع الله وتحقيق العدل؟! وهل يصح أن نطالبهم بالدفع باتجاه الحل السياسي الأمريكي الذي يعمل على فرض ملة الكفر على المسلمين عن طريق فصل الإسلام عن الحياة وهذا جوهر الحل السياسي؟! قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.

إن الغرب الكافر وتحالفه الدولي هو من دعم طاغية الشام وسكت عن إجرامه ومجازره؛ وتشريده لأهل الشام وزج بأبنائهم في السجون، وحافظ على نظامه ومده بكل أسباب البقاء، وهو الذي دعم قسد وجميع المنظومة الفصائلية بمختلف توجهاتها بالمال السياسي القذر؛ ليحكم قبضته عليهم ويستخدمهم لتحقيق مصالحه، وهو الذي مارس الاغتيالات بالطائرات المسيرة وغيرها من الأدوات، وهو الذي باع أهل الشام الكلام المعسول ليمنعهم من الحراك ريثما يتمكن منهم، قال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾.
إن ما تتمنونه لن يحققه إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها رسول الله ﷺ، فهي التي ستنتصر للمظلوم وتقتص من الظالم، وهي التي ستقيم العدل وترعى شؤون رعيتها بما يرضي الله عز وجل، هذا هو الحق، ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾؛ فاعملوا جاهدين للتخلص من هيمنة الغرب الكافر وتحالفه الدولي وكونوا كقبائل الأوس والخزرج التي نصرت الإسلام وأقامت دولته على أرضها، ولا تكونوا كقبيلة بني عامر التي اشترطت على رسول الله ﷺ كي تنصره.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://bit.ly/2CBhr7y