التصريحات الأمريكية توضيح الموضح

 

الخبر:
اعتبر الممثل الخاص الأمريكي المعني بشؤون سوريا، جيمس جيفري، أن السلطات السورية بقيادة الرئيس، بشار الأسد، لن تتمكن من تحقيق أي مكاسب جديدة على الأرض بطرق عسكرية. (وكالات)

التعليق:
لم يكن دور أمريكا في سوريا بريئاً منذ لحظات الثورة الأولى، فمنطقة نفوذها هذه لا مجال لأن تسمح لأحد أن يشغل حيزا فيها سواها، لذلك عمدت للتخطيط المتواصل لأجل هذا الأمر، فلم تعدم وسيلة إلا واستخدمتها؛ من استجلاب مرتزقة حزب إيران والمليشيات الطائفية، وحتى دفع روسيا للقدوم إلى بلاد الشام.

لقد أقرت أمريكا شكل النهاية في سوريا منذ عام 2012 وذلك في مؤتمر جنيف من خلال استصدار قرار أممي يحدد شكل النهاية، قاطعة الطريق على الحالمين بموطئ قدم في أرض الشام، فكان حلها السياسي القائم على فكرة سيادة الدولة السورية على كافة أراضيها هو أساس حلها ومنه ستنطلق في أعمالها لتحقيق هدفها الرئيس وهو القضاء على ثورة الشام وإعادة إنتاج وتعويم نظام العمالة والإجرام من جديد.

وحتى يتم تنفيذ ذلك اعتمدت أساليب مختلفة كان أبرزها الحسم العسكري في كثير من المناطق عبر قرارات مناطق خفض التصعيد التي تم الاتفاق عليها من الدول المتآمرة "أعداء ثورة الشام وأصدقائها"، حيث تم تقسيم المناطق المحررة ليتم قضمها منطقة منطقة، فكانت النتيجة خسارة مناطق شاسعة من المحرر وانحسار الثورة إلى مناطق إدلب ومناطق الشمال، مع محاولة ترويض الناس للقبول بالاستسلام والقضاء على جذوة الثورة في نفوسهم عبر ما يعرف بالحل السياسي الأمريكي.

واليوم تأتي تصريحات جيفري ضمن السياق السابق المرسوم ولا تخرج عنه، فالمقرر هو الحسم السياسي كما صرح لا الإنهاء العسكري، وليس معنى ذلك أن الأعمال العسكرية قد توقفت فهذه الوسيلة قابلة للتحريك بأي لحظة كانت حتى يتم الوصول لما ذَكر من حسم سياسي.

ولكن الأمر الذي يجب التوقف عنده هو أن سياسة أمريكا ومخططاتها الإجرامية ضد ثورة الشام كانت واضحة منذ البداية، وكانت خطة حسمها للملف واضحةً وهي إنهاء الثورة والعودة لحضن النظام المجرم.

وما حصل وأورد ثورتنا المهالك هو أن من استلم قيادة الثورة أو صُنع لاستلامها على المستويين السياسي والعسكري قد وثقوا بهذه الدول وخُدعوا بما رأوه من سراب تصريحاتها ووعودها، فتاهوا عن ثوابت ثورتهم وانحرفوا عن أهدافها وأسلموا قرارهم لأعدائها وضيعوا أو تاجروا بكل التضحيات والدماء الطاهرة، سائرين خلف أمريكا وأدواتها سير المضبوع الواهم!

إن تصريحات أمريكا وممثليها لم تختلف منذ أن انطلقت الثورة، ولكن ما اختلف هو حالات الثورة التي جعلت الكثيرين يقرأون هذه التصريحات بحسب ظروفهم وواقعهم فقط.

ما يهمنا هو أن هذه التصريحات لا تصب إلا في سياق الحل السياسي الأمريكي المقرر في جنيف صاحب البند الأممي ذي الرقم 2254 والذي يجب أن نقف في وجهه ونعمل على إفشاله ما استطعنا إلى ذلك سبيلا؛ حفاظاً على ما قدمناه وبذلناه من تضحيات وحتى لا نندم فيما بعد على ما فرطنا في ثورتنا، ونتحسر أننا كنا نمتلك الفرصة ولكننا أضعناها لأننا سلمنا قيادتنا لمن ليس أهلا لها ووثقنا بوعود أعدائنا وأسلمنا قرارنا ورهنا إرادتنا لأعدائنا ولمن ينسج لنا المؤامرات ويكيد لنا ليل نهار، وعندها لات ساعة مندم.

فالنظام العلماني لن يرحم من فكّر بالخروج عنه أو بالتخلص من سيادته وسلطانه ولن يسمح لنا بتحقيق أدنى أهدافنا وتطلعاتنا الثورية، فهم كما أخبرنا ربنا جل وعلا: ﴿إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدَّلّي أبو المنذر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://bit.ly/3bbfv2l