press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1672021ahmad

 

 

الخبر:

عُثر في منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب، شمال غربي سوريا، على جثث 35 شخصاً أعدموا قبل فترة قصيرة من عملية "غصن الزيتون" التي نفذها الجيش التركي عام 2018.

وأظهرت التحقيقات الأولية أن الجثث مجهولة الهوية أعدمت قبل فترة قصيرة من عملية غصن الزيتون التي أطلقتها القوات المسلحة التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، في كانون الثاني/يناير 2018، لتطهير المنطقة من عناصر "ي ب ك/بي كا كا" "الإرهابية". (وكالة الأناضول)

التعليق:

على مدى سنوات ثورة الشام العشر؛ توالى اكتشاف المقابر الجماعية التي ضمت جثثا لمدنيين وعسكريين في مختلف المناطق قضوا على أيدي جماعات مختلفة؛ تخاصمت لتحقيق مصالحها الشخصية تحت ذرائع مختلفة، وغالبية من تمت تصفيتهم تحت ذريعة الإرهاب، حتى بات الإرهاب صفة المخالف، استُحل بها دمه وماله وفي كثير من الأحيان عرضه، وكانت باكورة المجازر الجماعية والمقابر التي فتحت لها من نصيب طاغية الشام، الذي لم ينس أن يصف مخالفيه على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم بالجماعات الإرهابية، ثم ما لبثت هذه الصفة أن انتشرت بين الجميع، فأصبح كل فريق يصف الآخر بالإرهاب، حتى تحول الصراع من صراع بين طاغية الشام وأهل الشام الثائرين؛ إلى صراع بين المنظومة الفصائلية بعضها ضد بعض، فبدأ الاقتتال الفصائلي؛ وبدأ مسلسل تصفية الخصوم وما نتج عنه من مجازر ومقابر جماعية.

إن المتتبع لما يحدث من مجازر جماعية؛ يجد أن ثمة قاسماً مشتركاً بين جميع المتخاصمين دفعهم للوقوع في فخ التصنيف ثم الاقتتال ثم التصفية.

وهذا القاسم المشترك يتمثل بارتباطهم بما تسمى الدول الداعمة، فلا تكاد تخلو جماعة من الجماعات من قيامها بتصفيات جماعية لخصومها تحت ذرائع مختلفة، وإن ما حصل وما يحصل من اقتتال وما نتج عنه من مجازر جماعية؛ كان بتوجيه مباشر أو غير مباشر من هذه الدول التي غذت هذا الصراع وحولته بعد أن كان صراعاً ضد طاغية الشام لإسقاطه؛ حولته إلى صراع المنظومة الفصائلية ضد بعضها بعضاً لتحقيق مصالحها الشخصية، حتى أصبح إسقاط النظام عند هذه المنظومة الفصائلية من الماضي، رغم كل الجرائم التي ارتكبها بحق أهل الشام؛ ورغم كل الجرائم التي ارتكبها بحق المنظومة الفصائلية نفسها.

لقد لعبت ما تسمى بالدول الداعمة دورا قذرا في حرف مسار الثورة، فتولت كل واحدة منها دعم مجموعات معينة؛ وأخذت تستغلها لتحقيق سياساتها، وضربت بعضها ببعض بعد أن تحولت هذه المجموعات إلى أدوات رخيصة بيد داعميها يأكل بعضها بعضا ويضرب بعضها رقاب بعض.

لا شك أن المنظومة الفصائلية عملت وبتوجيه من أسيادها على احتكار الثورة، ونصبت نفسها الوصي عليها عبر حكومات الأمر الواقع، فأوقفت الجبهات ضد طاغية الشام؛ وفتحتها ضد خصومها من العسكريين فقامت بتصفيتهم، وضد من يعترض على سياساتها من المدنيين فقامت بقمعهم والزج بهم في السجون، ولا زالت تمارس دورها في الظلم والتسلط والضغط على الناس في محاولة منها لترويضهم وكسر إرادتهم، ولكنها نسيت أو تناست أن رسول الله ﷺ قال: «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ»، فالشام وأهلها في حفظ الرحمن ورعايته، وسيأتي يوم تتحول فيه أرض الشام إلى عقر دار الإسلام، بعد أن يكرمنا الله عز وجل بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد عبد الوهاب

 

المصدر: https://bit.ly/3rlQSYY