243658217 661924701395264 6131142343628974936 n

 

الخبر:

ذكر بوتين في محادثاته مع أردوغان في مدينة سوتشي الروسية، أنهما كانا على تواصل مستمر منذ آخر لقاء بينهما عقد في آذار 2020، مضيفا: "يسرنا أن نشير إلى أن علاقاتنا تتطور على نحو إيجابي، والمؤسسات المختصة تعمل دائما مع بعضها البعض في جميع الاتجاهات"، بحسب روسيا اليوم.

وتطرق الرئيس الروسي في كلمته خاصة إلى التعاون بين موسكو وأنقرة في ملفات دولية ملحة، قائلا: "نتعاون بشكل ناجح إلى حد كبير على الصعيد الدولي، وأقصد بذلك سوريا واتصالاتنا الرامية إلى تنسيق المواقف بشأن ليبيا، كما يعمل بشكل نشط المركز الروسي-التركي الخاص بالرقابة على وقف إطلاق النار عند الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، ويمثل هذا التعاون ضمانا ملموسا للاستقرار وتنسيق مواقف الطرفين بشأن الخطوات الجديدة الرامية إلى تحقيق المصالحة".

بالمقابل قال أردوغان، إن العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بين أنقرة وموسكو تشهد تطورا كبيرا، وفقا لوكالة الأناضول. واعتبر الرئيس التركي، أن "السلام في سوريا مرتبط بشكل مباشر بالعلاقات الروسية التركية ودور بلدينا كبير في هذه المنطقة". (بلدي نيوز)

التعليق:

صحيح أن مخرجات الاجتماع الأخير بين أردوغان وبوتين لم يظهر أنها تحمل جديدا في الملف السوري أو فيما يخص العلاقات الروسية التركية، إلا أنه بالتأكيد فإن كل لقاء أو اجتماع يحمل جديدا ويرسم خطة جديدة أو خطوات في خطة قديمة تم إقرارها.

وفيما يخص الثورة في الشام فإن الدور التركي هو دور متمم للدور الروسي أو نستطيع أن نقول إن الدور التركي يضبط إيقاع الدور الروسي، حيث كان التدخل الروسي يهدف لمنع إسقاط النظام بإيعاز وتنسيق كامل مع أمريكا الراعي الأساسي لنظام أسد المجرم، وروسيا تريد أن تنهي هذا الملف بأسرع ما يمكن، لكنّ أمريكا رسمت طريق الحل في سوريا في جنيف عن طريق الحل السياسي الأمريكي الذي أقرته في جنيف.

ويأتي هنا الدور التركي لضبط الثوار وتحويلهم لطرف يفاوض النظام لتحقيق بعض المكتسبات بدل إسقاط النظام، ومن جهة أخرى يمنع روسيا من إنهاء الملف عسكرياً وتوجيه تحرك روسيا ضمن خط الحل السياسي الأمريكي، فكانت اجتماعات سوتشي وأستانة ضمن هذا الخط.

وعندما يجتمع الرؤساء مجدداً فإن الجديد هو بحث الخطوات التي ساروا بها سابقا ووضع خطوات جديدة تسهل عملية الحل السياسي الأمريكي، فقد كان تسيير الدوريات الروسية التركية سابقا باباً لتقبُّل وجود الروس واستثنائهم من كونهم عدواً للثوار، ومن ثم خطوات فتح معابر بين مناطق النظام والمناطق المحررة بهدف الإقرار بوجود النظام ومن ثم قبول التفاوض معه، وكذلك خطوة اللجنة الدستورية التي تمهد لحوار حقيقي بين الثوار والنظام.

كل هذه الخطوات لم تكتمل بعد، وتأتي هذه الاجتماعات لتبني أساليب جديدة يحاولون من خلالها فرض الحل السياسي الأمريكي، وتطبيق خطواته ومقدماته على أهل الثورة الرافضين لكل حل أو خطوة تقربهم من نظام الإجرام أو تحسن صورته في أذهانهم.

إن أهل الثورة يعلمون يقيناً أن مصافحة المجرمين ومدح العلاقة معهم لا تأتي بنصر، وأنه يجب تغيير هذا النظام المجرم تغييرا جذريا بدستوره وكافة أركانه وجذوره.

وإن الحل السياسي الأمريكي الذي تسعى أمريكا وأعوانها وأدواتها من خلاله للقضاء على ثورة الشام وإعادة الشرعية الدولية لنظام الإجرام وتثبيته سيتحطم بإذن الله أمام ثبات الصادقين من أهل الشام ووعيهم، وذلك عندما يستعيدون قرارهم ويصححون مسارهم ويرفضون الخضوع لكل هذا التآمر ويسعون جادّين لشقّ طريق تحررهم وتحقيق أهدافهم وثوابتهم بأيديهم، ويتوكلون على ربهم الذي وعد المؤمنين الثابتين بالنصر والتمكين وإن الله لا يخلف الميعاد.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

منير ناصر

 

 

المصدر: https://bit.ly/2YfzmLa