press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

267560258 704641370456930 4927651917195680109 n

 

 

الخبر:

كتب د. فيصل القاسم في القدس العربي في 2021/12/10م مقالا بعنوان: "لماذا الغزو الروسي لسوريا حلال ولأوكرانيا حرام؟"

قارن فيه بين موقف أمريكا من غزو روسيا لسوريا وبين محاولاتها وتلويحها بغزو أوكرانيا، وتوصل - أخيرا - إلى حقيقة الدولة الروسية.

التعليق:

يقول د. فيصل إن "الضجة الحالية حول التهديدات الروسية لأوكرانيا أظهرت أن روسيا في واقع الأمر مجرد قوة إقليمية كما وصفها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما..." وقال إن "الموقف الأمريكي والغربي من روسيا عموماً يؤكد لنا بأن واشنطن هي من تحدد لموسكو ما هو حلال وما هو حرام في السياسة الدولية...".

وعن غزو سوريا ينقل عن وزير الدفاع الأمريكي الأسبق أندرو أكسوم قوله حرفيا في محاضرة أمام الكونغرس الأمريكي "إن واشنطن في أواخر عام ألفين وخمسة عشر خشيت على مصالحها ومصالح (إسرائيل) في المنطقة، وكانت حريصة على بقاء النظام السوري كضامن للمصالح الأمريكية و(الإسرائيلية)، لهذا بادرت إلى إقناع الروس والتنسيق معهم لحماية النظام السوري من السقوط". ليؤكد أنه لم تكن لروسيا إمكانية لدخول الأراضي السورية وإقامة قاعدة عسكرية كبيرة بدون الضوء الأخضر الأمريكي بل المباركة.

وهو وإن كان يعزو ذلك كله إلى ضمان أمن كيان يهود وحماية مصالح أمريكا.

وحماية مصالح أمريكا اقتضت حرف ثورة الشام عن مسارها إلى أن تصل لمرحلة القضاء عليها، فاستخدمت أدوات منها روسيا ومنها أدوات إقليمية كإيران وحزبها اللبناني من جهة ودول الخليج من جهة أخرى، كل ذلك لحفظ مصلحة أمريكا التي تقتضي إبقاء بشار الأسد عميلها حتى تجد بديلا له... وهذا ما كان.

ويخلص فيصل القاسم إلى القول "لقد جاء الحدث الأوكراني ليؤكد أن روسيا متخصصة في تنفيذ المهمات القذرة التي لا تريد أمريكا أن تتسخ بها، بحيث تبدو أمريكا والغرب أمام العالم كمدافع عن الحريات وداعم للديمقراطيات، أما الدب الروسي فيبقى دباً بالمعنى الحرفي للكلمة بلا أخلاق ولا قيم ولا استراتيجية. بعبارة أخرى، ما زالت روسيا بنظر الغرب مجرد ولد أزعر أخرق يمكن استعماله عند اللزوم بشرط ألا يتجاوز حدوده..."، وهذا وصف دقيق لحقيقة روسيا ومكانتها الدولية وهو ما عبر عنه حزب التحرير في الكثير من الإصدارات حول الثورة السورية وغيرها من الأحداث العالمية نقتطف منها ما ورد في جواب سؤال أصدره أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة في 2013/6/29 "وأمريكا تُظهر أنها غير قادرة على الحل بسبب روسيا، فتراها تذهب إلى روسيا تتفاوض معها على اعتبار أن روسيا مع بشار وأن أمريكا مع الثوار، وتُظهر أن روسيا وأمريكا مختلفتان على الحل، وذهاب وإياب... ومهلة وراء مهلة... ليزيد بشار بالقتل والتدمير بأسلحة روسية، وكل ذلك حتى تفرغ أمريكا من إنضاج عميل بديل يخلفه سواء أكان ذلك بزيادة القتل ليخضع الناس فيقبلوا صنائعها، أم كان بتدخلها العسكري في نهاية المطاف بواجهة قرار من مجلس الأمن بحجة ضبط أمن الحكم الجديد...

وهكذا فإن المدقق في المواقف الروسية والأمريكية لا يجدهما في اتجاه معاكس، بل إن أعمال روسيا هي لخدمة أهداف أمريكا بتمهيد الطريق لأن يخلف عميل أمريكي جديد العميل الأمريكي الحالي القديم".

وفي جواب سؤال بعنوان "الدور الدولي في الأزمة السورية" بتاريخ 2016/10/20م جاء فيه "تمخضت فكرة الشراكة الدولية التي فعّلتها إدارة أوباما عن تكليف روسيا بوظيفة دولية في سوريا، وهذه هي الحقيقة في واشنطن، وكان ينطق بها بعض السياسيين الروس عندما يتحدثون عن التعالي الأمريكي في بحث مسألة سوريا مع الروس، وكانت أمريكا وراء تكليف روسيا بمهمة القتل والتدمير في سوريا... وكذلك وراء إبعاد الدول الأوروبية خاصة بريطانيا وفرنسا عن التدخل في حل الأزمة السورية. وفي الأثناء كانت روسيا واثقة بأن هذه الوظيفة الدولية ستحول روسيا تلقائياً إلى دولة فاعلة على المسرح الدولي، لكنها كانت تتفاجأ كلما رفضت أمريكا إشراكها في قضايا أخرى، فحتى الأزمة الأوكرانية شديدة الحساسية لروسيا فإن أمريكا ترى بأن تعاونها مع روسيا في سوريا لا يؤدي إلى الاعتراف بالمصالح الروسية في أوكرانيا، فسوريا مسألة وأوكرانيا مسألة أخرى...".

من الجميل أن يدرك الإنسان الحقائق ويوضحها للناس، ولا يعيب المرء أن يتراجع عن خطئه ويصوب رأيه، وفي المقابل من المعيب أن يتجاهل الإنسان الحقائق التي يجليها غيره أمامه ويسبقه إليها، ومن المعيب ألا ينسب الفضل لأهله.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. حسام الدين مصطفى

 

المصدر: https://bit.ly/3EQ0RLU