271916654 723396795248054 5956951081436704009 n

 

الخبر:

أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس؛ أن الولايات المتحدة لا تشجع إقامة علاقات دبلوماسية مع نظام بشار الأسد، وقال برايس في تصريح لقناة "الحرة" إن "هذا ليس الوقت لإعادة تأهيل نظام الأسد، وأن هذا نظام لا يمكن تأهيله نظرا لما قام به بحق شعبه"، وعن سبب عدم تدخل الإدارة لمنع دول عربية، من القيام بالتطبيع مع نظام الأسد، قال برايس "إن الدول حرة في اختيار مسارها الدبلوماسي. (الحرة)

التعليق:

إن مسألة إعادة تأهيل طاغية الشام ليست وليدة اليوم، وإنما بدأت منذ أن أنهى حكام المسلمين دورهم المرسوم لهم، فأمريكا دعمت عميلها طاغية الشام منذ اللحظة الأولى للثورة، ومدته بكل أسباب الحياة، وأطلقت له العنان، وأعطته الضوء الأخضر ليمارس جميع أنواع الإجرام من قتل وتدمير وتشريد، وارتكاب المجازر الجماعية، واستخدام كافة أنواع الأسلحة؛ بما فيها الأسلحة الكيماوية، ولم تكن مسألة مقاطعة الدول العربية وغيرها لنظام أسد سوى مشهد من مسرحية هزلية، الغاية منها تضليل الرأي العام، وتسهيل الدور القذر الذي لعبته في احتواء قيادات الفصائل وصناعة شهود زور على تصفية ثورة الشام.

وها هو طاغية الشام بعد أن استعاد سيطرته على معظم الأراضي السورية؛ يجد نفسه على مشارف العودة إلى حظيرة الدول العربية، والاندماج في المجتمع الدولي، بعد تطبيق الحل السياسي الأمريكي الخبيث، فلا أحد من حكام المسلمين أو أسيادهم يسعى لإسقاطه، وإنما يطالبونه بتغيير سلوكه في أحسن الأحوال.

فخلال السنوات الماضية، أطلقت دول عربية وأوروبية رحلتها باتجاه دمشق، ففي عام 2018م، أعادت دولة الإمارات فتح سفارتها في دمشق، ولحقتها البحرين والأردن، وقامت عمّان بإعادة سفيرها إلى دمشق، وأجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اتصالاً هاتفياً مع طاغية الشام، ودعا وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وقال إن بلاده تتطلع إلى إجماع عربي بهذا الشأن، وكان وزير خارجية مصر سامح شكري، قد اجتمع بنظيره السوري فيصل مقداد، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعلى الرغم من وجود قرارات من الاتحاد الأوروبي تدين النظام السوري، إلا أن دولا مثل بلغاريا وهنغاريا واليونان وقبرص قد أعادت فتح سفاراتها في دمشق، وإن أبقت تمثيلها على مستوى القائم بالأعمال.

من الواضح أن الموقف الأمريكي الرسمي الرافض لإعادة التأهيل لم يترجم إلى معارضة علنية أو فعلية لمحاولات التطبيع العربية مع نظام أسد، وأن رغبة أمريكا في إعادة تأهيل عميلها طاغية الشام مرهون بتغيير سلوكه وإجراء إصلاحات دستورية، وهذا ما دعا إليه قادة ديمقراطيون وجمهوريون بايدن لرفض دمج نظام الأسد في المجتمع الدولي من دون إصلاحات حسب صحيفة الشرق الأوسط.

يجب أن يعلم الجميع أن مسألة تطبيع حكام المسلمين مع طاغية الشام لا تخضع للإرادة الذاتية، فجميعهم عملاء للغرب الكافر، ويسيرون وفق مصالحه، وينفذون سياساته، وأن سياسة أمريكا تقوم على الحفاظ على الأنظمة العميلة، ولو اضطرت في بعض الأحيان إلى تغيير عملائها كما حدث في مصر على سبيل المثال، وهي تسعى في سوريا إلى الإبقاء على عميلها طاغية الشام وإعادة تأهيله ولو على المدى المنظور، وذلك لعدم وجود البديل، مع إدراكها لصعوبة استمراره في سدة الحكم، لاستحالة قبول أهل الشام به، نظرا لحجم الجرائم التي ارتكبها، وبناء عليه وجب على أهل الشام العمل الجاد على إسقاط النظام بكافة أشكاله ورموزه؛ إن أرادوا الخلاص والتحرر من سيطرة الغرب الكافر واستعماره للبلاد الإسلامية، ومن ثم إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ التي بشر بعودتها رسول الله ﷺ، فهي السبيل الوحيد للعيش حياة كريمة في ظل شريعة الله عز وجل وأحكامه. قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد عبد الوهاب

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://bit.ly/3qz8OAB