press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

112023

خبر وتعليق:
لقد كشفت ثورة الشام أستاركم ووجب على الثائرين اقتلاعكم

الخبر:
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده مستعدة لنقل السيطرة بمناطق وجودها في سوريا إلى سلطة الحكومة السورية.

التعليق:
يبدو أن الخطوات العملية لتسليم أردوغان الثورة والثائرين لنظام أسد قد بدأت بالفعل، فبعد بداية سلسلة مؤتمرات أستانة في عام 2017 وذلك عندما سلم بعض المنحطين سياسياً قيادة الثورة للضامن التركي نتيجة عدم فهمهم أن هذا العمل لن يجر على الثورة إلا ويلات كثيرة وكبيرة، منذ تلك الفترة أخذ النظام في تركيا قيادة الثورة السياسية وبدأ بالفعل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، حيث كانت باكورة تلك الأعمال تسليم مدينة حلب لتتلوها المناطق منطقة تلو الأخرى، والتي سماها المؤتمر مناطق خفض التصعيد والتي كانت فيها أربع مناطق، حيث ضمنت أن تتوقف عن إطلاق النار نحو النظام وبدأت بالفعل مراقبة هذا الأمر عندما دخلت نقاط المراقبة التركية برعاية وحماية فصائلية، منذ تلك اللحظة بدأ النظام التركي يكشف عن موقفه الحقيقي تجاه الثورة وأهلها، فمنذ أشهر وتصريحاته لم تتوقف للحظة؛ بدايتها كانت بالدعوة للمصالحة مع نظام أسد ثم دعوات للجلوس معه، وصولاً لفكرة ترتيب لقاءات على مستويات مختلفة كانت باكورتها لقاء كل من وزير الدفاع ورئيس المخابرات التركي الذي حصل في روسيا مع ممثلين عسكريين وأمنيين من نظام أسد، واليوم يأتي التصريح الواضح والصريح والذي كان النظام التركي يعدّ للقيام به منذ أخذه للشرعية من المنحطين سياسياً الذين شاركوا في مؤتمر أستانة. إن النظام في تركيا مستعد لنقل السيطرة في مناطق وجوده إلى سلطة الحكومة السورية؛ ما جعل الشارع يغلي ويثور وينتفض في حركة مشابهة لما قام به رداً على تصريحات الدعوة لمصالحة أسد مع فارق بسيط أن كثيراً من الدعوات كانت في المظاهرات من مندسين بالدعوة لتطبيق اتفاق جنيف 2254؛ دعوات خبيثة تهدف لحرف بوصلة الناس ودس للسم في الدسم وسعي لإجهاض حركة الشارع وإعادته لنقطة البدء.

إن الشارع الثوري يُثبت حيويته عند كل حدث وكل موقف ولكن هل يكفي ذلك؟ إن الدول تعول على حركة الشارع، فهي تراهن على لحظية هذه الحركة التي سرعان ما تنطفئ وتخمد، وبالتالي تتجهز هذه الدول لترتيب الخطوة التي بعدها. لذلك يُعتبر الدفع لأن تستمر هذه الحركة أولى خطوات إجهاض ما تسعى الدول إلى تمريره كل حين، وعلى أهل الثورة أن يُدركوا ذلك تماماً.

لذلك من الضروري من أجل إفشال مساعي الدول أن تكون حركة الشارع مستمرة وتصاعدية بل وواعية، كما يجب عليها أن تكون حذرة لتمنع دس السم في صفوفها كما حصل في بعض المظاهرات عندما اعتلتها أبواق للفصائل ولتركيا داعية لتنفيذ مُقررات جنيف 2254.

ومن الضروري أيضاً تنظيم الصفوف بشكل أكبر ليستمر الحراك وبالتالي تكون المرحلة بداية إعادة الثورة سيرتها الأولى، لتنتقل بعد ذلك وفي خطوات متسارعة بمراحل متقدمة تحديد المشكلة والعوائق التي تعترض الطريق وأين مكمنها، ثم يأتي بعد ذلك تحديد آلية الخلاص وتحديد نقطة البداية وخطوات السير والهدف المرجو الوصول إليه.

إن الثورة اليوم أمام مفترق طرق؛ فإما أن تنجح الدول في رهانها على حركة الشارع، وإما أن يقلب الشارع الطاولة على رؤوسهم بتنظيم الصفوف ورسم الثوابت وتبني المشروع السياسي، فإنه وبعد سنوات طويلة من الثورة تبين يقيناً أنها تفتقد للقيادة السياسية ذات التفكير الراقي، التي تعي كيف يمكن الوصول للهدف وكيف يمكن المحافظة على التضحيات وبخاصة بعدما شاهدنا السقطات والمتاهات التي وقعت الثورة فيها من خلال مصلحيين أو عملاء، فبحث الثورة عن القيادة السياسية المنجية والالتفاف حولها ووضع دفة القيادة بين يديها للوصول إلى الهدف وتحقيق الغاية هو الضرورة الملحة وإلا ستستمر التصريحات والخطوات العملية لتسليم الثورة إلى قاتلها وسيبقى التخبط والعاطفية وفورة الدم سيد الموقف، والنتيجة في المستقبل لن نرى سوى العذاب والسجن والتنكيل! ولا يُنبئكم مثلُ خبير.

===
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدَّلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://tinyurl.com/25btw4mm