press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

dial080216

حوار خاص لجريدة التحرير مع الأستاذ أحمد عبدالوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا

الأخ الكريم، تحية طيبة وشكرا على قبولك إجراء حوار مع جريدة التحرير.

س1: الصورة التي تروجها بعض وسائل الإعلام عن سوريا هي أن هناك حربا أهلية وأنه لم تعد ثورة الشام ثورة أمة بل إن أهل الشام يريدون أن يعود الحال كما هو سابقا، فهل هذا صحيح؟ وبالمناسبة لعلك تطلعنا على الوضع في بلاد الشام.
ج1: لا شك أن وسائل الإعلام لعبت وتلعب دورًا كبيرًا في ثورة الشام المباركة، ونحن نتكلم هنا عن وسائل الإعلام المرتبطة بالدول العالمية منها والإقليمية، فنجد أن توجهات وسائل الإعلام تنسجم مع المشروع الغربي وتروج له فتظهر كل ما هو متعلق بسياسة الغرب وتسلط الضوء عليه وتتكتم عن كثير من الأعمال التي تخالف هذه السياسة والتي تعبر عن تطلعات أهل الشام وغايتهم الحقيقية في إسقاط نظام طاغية الشام وإقامة حكم الله على أنقاضه، فلا يوجد إعلام مستقل كما يدعون وإنما الإعلام مسيس ومنحاز إلى جهة معينة، فيحاول الإعلام تصوير ثورة الشام بأنها حرب أهلية ليساوي بين الضحية والجلاد، وأنها أزمة وليست ثورة؛ وذلك لفرض حلول الغرب التي لا تنسجم مع توجهات الثورة وتطلعات أهلها، فبعد خمس سنوات على هذه الثورة المباركة، وبعد هذا الكم الهائل من المؤامرات عليها بات الجميع يدرك كذب الغرب الكافر ونفاقه، ونستطيع أن نقول وبكل ثقة أن هذه الثورة المباركة رغم كل المعاناة فقد وجد فيها حالة عامة من الوعي لم يكن ليحصل خلال فترة وجيزة حتى بات تحكيم شرع الله رأيا عاما عند أهلها ومطلبا على كل لسان مما عرضها لتآمر العالم عليها.

س2: هل صحيح أيضا أن القصف الذي تقوم به روسيا ودول أخرى هو للقضاء على وجود تنظيم الدولة في سوريا؟
ج2: منذ انطلاقة ثورة الشام المباركة حاول نظام طاغية الشام دفع الثورة والحراك السلمي ليتخذ منحى آخر ويتحول إلى حراك مسلح؛ وذلك عن طريق العديد من الأعمال التي قام بها وألصقها بالمتظاهرين، وعمل منذ البداية لوصم الثورة بالإرهاب في محاولة منه لإيهام الرأي العام أنه يحارب مسلحين إرهابيين، واستمر هذا الأمر إلى أن أعلن تنظيم الدولة خلافته المزعومة، ومع استمرار فشل المحاولات الأمريكية في احتواء ثورة الشام المباركة عمل الغرب على تحويل الأنظار عن معاناة أهل الشام جراء إجرام النظام إلى محاربة الإرهاب الذي كان يروج له نظام طاغية الشام، ولعب الإعلام دورا كبيرا في ذلك حتى استطاع الغرب تشكيل تحالف ضد ما يسمونه الإرهاب، وكان لتنظيم الدولة النصيب الأكبر من هذه الدعاية حتى بات كل من يريد التدخل في شؤون ثورة الشام يتخذ من محاربة الإرهاب ذريعة لذلك، وليس آخرها ما قامت روسيا به من قصف استهدف جميع الفصائل، وذلك لإضعافها من جهة ولدعم نظام أسد من جهة أخرى؛ فالقصف الروسي لم يركز على تنظيم الدولة فقط وإنما كان تركيزه على المناطق التي يحاول نظام بشار استعادتها بغض النظر أكانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة أم لغيره من الفصائل، فادعاء روسيا ودول أخرى بأنها جاءت للقضاء على الإرهاب أو على تنظيم الدولة الإسلامية ما هو إلا ذريعة لاستهداف كل من يخالف المشروع الغربي، فتقاسمت روسيا وأمريكا الأدوار. حيث إن روسيا تستطيع من خلال موقفها المعلن منذ البداية والمتمثل بالوقوف مع طاغية الشام أن تستهدف الجميع، وهذا ما فعلته حيث وضعت الجميع في سلة واحدة وأخذت تشن غاراتها عليهم. فالقصف ليس للقضاء على تنظيم الدولة وإنما هو للقضاء على ثورة الشام المباركة وإجهاضها.

س3: على مستوى السياسة الدولية نشهد مؤتمرات كبرى ومفاوضات ولقاءات لدول كبرى على رأسهم أمريكا وروسيا بحثاً عن حلول لسوريا وآخرها مؤتمر جنيف؟ فما هو موقفكم من هذه التحركات؟
ج3: لا شك أن مؤتمر جنيف3 جاء كنتيجة لاجتماع فيينا وما خرج به من مقررات، والتي وضعت كخارطة طريق للعمل على إنهاء ثورة الشام، فبعد اجتماع فيينا وتوزيع المهام على الدول الإقليمية وخاصة السعودية والأردن قامت السعودية بعقد مؤتمر في الرياض خرج بتشكيل هيئة تفاوضية ومن ثم وفد تفاوضي للجلوس مع النظام على طاولة واحدة ينتهي بتقاسم السلطة ضمن حكومة وحدة وطنية وتحت سقف دولة علمانية ديمقراطية تعددية وبرعاية أممية لتأخذ هذه المفاوضات شرعية دولية، كما قام النظام الأردني بوضع قائمة تضم أسماء الفصائل المقترحة لاعتمادها كفصائل إرهابية ومن ثم ضربها للقضاء عليها، حيث تم اقتراح حوالي مائة وستين فصيلا تم وضعهم على هذه اللائحة، ثم تم توجيه الدعوات للوفود للمشاركة في المفاوضات ضمن مؤتمر جنيف3، وقد كان موقفنا واضحا منذ البداية؛ سواء رفْضُنا لمؤتمر الرياض وما نتج عنه من مقررات، أو رفضنا لمبدأ التفاوض مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ ومنتهك الأعراض، فأصدرنا بيانا حذرنا فيه من مؤتمر الرياض، كما أصدر الحزب بيانا آخر بعنوان "شران مستطيران في قَرَن، هدن في الداخل السوري ومفاوضات في الخارج السعودي"، بين فيه خطورة هذا المؤتمر وخطورة الهدن التي كان النظام يسعى لعقدها في مجموعة من المناطق، كما قمنا بإطلاق حملة تحت عنوان "بحبل الله لا بحبائل الغرب" رفضا لكل ما يصدر عن الغرب من مؤامرات تحت مسمى مؤتمرات باعتبار الغرب الكافر عدواً للإسلام والمسلمين.

س4: بخصوص هذه الحملة: "بحبل الله لا بحبائل الغرب" التي أطلقها حزب التحرير في ولاية سوريا، ما هي فحوى هذه الحملة وما هي أبرز أهدافها.
ج4: الهدف من إطلاق حملة "بحبل الله لا بحبائل الغرب" هو التركيز على أمرين اثنين، الأول: هو الاعتصام بحبل الله وحده باعتباره هو السبيل الوحيد للنصر الحقيقي وهو السبيل الوحيد للخلاص، والأمر الثاني: هو كشف مكائد الغرب الكافر وفضحها والتحذير من الوقوع بحبائلها، حيث إن الغرب الكافر يعمل على محاور عدة، وينصب مجموعة كبيرة من الشباك عن طريق اتباعه لمجموعة كبيرة من الأساليب، واستخدامه لمجموعة كبيرة من الأدوات، فكانت من أساليبه وحبائله؛ أن ربط قسما من قيادات الفصائل بالمال السياسي القذر عن طريق أدواته من الحكام العملاء؛ الذين لبسوا لبوس الداعمين لثورة الشام، كما أنه عمل على محاولة كسر إرادة أهل الشام؛ من خلال تكثيف القصف على المدنيين؛ وما نتج عنه من مجازر مروعة؛ مستعينا بحليفته روسيا بعد فشل إيران وحزبها في لبنان بلعب هذا الدور القذر، كما طرح حله السياسي وآلية تنفيذه التي تمثلت في مؤتمر الرياض ومؤتمر جنيف3 مؤخرا، فكانت هذه مجموعة من الحبائل التي دعتنا لإطلاق حملتنا للتحذير منها ومن نتائجها التي تعيد إنتاج النظام مرة أخرى وتنتهي باستبدال عميل بعميل.

س5: ما هو سبيل الخلاص حسب رأيك من تآمر الغرب على بلاد الشام؟
ج5: لا يوجد سوى سبيل واحد للخلاص من تآمر الغرب الكافر على ثورة الشام المباركة وهو أن يعتصم أهل القوة من الفصائل ليس لمجرد الاعتصام، بل لا بد من التوحد والاعتصام بحبل الله على مشروع سياسي واضح، يستند إلى عقيدتهم عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ ومستنبط من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، الذي يبين شكل الدولة وأجهزتها وأنظمتها، وأن يقطع الذين ارتبطوا بعملاء الغرب الكافر كل الحبائل معهم؛ ليستطيعوا السيطرة على قراراتهم؛ فيكونوا بذلك قد شكلوا جسما واحدا مع حاضنتهم الشعبية؛ واستمدوا السند منها بدل أن يكون سندهم خارجياً مرتبطاً بالدول العميلة، ومن ثم يتوجهوا نحو رأس الأفعى في دمشق لقطعه وتخليص المسلمين من شروره، وأن لا ينتظروا دعما لن يأتي؛ وحلا لن ينهي معاناة أهل الشام وعذاباتهم، ومن ثم يعلنوها خلافة راشدة على منهاج النبوة.

س6: قمتم بأعمال عامة مكثفة الأيام الفارطة من كلمات ووقفات ومسيرات، فما هو صدى وتأثير هذه الأعمال في الناس، هل تلاقي هذه الأفكار قبولا منهم أم أنهم يعتبرونكم ممن يغرد خارج السرب؟
ج6: ما تتميز به أعمال الحزب ونظرته بشكل عام هي أنها تستند إلى العقيدة الإسلامية، والحزب ينظر إلى الأحداث من هذه الزاوية أي زاوية الإسلام؛ وهذا ما يكسبه ويكسب مواقفه صفة المبدئية والثبات؛ فلا تجد تلونا ولا تجد اضطرابا ولا تجد تغييرا أو تنازلا؛ وهذا ما أكسب الحزب وشبابه مصداقية كبيرة عند كثير من الناس؛ وجعل أعماله تأخذ صدى كبيرا وقبولا عند جماهير الأمة، مما أدى إلى انتشار الحزب في معظم المناطق في أرض الشام وفي معظم العالم عموما، فأفكار الحزب هي أفكار إسلامية صرفة؛ والحزب يخاطب مسلمين ويدعوهم إلى أن تكون السيادة لشرع الله وحده عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فلا شك أن تلقى هذه الافكار القبول عند المسلمين؛ وإن كان الإعلام يحاول أن يصور لهم أنها أحلام أو مستحيلة التطبيق؛ وما ذلك إلا محاولة منه لصرفهم عنها وإدراكه لخطورتها.

س7: في الختام هل عندك رسالة تريد أن توجهها إلى أهل تونس.
ج7: رسالتي لإخواننا وأهلنا في تونس: إن الغرب الكافر يدرك جيدا وأكثر من أي وقت مضى أن عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم باتت قاب قوسين أو أدنى، وأوشكت شمسها أن تشرق من جديد، وعظم المؤامرة على أهل الشام هو من عظم هدفها، وهذا بات واضحا لكل ذي عينين. وإن أمة الإسلام جعلها الله خير أمة أخرجت للناس على أن تتحمل مسؤولياتها بحمل الإسلام للعالم، وهذا لا يكون إلا من خلال دولة تحكم بشرع الله. ومكان ولادة هذه الدولة لا يعلمه إلا الله. فتونس بلد عقبة والفاتحين قد من الله عليها بثورة على ظالميها، وقد حاول الغرب الكافر الالتفاف عليها ونجح بعض النجاح، فلا تسمحوا له بتثبيت نفوذه واخلعوا عنكم رداء الذل والتبعية الذي ألبسكم إياه الغرب الكافر من خلال خلع نظامه العلماني العفن الذي سرق ثروات أمتنا ومقدراتها، وجعلها تعيش في ضنك وشقاء، فكونوا السباقين لنيل شرف إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ليسجل الله اسمكم من السابقين، وليكتب التاريخ اسمكم بماء من ذهب.

29 ربيع الثاني 1437هـ
0816م

المصدر: جريدة التحرير