press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat030916

ومضات: في الرابع والعشرين من آب، التاريخ لم يعد نفسه

خمسمائة عام مرت بعد معركة مرج دابق في 24 آب 1516 م، حين انتصر العثمانيون على المماليك وضموا بلاد الشام إلى السلطنة العثمانية، لم يكن تحرك العثمانيين حينها نابعاً من دوافع و مصالح وطنية، بل حماية للمسلمين ومقدساتهم، فبعد سقوط الأندلس هاجمت إسبانيا والبرتغال سواحل المغرب الإسلامي واحتلوا العديد من مدنها، ووصل البرتغاليون إلى خليج عدن والبحر الأحمر واحتلوا بعض القلاع، حيث كان بنيتهم غزو الحجاز ونبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقايضة جسده الطاهر بمدينة القدس، في هذه الأثناء تحالفت الدولة الصفوية مع الصليبيين ضد العثمانيين، ولم تحرك السلطنة المملوكية ساكناً في الدفاع عن الحجاز الذي كان تحت حكمها، بل كانت في فترة تخبط وانحلال (ولم تكن كبداية أيامها في عهد أبطال الإسلام قطز وبيبرس)، بل تحالفت هي أيضاً مع الصفويين، فما كان من السلطان ياووز سليم إلا أن تحرك بجيشه إلى شمالي حلب حيث وقعت المعركة، وبعدها بسنة تم ضم مصر، وبويع السلطان ياووز سليم خليفة للمسلمين بعد تنازل الخليفة العباسي المتوكل الثالث، وبايعت الحجاز طواعية وسلمت مفاتيح الحرمين للخليفة الذي أرسل جيوشه براً وبحراً وهزم الصليبيين في البحر الأحمر وعدن جنوباً، وسواحل الجزائر غرباً، وبايعته باقي الأمصار تباعاً، ليلقب بعدها بخادم الحرمين الشريفين.
وفي هذه الأيام اختارت الحكومة التركية ذات التاريخ 24 آب 2016 م للبدء بعملية عسكرية شمالي حلب بالاشتراك مع فصائل سورية لمنع الأحزاب القومية الكردية المدعومة أمريكيا من إكمال سيطرتها على الشمال السوري وإنشاء منطقة حكم ذاتي شبه مستقلة، هذه العملية قد تبدو في ظاهرها في صالح الثوار في منعها للوحدات القومية الكردية وهي خصم محارب للفصائل الثائرة من إحكام سيطرتها على شمال سوريا ، لكن هذا التدخل لم يكن إلا بعد عقد التحالف الروسي التركي الإيراني تحت إشراف الولايات المتحدة، والقاضي بالتعاون المشترك لفرض حل سياسي على الثورة السورية، وكان نصيب تركيا هو حماية الأمن القومي الخاص بها مقابل الضغط على الثوار في سورية للرضوخ للحل السياسي الأمريكي القاضي بالحفاظ على مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية دون تغيير، بل وترميم ما تلف منها خلال المرحلة الإنتقالية التي ستدار تحت الأعين الأمريكية وعبر أذرعها من العملاء، وهنا تظهر المفارقة الكبرى بين 24 آب قبل 500 سنة، و24 آب الحالي في الأهداف والدوافع.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا