wamadat280916

ومضات: هل أمريكا عاجزة أمام روسيا كما تدعي؟


من الطبيعي في عالم يسوده المبدأ الرأسمالي، أن يكون الكذب والتضليل هو السياسة المثلى أمام الرأي العام الدولي، ولن نجد أفضل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن لسماع الكذب المنمق الصادر عن الدول العظمى و صنائعها، فقد تعود الشعب السوري المكلوم على سماع كذب بشار الجعفري وهو يدعي أن الإرهابيين قد دمروا سورية، وهو ذات الكذب الذي نسمعه يومياً من كيري ولافروف، حيث يظهران للعالم وكأن أمريكا عاجزة عن وقف القصف الروسي البربري على حلب وباقي سورية، لأن أمريكا تخاف من روسيا صاحبة القوة والقادرة على توجيه المسار السياسي والعسكري، وليس أمام الشعب السوري إلا الرضوخ للتفاوض تحت شروطهم، وإن كانت السياسة فن الكذب وفق المفاهيم الرأسمالية، فإن فضحها بالحقائق سهل وميسور، فبمقارنة سريعة بين الناتج المحلي الإجمالي للدولتين وفقاً لاحصائات البنك الدولي لعام 2015 م، نجد أن أمريكا تتصدر المرتبة الأولى عالمياً بـ 17946 مليار دولار، أي ما يقارب 18 ترليون دولار، في حين أن روسيا الإتحادية تحتل المركز 13 عالمياً بناتج محلي إجمالي تقريبي 1.3 ترليون دولار، وبالانتقال إلى الإنفاق السنوي على الجيش لكلا الدولتين، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت 597.5 مليار دولار عام 2015 م، و ذلك وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، في حين أنفقت روسيا ما يقارب 66 مليار دولار فقط، علماً أن روسيا تعاني من أزمة مالية خانقة نتيجة لانخفاض سعر النفط دولياً، و تقوم باستنزاف احتياطيها من النقد الأجنبي، والذي انخفض إلى 30 مليار دولار هذا العام مع توقعات بانفاق ما تبقى من المبلغ خلال العام المقبل، هذه الحقائق وغيرها تثبت زيف ادعاءات أمريكا بعجزها أمام روسيا في المسألة السورية، بل الحقائق توضح حاجة روسيا إلى الولايات المتحدة لا العكس، وأن روسيا تدخلت في سورية بطلب من أمريكا وبثمن مدفوع، تم ويتم عبر صفقات سلاح وبناء مفاعلات نووية لعملاء أمريكا في الشرق الأوسط، و تزيدنا يقيناً بأن من يقصفنا اليوم هم الروس بأوامر أمريكية.


المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا