wamadat231116

ومضات: تأملات في الحديث الشريف:


عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي:
" يا غلام، أو يا بني، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ فقلت: بلى، قال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه، فاعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا ".
أخرجه الترمذي والبيهقي بإسناد حسن والحديث بلفظ البيهقي.
في هذه الأوقات العصيبة حيث تصب حمم الكفر والإجرام على حلب وأهلها المحاصرين، وقد خذلها القريب قبل البعيد، وتساقطت آمال أهلها في تدخل دولي أو حتى إقليمي، يتوجب على أهل الشام الوقوف أمام هذا الحديث الشريف والذي فيه الحل لمأزقنا، فالمصطفى صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، بل هو وحي من عند خالق السماوات والأرض، وهو أمر لنا يجب أن نطبقه حتى ننال رضوانه عز وجل، فلكي يحفظنا الله عز وجل علينا أن نحفظ شرعه وأوامره، والتي تتمثل بامتثال أوامره في الرخاء والشدة، وأن يكون التوحيد خالصاً له بالعبادة والإستعانة والرجاء، فلو اجتمعت كل المخلوقات بإنسهم وجنّهم على أن ينصروا ثورتنا لن يستطيعوا إلا بأمر الله، ولو اجتمع كل المخلوقات بإنسهم وجنّهم على أن يقضوا على هذه الثورة لن يستطيعوا إلا بأمر الله، فكل شيء بقضاء الله عز وجل وقدره، وقد قدر العليم الحكيم على أهل الشام أن يكونوا في طليعة الأمة لمواجهة قوى الإجرام العالمي، وهذا شرف عظيم وابتلاء كبير في الوقت ذاته، فإما أن نعمل بأوامر الله عز وجل وهو أن نعتصم بحبل الله وحده لا بغيره، و نسقط نظام الإجرام ونقيم بدله نظاماً يرضيه جل جلاله، لتكون الشام المدينة المنورة الثانية و ينطلق منها نور الإسلام ليعم العالم مرة أخرى، أو أن نتبع شياطين الإنس والجن، فنرضى بالمال القذر القادم من أعداء الله، ونضع أنفسنا وسلاحنا في يد مخابرات أمريكا وعملائها في المنطقة، فنجمد الجبهات ونوقف القتال ونتوقف عن نصرة إخواننا، ثم نرضى بالحلول السياسية، ليتحول بعض القادة إلى أمراء حرب، يبيعون آخرتهم بمتاع قليل في الدنيا.
ولنعلم أن ما قدره الله عز وجل ماض، لذلك فلنحمد الله على نعمة الإسلام ونشكره أن منّ علينا فجعل من بيننا شهداء يشفعون لنا ووضعنا في كربٍ شديدٍ يحط من خطايانا ويرفع من درجاتنا، ومالنا إلا أن نكون من عباده العاملين في سبيله فينصرنا الله عز وجل بعد صبر وجهد، نعم فالانعتاق من المال السياسي ليس بالسهل لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا، فالنصر بيد الله عز وجل وحده رفعت الأقلام وجفت الصحف.


للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب الرشيد الحراكي