press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat120217

ومضات: التدرج خلاف الكتاب والسنة .. الأحوال الشخصية (الجزء الثالث)


ذكرنا سابقا أمثلة من العبادات عن بطلان فكرة التدرج واليوم نطبق في الأحوال الشخصية منهج المتدرجين بالآسلام لبيان زيفهم وكذبهم وبهتانهم على شرع الله ونقول:
ونأخذ مثالا وهو الطلاق حيث يمكننا أن نقول للناس وفق منهج التدرج : أيها الزوج يمكنك أن تطلق زوجتك كما تشاء من عدد : عشر مرات أو مئة أو ألف , لأن الطلاق كان في أول عهد النبوة مفتوحا غير محدد بعدد حتى قال رجل لزوجته أطلقك حتى إذا أرادت عدتك أن تنتهي أعدتك وهكذا مرارا فنزل قوله تعالى يحدد الطلاق بثلاث طلقات (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 229، 230] أليس ترك الباب مفتوحا للأزواج في عدد مرات الطلاق فيه يسر على الناس خاصة وأن المرأة المطلقة لا تجد من يؤويها وتخاف من نظرة المجتمع لها فإذا فتحنا هذا الباب وخالفنا كلام الله كان يسرا على المرأة والرجل كما قد يتصور من لا عقل له ؛ أليس هذا هو التدرج بأم عينه؟

ونأخذ مثالا ثالثا عدة المتوفى عنها زوجها حيث كانت سنة بنص الكتاب وبقوله تعالى (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة: 240] ثم صارت أربعة أشهر وعشرا بنص الكتاب وبقوله تعالى (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة: 234] فلماذا لا يقول دعاة التدرج بهذا ؟ أم لأنه انتقال من الأصعب إلى الأسهل؟ وليس كما يريدون هم انتقال من الأسهل إلى الأصعب.

ونأخذ مثالا آخر ألا وهو أنه في بداية التشريع كان الرجل يتزوج ما شاء من النساء دون عدد محدد ثم قيده الشرع بأربع نسوة فقط ؛ وفي هذا العصر ولكثرة مآسي المسلمات ولانتشار ظاهرة العنوسة بين الفتيات فلماذا لانطبق فكرة التدرج وننادي بفتح باب الزواج بأكثر من أربع نسوة ؟ ثم وبعد فترة محددة حين ينضج المجتمع وتنحل عقده نعود إلى الزواج من أربع فقط. 
طبعا هذا المثال الأخير بالذات يستنكرع دعاة التدرج ؛ فهم أصلا مهزومون من الداخل ويشعرون بالخجل أمام الغرب لأن الإسلام أباح تعدد الزوجات فيقومون بتأويله وأن الأصل عدم التعدد وانه لايجوز التعدد إلا لظروف قاهرة
هذا هو التطبيق العملي للتدرج.


وأما في المعاملات... يتبع

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب

لقراءة الجزء الأول: https://goo.gl/ydLbkJ
لقراءة الجزء الثاني: https://goo.gl/g5Zqat