press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat170217

ومضات: من شروط الفقيه العلم بالسياسة

من المؤسف أنه صارت عقيدة فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة عقيدة عامة المسلمين.
ومصداق ذلك أنك صرت ترى كثيرا من المخلصين من أبناء الإسلام؛ كاتبا أو خطيبا أو عالما أو شيخا إذا تكلم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أو عن أحد الخلفاء الاربعة أو عن أي قائد من قادة المسلمين في التاريخ الإسلامي فإنه يقول لك: كان قائدا سياسيا ناجحا؛ وتراه يسهب القول والاستطراد عن مهاراته السياسية وبراعته في السياسة؛ ويتكلم الساعات الطوال ويعقد المحاضرة تلو المحاضرة والخطبة إثر الخطبة عن العبقرية السياسية التي تميز بها أحد قادتنا السابقين؛ وعن البعد السياسي لدى القائد الفلاني والنظرة السياسية الثاقبة لدى القائد العلاني؛ ثم تجد هذا الخطيب نفسه أو الشيخ أو الكاتب أو العالم بين أحد ثلاثة:
1- إما جاهل بالسياسة وبالفقه السياسي وبالسياسة الدولية وبالفكر السياسي.
2- وإما يقول لك إن العمل السياسي حرام وإن الدين شيء والسياسة شيء آخر.
3- وإما أن يقول لك ليس لدي أي خط سياسي وليس عندي أي توجه سياسي.
وكأن التوجه السياسي والتفكير السياسي عار ومسبة على المسلمين؛ لكنه فضيلة للكافرين والعلمانيين دعاة فصل الدين عن الحياة؛ 
بل صار السعي لاستلام الحكم وتطبيق شرع الله سبة وعارا؛ حتى إنك ترى أحدهم يتكلم عن الحركات الإسلامية بالنقد اللاذع لأنها تسعى إلى السلطة لكنه لا يتكلم عن العلمانيين بسوء وكأن العلمانيين يسعون بين الصفا والمروة ولا يسعون لاستلام الحكم.
والعجب كل العجب ممن تصدى للفتوى وتصدر لدروس العلم ثم تجده لم يسمع نشرة أخبار واحدة في حياته؛ ولم يقرأ كتابا عن السياسة بل لم يقرأ جريدة سياسية واحدة؛ ولا حتى مقالا سياسيا واحدا ؛ وحين تتكلم معه في السياسة يقول لك تعال نهتم بشؤون ديننا ؛ كأن الكلام عن أحوال المسلمين ليس من شؤون ديننا.
وما أجمل قول الغزالي رحمه الله تعالى في اعتباره العلم بالسياسة شرط من شروط الفقيه بينما المسلمون اليوم نسوا هذا الشرط؛ قال أبو حامد الغزالي: فالفقيه هو العالم بقانون السياسة وطريق التوسط بين الخلق إذا تنازعوا بحكم الشهوات فكان الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طرق سياسة الخلق وضبطهم لينتظم باستقامتهم أمورهم... (إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (1/ 36))

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب