wamadat030417

ومضات: الطريقة الشرعية في التغيير(الجزء الثاني)


ومن أجل أن يتم تغيير المجتمع تغييرا جذريا كاملا على أساس صحيح لا يستطيع الأفراد وحدهم بوصفهم أفرادا الاضطلاع بأعباء التغيير وحدهم ، وإنما يتطلب ذلك عملا جماعيا وتكتلا سياسيا مبدئيا صلبا يقوم على عقيدة مبنية على العقل متوافقة مع الفطرة ألا وهي عقيدة الإسلام وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في التغيير ابتداءا من حمل الدعوة في مكة سرا" حيث أنه قام في بناء الفرد عن طريق تثقيفه ثقافة اسلامية وتكتيله في جماعة متماسكة ومن ثم أرسلهم يحملون هذه الدعوة في المجتمع الفاسد الذي يعيشون فيه لينشروا الفكر ويقلبوا الموازين لصالح المبدأ الجديد ، ولم يكتف بدعوةعموم الناس فقط وإنما توجه بالخصوص أيضا في دعوته إلى أهل القوة يطلب منهم الإيمان ثم النصرة، وكانت القوة متركزة بيد زعماء من القبائل آنذاك ، إلى أن نصره أهل المدينة وأقام الدولة الإسلامية فطبق الأحكام الشرعية وحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد .

فإذا لنجاح هذا التكتل يجب أن يعتمد أولا المسار الشرعي الذي ساره رسول الله صلى الله عليه وسلم بكامل خطواته ، من بداية الدعوة في مكة حين صارع برسالته الفكر السائد والمفاهيم الفاسدة في المجتمع والسلوكيات المنبثقة عن هذه المفاهيم والإشباع الخاطئ للحاجات والغرائز العضوية من خلال هذه المفاهيم .

إن الصراع اليوم هو مع الأنظمة القائمة حاليا التي تطبق العلمانية ، وتوالي الكفار وتنفذ خططهم في محاربة هذا الدين ، فلابد من التصدي لهم وكشف حقيقة دورهم عملا نحو التغيير الحقيقي الذي يتوج بإقامة حكم الإسلام في دولة الخلافة الراشدة.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
ياسمين الشام

لقراءة الجزء الأول: https://goo.gl/0sD5WS