press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat040417

ومضات: الحزب: إشكالية الفهم أم المصطلح (الجزء الثالث والأخير)

 

شبهات والجواب عليها حول تحريم لفظة حزب

الشبهة الأولى: لقائل قد يقول ان التاريخ الإسلامي لم يعرف ما يسمى بالأحزاب بالمصطلح المعاصر.والجواب أكتفي للرد عليه بكلام ابن تيمية الذي مضى على وفاته أكثر من سبعمئة عام حيث قال في كتاب مجموع الفتاوى (11/ 92): وأما رأس الحزب فإنه رأس الطائفة التي تتحزب أي تصير حزبا فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.الشبهة الثانية: إن مدلول كلمة حزب الوارد في القرآن والسنة وأقوال الصحابة والعلماء غير المدلول المعاصر.فالجواب إن هذه الشبهة أسوأ من التي قبلها فإذا سلمنا جدلا أن مدلول كلمة حزب سابقا غير مدلولها المعاصر فلماذا يستدلون بآية: (كل حزب بما لديهم فرحون) على تحريم اطلاق لفظة حزب على جماعة من المسلمين فإذا كان المدلول مختلفا فلماذا يستدلون بهذه الآية إذن.الشبهة الثالثة: قد يقول القائل إن من حرم اطلاق لفظة حزب هو مجتهد وبالتالي يجوز تقليده.والجواب أنه من المعلوم لدى صغار طلبة العلم فكيف بكبارهم انه لا اجتهاد فيما ورد فيه النص فكيف بنصوص قطعية الدلالة واضحة المعنى بينة الخطاب تبين بما لا لبس فيه ان لفظة حزب يجوز اطلاقها (كما سبق بيانه في الجزء الأول من هذه المقالات)
فهل نترك كلام الله القطعي وسنة نبيه البينة وآثار الصحابة لقول الرجال؟؟
على أن الذين حرموا لفظة حزب لم يكن منطلقهم الشرع بل أحد أمرين:
إما الواقع وذلك أنهم رأوا الكتل العلمانية تطلق على نفسها اسم حزب فكرهوا هذه اللفظة ثم قالوا بتحريم هذه اللفظة وهذا يشبه إلى حد كبير ولكن مع الفارق قول من حرم تقليد المذاهب الفقهية حين رأى التعصب المذهبي منتشرا بين عموم المسلمين فهم لم ينطلقوا من الشرع وإنما من الواقع وهذا وحده كاف للقول إن رأيهم ليس صحيحا ولا يعتبر رأيهم رأيا شرعيا أصلا لعدم وجود دليل عليه بل ولا حتى شبهة دليل
والثاني: أوامر الحكام ؛ فالأنظمة تدرك يقينا أن الأحزاب هي وحدها التي تشكل خطرا عليها لذلك أوحت إلى أوليائها بإطلاق فتاوى تحريم الأحزاب، وتحريم لفظة حزب (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا).على أننا لاحظنا مثلا في مصر أن الذين كانوا بالأمس يحرمون تشكيل أحزاب بحجة مخالفتها الشريعة رأيناهم أنفسهم ينشئون حزبا خاصا بهم؛ ورأينا في ثورة بلاد الشام من كان يحرم لفظة حزب رأيناه بكل أسف يدعم الأحزاب العلمانية؛ بل رأيناهم ينتسبون إلى كتل هدفها هدم الإسلام كالائتلاف الوطني ويجلسون وينسقون ويخططون مع الأحزاب العلمانية وربما نرى منهم غدا من يؤسسون حزبا خاصا ويشاركون في الحل السياسي الأمريكي ويدخلون الحكومة الانتقالية التي تريدها أمريكا.


للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب

لقراءة الجزء الأول: https://goo.gl/83cC7B
لقراءة الجزء الثاني: https://goo.gl/Dgrf8G