wamadat3108171

ومضات: (أتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

 

عندما يأتينا خطاب فيه تهديد ووعيد، فيه تحذير من مخالفة أوامر دولة كبرى أو تعطيل مصالحها فإنّ البعض يلتزم بهذه الأوامر على الفور ويخشى هذه التهديدات خوفاً من عقوبة دنيوية أصعبها الموت. فكيف إذا كان الخطاب من ملك الملوك ومن القويّ المنتقم الجبّار؟، كيف إذا كان الخطاب من ربّ السماوات والأرض؟
وإنني لأعجب من بعض من يقرأ القرآن لا يبلغ تراقيه، لماذا يخاف من أمريكا وأتباعها وأشياعها ولا يخاف من الله؟، لماذا يخاف من طائرات التحالف ولا يخاف من طيور المنتقم الجبار؟، لماذا يخاف من السجن المظلم ولا يخاف من ظلمة القبر؟، لماذا يحسب حساب النزوح والتهجير ولا يحسب حساب يوم يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه؟

قال الله جلّ جلاله: (أتَخْشَوْنَهُمْ؟) (فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

هذه مجموعة من النواهي التي بلّغنا إياها ملكوت السماوات والأرض وحذرنا من مخالفتها، وبيّن لنا مخاطر اتباعها، فقد قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)، وقال أيضاً: (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)، وقال: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، وقال: (وَلَا تَفَرَّقُوا)، وقال: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)، وقال أيضاً: (وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)، وقال أيضاً: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ)، وقال سبحانه: (لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)، وقال: (لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ).

فعندما يكون الخوف من الله كما طلب منّا، عندها لم نكن لنرضى أن نعيش ساعة واحدة وشرع الله مُغيّب عن واقع الحياة، ولما بقينا ساعة واحدة نرضخ لهذا الذل والهوان, ولو أننا التزمنا أوامر الله واجتنبنا نواهيه لكفانا الله وآوانا، وأكرمنا بالأمان والتمكين في الأرض.

يُهددونا بحاملات الطائرات والنووي وبالتحالف الصليبي، فيحاول البعض أن يصوِّر أمريكا وعملائها وأشياعها بأنهم أصبحوا أرباباً من دون الله، فيرى النصر بيدهم والأمن بجوارهم والزرق لا يأتي إلا منهم!!

فيامن تخافون من أمريكا وقوتها المادية وذهبتم تطلبون منها النصر والعزة، أما قرأتم قوله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا). وقوله: (أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ ۚ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ۚ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
فهذا كلام ربي هدى لمن ابتغى العزّة في الدنيا والآخرة.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبداللطيف الحريري