press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

wamadat230917

 

ومضات: في ذكرى الهجرة

الهجرة لم تكن انتقالاً بالدعوة من مكان إلى مكان آخر أكثر خصوبة وإثمار كما يحلو للبعض أن يقول، بل إن يوم الهجرة هو يوم من أيام الفصل في التاريخ الإسلامي، فهو يفصل بين مرحلتين في الدعوة:
مرحلة الضعف والخوف، ومرحلة القوة والتمكين المتمثل في الدولة الإسلامية.
قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

إن هذا اليوم قد أدرك قيمتَه ودلالاته ومعانيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجعل تاريخ المسلمين يسطّر ابتداءً من ذلك العام، قال رضي الله عنه: (الهجرة فرّقت بين الحق والباطل فأرّخوا بها).

إن يوم الهجرة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يعادله اليوم يومُ الاستخلاف والتمكين القادم لا محالة بإذن الله، فما زال وعد الله قائماً لعباده المؤمنين: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًاً).

إذ إن يوم الاستخلاف القادم بإذن الله سيفرّق به بين الحق والباطل ويفصل بين مرحلتين:
مرحلة يعيش فيها المسلمون مستضعفين يتخطفهم الناس كما هي حالهم اليوم، ومرحلة يجتمع فيها المسلمون على بيعة إمام للمسلمين يحكمهم بما أنزل الله ويعيد للإسلام سيرته الأولى وعزته ومجده الضائع.


إن دول الغرب، ومعها حكام الدول التي تحكم بلاد المسلمين بغير ما أنزل الله، يعرفون خطورة مثل هذا اليوم عليهم فجندوا ويجندون ضده كل إمكاناتهم، ويحشدون له مختلف أسلحتهم الفكرية والمادية والإعلامية والسياسية والعسكرية... ويحاربون كل من يسعى لمثل هذا اليوم من حملة الدعوة.


إن المسلمين بحاجة اليوم للانتقال من هذا الواقع السيئ، من دار الكفر المفروضة عليهم إلى دار الإسلام باستئناف الحياة الإسلامية ومبايعة خليفة يحكمهم بما أنزل الله، وإقامة الحياة الإسلامية، وجعل كلمة الله هي العليا.


نسأل الله عز وجل أن يكون هذا العام هو آخر عهدنا بالحكم الجبري، وأن يكون العام القادم هو أول عهدنا بدولة الخلافة على منهاج النبوة، وعندها سيعيش المسلمون في واقع هذا ايوم، لا في ذكراه...

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عمار منير