press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat201017

ومضات: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معين للمصلح ومقوم للمخطئين

 

يُدرك جميع المسلمين وُجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لما له من بالغ الأثر في ردّ الظلم وتصويب الخطأ وإقامة الشرع، وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده ما يلي:
قَامَ أَبُو بَكْرٍ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الْآيَةَ: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) "سورة المائدة آية 105"، وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغِّيِروه، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ).

فكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر وقّافين على الحق، رغم أنّ من حكَمَهم بعد خير البشر صلى الله عليه وسلم هم الخلفاء الراشدين الهاديين المهديين، وقد قال الصديق رضي الله عنه في خطبة البيعة: (إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوّموني). ومثال ذلك قصة خطبة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أمر تحديد المهور، وكيف وقفت له امرأة فأمرته بالمعروف ونهته عن المنكر فاستجاب لها، على الرغم من أنّه اجتهد لتحقيق ما يراه مصلحة للمسلمين وهو أميرهم، إلا أنّ وقوف المرأة متسلحة بالدليل الشرعي جعله يتراجع ويعترف بالخطأ، وغيرها الكثير من الآثار التي تُظهر وقوف الصحابة رضوان الله عليهم سرّاً وعلناً لمنع أيّ خطأ قد يرتكبه الخليفة صغر أم كبر، وليس ذلك عن سوء ظن أو كراهية، بل لأنّهم يعلمون أنه بشر يُخطئ ويصيب، وأنّ الأمر ليس شخصي بل هو مسألة تهم المسلمين عامة، رغم ما يشهدون من صلاح الخلفاء الراشدين وهم المُبشرون بالجنة، ووزراء رسول الله وأهل بيته.

فإذا قارنّا ما سبق بحالنا في هذا الزمان المُنحط فكرياً، نجدُ عِظم كميّة التعصّب الأعمى المُنتشرة بين المسلمين، فكلّ من يؤيد حاكماً ما أو تياراً فكرياً أو فصيلاً مسلحاً (كما هو الحال في سوريا وفلسطين)، يراه على حق، وصاحب المنهج السليم، نجده يجتهد في مدحه ومهاجمة كل من يُعارضه، ويصفُ كلّ خطوة يخطوها بالحكمة ونصرة الإسلام، فإذا انتقل هذا الحاكم أو التيار أو الفصيل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وخالف مبادئه وتصريحاته السابقة، والتقى بألدّ أعدائه، نجدُ مُؤيديهم يُبرّرون ذلك ويصفونه بالحنكة السياسية والدراية بخفايا الأمور، فالإسلام والحق عندهم هو ما يفعله هذا الحاكم أو ذاك الفصيل، ولا يكلف المؤيد نفسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كان الصحابة رضوان الله عليهم يفعلون مع الخلفاء الراشدين، وحتى لو قوبل بالنص الشرعي القطعي الذي يعتبر ذاك العمل حراماً، فإن المُبرّر الدائم هو تحقيق المصالح ودرء المفاسد، فأيّ مصلحة تُرجى من مخالفة كلام الله ورسوله، وأيّ مفسدة أعظم من تعطيل الإسلام.

إنّ التزام المسلمين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يُعيد الحاكم والتيار والفصيل إلى جادة الصواب إن كانوا وقّافين على الحق، ويفضحهم ويسقطهم إن أصرّوا على غيّهم وضلالهم، فلا صلاح للمسلمين إلا به مهما كانت عاقبته والفاتورة المدفوعة لتحقيقه قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) "سورة آل عمران آية 104".

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب الرشيد الحراكي