press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat171117

ومضات: أفكار سلبية تُكبّل الأمة وتُعيق نهضتها

 

صحيح أن حملات الغزو الغربي التبشيري والفكري والثقافي للأمة الإسلامية آتت أكلها بهدم الخلافة الإسلامية، ولكن هذا الغزو ما كان لينجح لولا أنه وجد أرضا ينبت فيها، وعمل بجد على تعزيز هذه الأفكار أو زرع أفكار سلبية جديدة. ولعل أخطر الأفكار الهدامة التي وجدت في الأمة الإسلامية، والتي ساعدت المبشرين في عملهم هي الأفكار المتعلقة أساسا بفكرة ضرورة التغيير وبمعنى آخر الأفكار التي تدفع إلى التخلي عن الأحكام الشرعية المتعلقة بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي أوجبها الله على المسلمين أفرادا وجماعات لأهميتها في المحافظة على صفاء الفكرة الإسلامية ونقائها وعلى سلامة تطبيقها أو تجسيدها في واقع الحياة.

فقد ظهرت في الأمة الإسلامية أفكار سلبية تصرف الأمة وأفرادها عن القيام بواجبهم تجاه ما تواجهه أمتهم وما يتعرض له دينهم من غزوات فكرية ومحاولات تشويه.

و كان من أهم نتائج تمكن هذه الأفكار السلبية الهدّامة في الأمة:

• أنها أفقدت الأمة مناعتها ضد الأفكار الدخيلة التي كانت فيروسات قاتلة أصبحت تفتك بالأمة من داخلها.

• جعلت بحث الفرد عن عيشه وسلامته الشخصية هي القضية الأساسية في حياته في الوقت الذي يجب أن تكون العقيدة الإسلامية والعيش في ظل دولتها التي تطبق أحكامها هي القضية المصيرية للإنسان المسلم قال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ( الأنعام 163).

• زرعت في نفوس المسلمين الرضا بالواقع والخنوع له وقتلت في نفوس المسلمين فكرة العمل من أجل التغيير، فلم تعد الأمة تمتلك إرادة التغيير، بل أخذت تحارب كل فكر أو عمل يهدف الى تغيير واقعها وترى فيه خطرا عليها.

• إن إدراك الواقع الفاسد هو الذي يدفع للتفكير بتغييره والبحث عن الطريقة الصحيحة لهذا التغيير وعندها تدب الحيوية في الأمة وينتشر التفكير بالأساليب المناسبة للعمل من أجل التغيير.

ولخطورة هذا الأمر (التفكير بالواقع وكيفية تغييره) فقد عمل الغرب الكافر على ترميز شخصيات فكرية وشرعية للقضاء على أي فكر يهدف إلى تغيير المجتمع وتشويه أي عمل صحيح للنهوض بالأمة ولتغيير واقعها فكانت هذه الشخصيات الدينية والفكرية بمثابة الكهنة التي تعمل للمحافظة والترويج والدعاية لكل فكرة سلبية زرعها الغرب الكافر في جسد أمتنا لتفتك بها من الداخل كي تبقيها عاجزة مكبلة عن الانعتاق من سيطرته.

• ولعل أهم الأفكار السلبية التي ساهمت في تعطيل طاقات الأمة الإسلامية، وأسهمت في إماتة روح التغيير فيها بصورة مجملة هي: (اعتزال الناس وإيثار الوحدة – القدرية الغيبية - الزهد بالمفهوم الخاطئ - ذم طلب الإمارة أو القضاء - خوف الفتنة – إقفال باب الاجتهاد - الواقعية والرضى بالواقع ....).

• ويضاف إليها في الوقت الحالي (استحالة التغيير دون رضا المجتمع الدولي – وأننا لسنا جيل التغيير بل جيل التضحية - وأن التغيير يحتاج لأجيال ولا يمكن لجيل واحد أن يحققه – والتدرج في تطبيق الأحكام – وأنه ليس في الإسلام أحكام تنظم أمور الحكم). وأفكار كثيرة غير ما ذكرنا تعتبر من العوائق الفكرية التي يعتبر وجودها في الأمة شلّ لإرادتها وتقييد لتحركها أو حرف لهذا التحرك إن حصل عن خطه المستقيم.

وكل فكرة من هذه الأفكار تحتاج إلى بحث مفصّل سنعرضه عليكم من خلال سلسلة قادمة إن شاء الله.

وكما أن الأمة تجاوزت بوعيها وحركتها كهنة الأفكار السلبية الهدّامة وأسيادهم وأسقطتهم وأثبتت أقدامها على طريق نهضتها وعزها محطمة القيود التي كانت تكبلها، ستسقط علماء السلاطين وعبيد الفكر الواقعي والمصلحة العقلية الجدد وستواصل صحوتها وسيرها حتى تحقق أهدافها في تغيير واقعها لما أوجبه عليها ربها عز وجل وهو ناصرها ومعينه.

قال تعالى:
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق 2-3).

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
أ‌. معاوية عبد الوهاب